بين مشاعر الخوف والشك والآراء المتناقضة، يبدأ العالم استقبال موجة جديدة من فيروس كورونا، الذى يحمل معه المزيد من التحولات، ومع أن العالم لا يتجه إلى الإغلاق التام، مثلما جرى مع الموجة الأولى، لكن تظل حركة السفر والطيران محدودة، وخاضعة للكثير من الضوابط. قطاع الطيران من القطاعات التى واجهت خسائر ضخمة، وتعرض الطيارون لبطالة دفعتهم لتغيير نشاطهم، وتحول طيارون فى سويسرا للعمل كسائقى قطارات، هربا من بطالة تسببت فى انهيار حركة الطيران العالمية.
وأعلنت شركتان سويسريتان إمكانية عمل الطيارين كسائقين للقطارات، بعد أن تسببت أزمة «كورونا» فى انهيار حركة الطيران فى العالم، وقال كل من اتحاد الطيارين السويسرى «إيروبرز» والاتحاد السويسرى لسائقى القطارات «فى أس أل أف»، الأسبوع الماضى: إنهما يبدآن عملاً إيجابياً معاً، وكانت شركة سويس إير للطيران المملوكة للوفتهانزا عرضت، خلال سبتمبر الماضى، إمكانية التعاون مع شركة القطارات السويسرية «أس بى بى»، وقال اتحاد سائقى القطارات السويسرى: إنه لا يرى أية مشاكل فى تعيين الطيارين سائقى قطارات، وأعلنت منظمة العمل الدولية فى إبريل الماضى أن تداعيات الجائحة على القطاع الاقتصادى تفوق سوءا أزمة 2008-2009 المالية، وتأثر حوالى 195 مليون وظيفة بدوام كامل، من بينها 5 ملايين فى الدول العربية.
وتكشف هذه الخطوة حجم ما تركه فيروس كورونا على الأعمال، وفى حين أطاح بملايين العاملين من وظائفهم، حققت بعض الشركات أرباحا خيالية بسبب التأثيرات نفسها، وعلى رأسها شركات التجارة الإلكترونية، والتجهيزات الطبية، والمواد الواقية والمطهرات، وأجهزة التنفس الصناعى، وأدوية الأمراض الصدرية، بل إن بعض شركات إنتاج الأدوية القديمة، التى ظهرت قدرتها على خفض تأثيرات الفيروس، حققت أرباحا من مضاعفة حركة الإنتاج والبيع، من دون أن تواجه أخطارا من الفيروس، مثلما حدث من 136 مليونا يعملون فى الصفوف الأمامية بمواجهة الفيروس.
وفى حين تواجه الولايات المتحدة والبرازيل والهند وأوروبا خطر ارتفاع عدد الإصابات، تعلن الصين استئناف حركة السياحة، حيث ارتفعت أسعار الفنادق، وتعطلت تطبيقات نقل الركاب من كثرة الدخول عليها، ونفدت تذاكر السفر إلى سور الصين العظيم، وبعد أكثر من تسعة أشهر طويلة فى المنازل، يقضى ما يقرب من نصف المليار صينى إجازة، وخلال الأيام الأربعة الأولى من عطلة الأسبوع الذهبى التى تبدأ من أول أكتوبر، سافر نحو 425 مليون شخص محليا، وفقا لوزارة الثقافة والسياحة، وهو ما يقارب 80 فى المائة من حشود العام الماضى، ويتناقض تزايد النشاط مع بقية العالم، حيث تقدر خسائر صناعة السياحة العالمية 2020 بحوالى 1.2 تريليون دولار، هناك مخاوف من هذه التجمعات، لكن الصين رفعت الحظر المفروض على الجولات الجماعية فى منتصف يوليو، وتم تصنيف كل منطقة فى كل مدينة على أنها منخفضة المخاطر، ولم تعد نتائج اختبار فيروس كورونا مطلوبة للسفر عبر الأقاليم، وقال وو تسون يو، كبير علماء الأوبئة فى المركز الصينى للسيطرة على الأمراض، فى مؤتمر صحفى فى بكين أول أكتوبر: «أمضينا ستة أسابيع على الأقل دون تسجيل حالة واحدة مؤكدة محليا، ما يعنى أن البيئة التى يمكن للأشخاص العاديين الوصول إليها خالية من الفيروس».
طبعا كان إعلان الصين عن تراجع الفيروس، وعدم ظهور إصابات لافتا للنظز، وأثار علامات استفهام، بل ولمزات عما إذا كانت الصين هى الرابح الأول من أزمة كوفيد - 19، بالرغم من أن «ووهان» كانت بداية انطلاق الفيروس، الصين ترد بأنها طورت لقاحات وأدوية ساهمت فى السيطرة، لكن تظل هناك أشباح من نظرية المؤامرة تتعلق بما جرى.