واجهت الخارجية الأمريكية واحدة من أكبر أزماتها المتمثلة فى هجوم بنغازى عام 2012، والذى أدى إلى مقتل السفير الأمريكى كريستوفر ستيفينز وثلاثة أمريكيين آخرين. وكانت السياسة الخارجية الكارثية لواشنطن المتمثلة فى دعم المسلحين الإرهابيين فى ليبيا، مثلما حدث فى سوريا أيضا، بدأت تحت قيادة هيلارى كلينتون فى الفترة من 2009 حتى بداية 2013.
إحدى الرسائل الخاصة التى تم تسريبها ضمن إيميلات هيلارى كلينتون، سلطت الضوء على خطة الخارجية الأمريكية لدور واشنطن فى ليبيا ما بعد القذافى. وقالت الرسالة الموجهة من جاكوب سوليفان، مسئول الخارجية الأمريكية إلى كلينتون، والتى شملت أفكارا عن الدور الأمريكى إنه يجب البدء بتدفق المساعدات الإنسانية إلى شرق ليبيا، مع التخطيط بالقيام بذلك فى غرب ليبيا أيضا. وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية، قالت الرسالة إن جهات الاتصال بليبيا تؤكد على استمرار أى مساعدة عسكرية خارجية صريحة، وأن رسالتهم كانت ضرورة قيامهم بهذا الشئ بأنفسهم. لكن سوليفان قال إنه فى طرابلس وحولها هناك تقديم مساعدة عسكرية سرية للمعارضة بما فى ذلك شحنات الأسلحة، لكن يجب أن يتم القتال من جانب الليبيين أنفسهم.
ليبيا
كما كشفت وثائق كلينتون، بحسب ما قال مؤسس وكيليكس جوليان اسانج الذى نشر هذه الرسائل قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، عن مساهمة كلينتون الرئيسية فى تسليح الإرهابيين فى سوريا. وقال إنه مثلما فعلت فى ليبيا، روجت كلينتون لإستراتيجية لتسليح المعارضة "الإسلامية" لكن جماعات المعارضة السورية التى حصلت فى النهاية على الأسلحة كان من بينها الإخوان والقاعدة وداعش، وفقا لتقرير لموقع ناشيول ريفيو فى عام 2016
وقال أسانج فى هذا الوقت إن الحرب في ليبيا كانت حرب هيلاري كلينتون"، وأن الرئيس السابق باراك أوباما منذ البداية كان يعارض التدخل العسكري في ليبيا..
وأكد أسانج أن هيلارى كانتتؤكد أنها كانت تنظر إلى الإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي وتدمير مؤسسات الدولة في ليبيا كورقة يمكن استخدامها للدخول في سباق الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن الوثيقة الداخلية التي أُعدت لـ"كلينتون" أواخر 2011 وتسمى بـ"ليبيا. التسلسل للأحداث" (Libya Tick Tock)، تمثل توصيفا زمنيا لعملية تدمير ليبيا والتي كانت هيلاري كلينتون عنصرا أساسيا فيها"