أثار الارتفاع المستمر لشعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة من القلق لدى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، بعد تراجع آمال التنظيم في عودة الحزب الديمقراطي للبيت الأبيض في ظل ضعف حملة مرشح الحزب جو بايدن، مساعد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي قدم حزبه دعماً مفتوحاً لجماعة الإخوان بالتعاون مع إمارة قطر، الراعي الإقليمي للإرهاب، وارتبطت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بعلاقات مشبوهة مع تنظيم الإخوان الدولي، وضمت دوائر واشنطن الرسمية وشبه الرسمية في تلك الفترة عناصر موالية للتنظيم، بمقدمتها هوما عابدين المساعدة الشخصية لهيلاري كلينتون، وذراعها اليمني في الحملة الانتخابية لماراثون البيت الأبيض 2016.
حالة القلق التي تنتاب الإخوان، تزايدت بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع السرية عن قضية رسائل البريد الإلكتروني المسربة، لهيلاري كلينتون، بخلاف تعهد وزير الخارجية مايك بومبيو بنشر تلك الرسائل للعلن، ليطلع الرأي العام الأمريكي على تفاصيل تلك الفترة، والأجندة التي كانت تحكم البيت الأبيض في ذلك الحين.
وفى عام 2016، بعد الكشف عن تسريبات البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون والتحقيق معها لاستخدامها بريد شخصي خلال إدارتها مهام منصبها أثناء توليها وزارة الخارجية الأمريكية، نشرت وسائل إعلام أمريكية بعضا من الرسائل المسربة، والتي كشفت أسرار العلاقات بين أوباما وهيلاري وكلاً من قطر وجماعة الإخوان، بهدف نشر الفوضى في الشرق الأوسط.
وقبل سنوات، نشر موقع "بي بي أر" الأمريكي تقرير كشف فيه شبكة العلاقات الخفية لهيلاري كلينتون، ومساعدتها الشخصية هوما عابدين، مع جماعة الإخوان، حيث أكد أن "عابدين" على صلات قوية بالجماعة الإرهابية مشيرًا إلى أنها ولدت فى الولايات المتحدة، لكنها انتقلت للعيش مع أسرتها فى دولة خليجية عندما كانت فى سن عامين وتركتها عائدة إلى واشنطن عندما بلغت 18 عامًا للدراسة.
وحدد التقرير ثلاثة أطراف رئيسية فى شبكة علاقات عابدين، وهم كلينتون وعبدالله عمر نصيف، وقال التقرير إن معهد شئون الأقلية المسلمة، الذى أسسته عائلة عابدين وعملت فيه كان حلقة وصل مع التنظيم الدولي للجماعة.
وكشف التقرير، أن والدة مساعدة كلينتون، هوما عابدين عضوة فى منظمة الأخوات المسلمات، وهى فرع سرى لنساء جماعة الإخوان، كما أن شقيقها حسن الذى يعمل بجامعة أوكسفورد البريطانية عضو نشط فى التنظيم العالمى للإخوان.
وطالما اعتبرت كلينتون مساعدتها "هوما" ابنة لها، حيث تعمل معها منذ أن كانت السيدة الأولى فى التسعينيات، وقالت فى تصريحات سابقة "إذا كان لدى ابنة ثانية فهى هوما".
واتهم التقرير هوما عابدين ، بدعم الإرهاب، كما أكد أن مؤسسة كلينتون ، تلقت ملايين الدولارات من التبرعات من دول من بينها قطر، التى مولت سرا حملة كلينتون الانتخابية.
من جهة آخري، نشر موقع فرى بيكون وثائق تابعة للخارجية الأمريكية كشفت عن خطة واشنطن لتفكيك الداخلية فى عهد محمد مرسى وإعادة هيكلتها تحت إشراف خبراء أمن أمريكيين.
فى صدارة الملفات التى كشفت عنها الوثائق الأمريكية، والتي نشرت في أكتوبر 2016 التى تم نشرها بموجب قانون حرية المعلومات، محادثات جرت بين هيلارى كلينتون ومحمد مرسى، عرضت خلالها "مساعدة سرية" لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة بزعم خدمة "الأسس والمعايير الديمقراطية"، وتضمنت تلك الخطة إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء أمن إلى مصر.
وتحدثت الوثائق عن دعم الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان، ومساعدتهم للوصول إلى الحكم عام 2012، وأن كلينتون اعتبرت أن فوز محمد مرسى بالانتخابات كان خطوة نحو تحقيق الديمقراطية -على حد زعمها- كما كشفت تفاصيل لقاء عقد بينها والرئيس المعزول فى 14 يوليو 2012، قالت خلالها : "نحن نقف خلف انتقال مصر نحو الديمقراطية، وأن السبيل الوحيد للحفاظ على مصر قوية هو تحقيق انتقال ناجح نحو الديمقراطية".
ولفتت الوثائق إلى أن لقاء كلينتون ومرسى فى ذلك الحين، كان لتقديم التهنئة على فوز الأخير فى الانتخابات الرئاسية، وعرض الدعم الأمريكى لحكومته، والذى تضمن نقل خبرة تقنية ومساعدات من الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص لدعم برامجه الاقتصادية والاجتماعية المفترضة.
ملامح العلاقات المشبوهة لهيلاري كلينتون ومساعديها بجماعة الإخوان وإمارة قطر، كانت حاضرة بقوة في رسائلها المسربة، وكشفت إحداها عن ارتباط الوزيرة الأمريكية السابقة الوثيق بقناة "الجزيرة"، ومحاولة استغلالها في نشر الفوضى بمنطقة الشرق الأوسط.
وكشفت إحدى الوثائق المسربة من البريد الإلكتروني لكلينتون محادثة بيها وبين رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم حول ما سمي بصندوق الاستثمار المصري الأمريكي وطلب مشاركة قطر في الصندوق، حيث أبدت قطر قدرا من الرغبة في ذلك، بما يفتح لها المجال للتدخل في الشأن المصري، وتمكين جماعة الإخوان الإرهابية داخل مصر فى السنوات التى تلت 2011.
ووفق ما ورد في البريد الإلكتروني، فإن هيلاري زارت قناة "الجزيرة" في مايو 2010، واجتمعت مع مدير الشبكة وضاح خنفر، وتلا ذلك لقاء مع أعضاء مجلس إدارة القناة، حيث جرت مناقشة زيارة وفد منها إلى واشنطن في منتصف مايو من ذات العام.
وتقول الوثيقة إن واشنطن نفذت صندوق الاستثمار المصري الأمريكي ومثله في تونس تحت مسمى توفير فرص العمل والمساهمة في توسيع قطاع الأعمال التجارية الصغيرة من خلال زيادة الوصول إلى رأس المال وتعزيز القطاع الخاص، ولكن كان هذا ضمن لعبة كبرى وصفقة بين الإدارة الأمريكية وقتها وقطر للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط عن طريق السيطرة على بوابته مصر.
وذكرت الوثيقة أنه تم إطلاق صندوق الاستثمار المصري الأمريكي في البداية بمبلغ 60 مليون دولار، وأعلنت قطر عن حزمة مساعدات بقيمة 2 مليار دولار لمصر، لكن كشفت الوثيقة رغبة قطر في التدخل في الشأن المصري وكذلك الشأن التونسي عبر المال الذي يدعم نظام الإخوان الذي انقض على السلطة عقب الفوضى التي شهدتها دول عديدة بالمنطقة ومنها مصر وتتونس عام 2011 والتي روج لها النظام القطري وكذلك إدارة أوباما على أنها "الربيع العربي".
وفي رسالة أخرى، طالبت هيلاري قطر بتمويل ما سمي بثورات الربيع العربي عبر صندوق مخصص لمؤسسة كلينتون.
كذلك كشف بريد إلكتروني آخر مسرّب يعود لسبتمبر 2012، عن تعاون قطر مع "الإخوان" لإنشاء قناة إعلامية باستثمارات كبيرة، وذلك بعد أن شكا التنظيم الإرهابي من ضعف مؤسساته الإعلامية.
وفي عام 2016، لم تخف مؤسسة كلينتون أنها قبلت هدية قيمتها مليون دولار من قطر أثناء عمل هيلاري كلينتون كوزيرة للخارجية الأمريكية دون إخطار وزارة الخارجية حتى على الرغم من تعهدها بالسماح بمراجعة التبرعات الجديدة من الحكومات الأجنبية.
وقتها تم الكشف عن أن المسؤولين القطريين تعهدوا بتقديم هذا المبلغ في 2011 بمناسبة عيد ميلاد بيل كلينتون الخامس والستين وسعوا للقاء الرئيس الأمريكي السابق بشكل شخصي في السنة التالية لتقديم الشيك له، وذلك وفقا لرسالة عبر البريد الالكتروني من مسؤول بالمؤسسة إلى جون بوديستا رئيس الحملة الرئاسية لكلينتون عام 2016.