بعد سبعة أشهر من وصول جائحة فيروس كورونا المستجد إلى البرازيل عادت شوارع ريو دي جانيرو لتصدح من جديد بأنغام السامبا، بعد أن استسلمت المدينة أمام "الواقع الجديد"، رغم ارتفاع مؤشرات العدوى.
ويأتي ذلك بعد أن منحت عمودية ريو دي جانيرو الأسبوع الماضي الضوء الأخضر للقيام بخطوة أخرى لتحفيف المحاذير المفروضة على التجمعات بسبب كورونا.
وظهر هذا الأمر جليا في شارع أوفيدور، أحد أهم النقاط في المدينة والذي وصفه الأديب البرازيلي ماتشادو دي أسيس في 1846 بأنه بمثابة "ملخص" للمدينة و"وجهها".
وجرت العادة أن يلتقي العازفون والراقصون والسائحون والأهالي هناك مرة أسبوعيا للاستماع إلى موسيقى السامبا، وهي مسألة كانت متوقفة بسبب جائحة كورونا التي حصدت أرواح 150 ألف مواطن وأصابت أكثر من خمسة ملايين في البلد اللاتيني.
بخصوص هذه المسألة، قال يوري ميلو سانتوس، مالك أحد الحانات في شارع أوفيدورر، والمسؤول كذلك عن تنظيم (جلسات السامبا) "بخلاف التعافي الاقتصادي، فهي عادة تقليدية وثقافية تعود مرة أخرى للحياة. يمكن للناس أن يستمتعوا ويحصلوا على بعض التسلية، لأن الكل بات لا يطيق البقاء في المنزل".
وفي هذه التجمعات، يجلس العازفون إلى طاولة ليقدموا طيلة ساعات مجموعة من أهم أغنيات هذا النمط الموسيقي الذي تمتد جذوره إلى شعائر بعض الديانات الإفريقية.
رغم هذا، قد يشعر المرء بوجود بعض القلق بين زوار الشارع الشهير وعشاق السامبا من فيروس كورونا، لكنه ليس قلقًا كبيرا فاستخدام الكمامات محدود بينهم رغم أن الوباء ما يزال موجودة.
يقول إدواردو سيلفا، وهو مدرس عمره (42 عاما) "أنا لم أترك السامبا، حتى وأنا جالس في منزلي أثناء العزل".
وتابع المدرس "لم أتوقف عن الاستماع لموسيقى السامبا. فعلت هذا لكيلا أشعر بحنين حزين إلى أماكن اعتدت أن أرتادها في ريو دي جانيرو".
وأضاف "لكن الاستماع إلى عزف موسيقى السامبا مباشرة، له إحساس آخر، ويولد طاقة مختلفة. السامبا ليست موسيقى وإنما ديانة".
وتكون موسيقى السامبا في أوجها في البرازيل مع كرنفال ريو دي جانيرو الذي تم تأجيله لأول مرة منذ قرن بسبب فيروس كورونا المستجد.
ويدرس القائمون على المهرجان إقامته في فبراير أو يونيو 2021، أو حتى إلغائه بالكامل، لكن كل شيء سيعتمد في الأساس على مدى تطور وضعية الفيروس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة