الكتب الدينية التى تدفن مع الإنسان المصرى القديم كانت عادة لتكون دليلا للميت فى رحلته للعالم الآخر، فمؤخرُا تم اكتشاف تعويذة داخل أحد التوابيت الأثرية، التى تم اكتشافها فى منطقة آثار سقارة، والتى بلغ عددها حتى الآن 59 تابوتا، ومازال العمل مستمراً لاستخراج باقى التوابيت، والكتاب الذى تم اكتشافه هو "طريقين"، وهو مقدمة من كتاب الموتى، فما هى حكاية هذا الكتاب "كتاب الموتى".
كتاب الموتى كما ذكر يتم وضعه مع الميت لتامين رحلته فى العالم الآخر، وهو عبارة عن مجموعة من الوثائق الدينية والنصوص الجنائزية التى كانت تستخدم فى مصر القديمة، والتى تم استخدامها من بداية العصر الحديث للدولة المصرية القديمة إلى حوالى 1550 قبل الميلاد، إلى حوالى 50 قبل الميلاد.
فى الكتاب نجد مجموعة واسعة من النصوص التى تتكون من عدد من التعاويذ السحرية تهدف إلى مساعدة رحلة شخص ميت إلى الآخرة، وتتب هذه التعاويذ من قبل العديد من الكهنة.
ويوجد من كتاب الموتى نسخة تعرض فى المتحف البريطاني، وفى الكتب نجد دعوات للآلهة وأناشيد وصلوات، ثم وصف لما تلاقيه أرواح الموتى فى العالم الآخر من الحساب وما يلحقها من عقاب وثواب.
وكان المصرى القديم يؤمن بالبعث وعودة الروح، كما حرصوا على وضع كل الاشياء الخاصة بالمتوفى من طعام وحلى وكل ما كان يحبه فى حياته معه فى مقبرته، حيث يمكن لروح الميت أن تأكل وتشرب منها عند عودتها إلى الجسم، وقبل سعيها إلى الحياة الأخرى.
التعاويذ والتمائم السحرية، والتى كانت تطلق عليها نصوص الأهرام فى عصر الدولة القديمة، كانت تنقش على جدران المقابر العادية والأهرامات أو على التابوت الحجرى أو الخشبى توضع إلى جانب المومياء لتكون دليلا للميت فى رحلته للعالم الآخر، حيث كانت هذه التعاويذ بمثابة تعليمات إرشادية تمكن المتوفى من تخطى العقبات والمخاطر التى ستصادفه فى أثناء رحلته إلى الحياة الأخرى، وتدله أيضا على الوسائل التى يستخدمها ليتمم هذه الرحلة بنجاح من دون أن يتعرض لأى سوء.
كما كانت تلك التعويدة تذكر الميت عند عودة الروح له مرة أخرى، حسب اعتقاده، بأسماء الآلهة التى سوف يصادفها فى طريقه، إذ إن نسيان اسم أحد الآلهة لا يكون فى صالحه، خصوصا أنه من ضمن تلقيه حسابه فى الآخرة سوف يقف أمام محكمة مكونة من 40 إله .
فى عصر الدولة الوسطى والدولة الحديثة، بدأ كتابة نصوص كتاب الموتى على ورق البردى ووضع هذا الكتاب بجوار المومياء داخل التابوت، وكان كل مصرى قديم ذو شأن حريصا على تكليف الكهنة بتجهيز كتاب للموتى له، يذكر فيه اسمه واسم والده وولدته ووظيفته فى الدنيا، وذلك استعدادا ليوم وفاته وتجهيز طقوس نقله إلى مقبرته.
وكتاب الموتى كان يضم عدة فصول، تصف وتشير إلى "وقاية الميت من الشياطين والأرواح الشريرة والثعابين وغيرها، تعرف الميت عند البعث الطريق إلى الآخرة، تساعده على عبور بحر النار، والصعاب التى تهدده، تسمح له بالتردد بين العالم الأرضى والعالم الآخر، تساعده على الحياة فى الآخرة، تساعده على الحصول على الماء والغذاء وتلقى الهبات والأضحية، وعطائها فى العالم الآخر، تساعده على معرفة الأماكن فى الآخرة، وتذكر أسماء الآلهة والأسماء الهامة (مثل اسم باب الآخرة)، وتساعده على معرفة الأبواب وأسمائها وتعاويذ فتحها والمرور منها والوصول إلى الآلهة وتعريف نفسه إليهم.