يعلو الأهلى على منافسيه حتى ولو في عقر دراهم ولا يُعلى مهما كان اسم المنافس .. واصطاد الأهلى فريسته في المغرب، كما توقعت بالدلائل في مقال الأمس، وعاد الفريق الأحمر إلى بلاده منتصرا رافعا راية التفوق على منافسه ومضيفه الوداد المغربي بهدفين دون رد، في ذهاب نصف نهائي دورى الأبطال، بالضغط والاستحواذ والتنظيم، ليسهل من مهمته في التأهل للمباراة النهائية المقرر لها السادس من نوفمبر المقبل.
يستحق موسيمانى مدرب الأهلى لقب رجل المباراة بعدما قاد الكتيبة الحمراء بجدارة يحسد عليها وأعاد شخصية الأهلى الكبير بفوز مقنع وثمين، رغم مفاجأة التشكيل والطريقة الهجومية التي بدأ أمام الوداد، والتي اعتبرتها مغامرة محفوفة بالمخاطر ولكنها أتت بثمارها، ويستحق عليها الثناء، وربما حقق ما خطط له لإدراكه بأموار لا يدركها غيره، كونه أحد أبناء القارة السمراء ما يجعله أدرى بشعابها.
تجلت قدرة موسيمانى أمام الوداد في موقفين كشفا بالنسبة لى ذكاء وشخصية هذا المدرب الجنوب أفريقي، الموقف الأول عندما أصر على اشراك افشه أساسيا متجاهلا اهدار اللاعب لركلة جزاء في مباراة بيراميدز بالدورى وإمكانية أن يؤثر ذلك عليه سلبا أمام الوداد، بل وأظهر ثقته في قدراته، وكان هدف المبادرة بمثابة مكافأة من اللاعب لمدربه.. الموقف الثانى عندما سحب موسيمانى لاعب الوسط المالي ديانج حفاظا عليه من إمكانية الطرد بعد الحصول على إنذار في الشوط الأول، حتى يأمن غدر حكم المباراة متوقعا أن يترصد بديانج ويقصيه من الملعب.
يبقى محمد الشناوى السد المنيع ويمثل 50 % من قوة الأهلى في الوقت الحالي، إزاء تألقه المتواصل وكان في المعاد أمام الوداد بتصديه لركلة جزاء، حافظت للفريق الأحمر على تقدمه وزدات من ثقة باقى اللاعبين داخل الملعب في أنفسهم، وحولت المباراة تماما لصالح بطل مصر.
تبقى النقطة الأهم في المباراة، وتحتاج إعادة نظر من موسيمانى ولاعبي الأهلى ، الأهداف السهلة التي أهدرت وأبرزها انفراد حسين الشحات البعيد عن مستواه المعروف وكان أقل اللاعبين تأثيرا في مجريات المباراة .. وغيرها من الفرص الأخرى، لو استغلت بالشكل المطلوب لخرج بطل مصر فائزا بأربعة أهداف على الأقل وحسم التأهل بشكل شبه رسمي، على عكس النتيجة الحالية التي تحتاج حذر كبير في مباراة الإياب خصوصا وأن كرة القدم ليس لها كبير ولا تعترف إلا بالمحصلة النهائية، وقد يختلف مستوى الوداد في العودة ويظهر قويا خارج ملعبه عكس ما كان ضعيفا في عقر داره، وهو ما لابد أن يضعه موسيمانى في حساباته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة