عادل السنهورى

عسكرى "الدرك" والأمن الجنائى في الشارع المصرى

الإثنين، 19 أكتوبر 2020 09:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعض الأصوات على مواقع التواصل الاجتماعى بدأت تطالب بعودة عسكرى الدرك القديم الذى رسمت صورته وخلدته سينما الأربعينات والخمسينات الى الشارع المصرى مرة آخرى.
 
العودة لن تكون بالطبع بالصورة القديمة بالشارب الكث أو المبروم والبدلة العسكرية والطربوش المميز لعسكرى الدرك بطوله الفارع أحيانا أو بضخامة جثته وانما بصورة حديثة تواكب التطورات الأمنية والاجتماعية والجنائية في الشارع مع الكثافة السكانية لمدن المحروسة في الوقت الحالى.
 
تعدد الحوادث الجنائية في بعض المناطق والمحافظات في الشهر الأخير والتي آثارت اهتمام الرأي العام في مصر وتعاطف الناس فيه مع المجني عليهم هو ما يجعل الرغبة في استعادة هيبة الأمن في الشارع ضرورة ملحة وعاجلة حتى تطمأن الأسر على أبناءها وبناتها.
 
وهنا لا يمكن اغفال المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الشرطة المصرية في ضبط الأداء الأمني في الشارع في ظل التحديات الأمنية الأخرى التي تواجه البلاد من جماعات وتنظيمات العنف والإرهاب والنجاحات التي حققتها- ومازالت- الشرطة ضد عناصر الإرهاب وجماعته. ومع العقيدات الأمنية والتوسع العمرانى والانفتاح على العالم أضاف مهام ضخمة على عاتق الأمن المصرى في الداخل.
 
أظن أن المطالبة بعودة عسكرى الدرك هو نوع من الحنين الى صورة الشارع المصرى قديما قبل أكثر من 60 عاما عندما كانت القاهرة لا تتعدى 6 أو 7 أحياء على الأكثر من شبرا وروض الفرج الى السيدة والحسين ووسط البلد.. وهى الصورة التي جسدتها الأفلام المصرية القديمة وخاصة أفلام الأبيض واسود وسينما المخرج الرائع فطين عبد الوهاب.
 
وخلال فترة حظر التجوال الجزئى الذي تم فرضه منذ نهاية مارس وحتى نهاية أغسطس الماضى بسبب جائحة كورونا والهدوء الذي ساد الشارع المصرى وسيطرة رجال الشرطة على الشارع، أعاد للأذهان الصورة المثالية لحالة الأمن الجنائى في مصر.. وأسهم في انخفاض لافت لمعدلات الجريمة، فالأزمة تسببت في تراجع واضح لجرائم القتل والسطو والسرقة وتجارة المخدرات، نتيجة التزام المواطنين بالوجود في المنازل ليلا، وسيطرة الشرطة على الشوارع.
 
حالة القلق والفزع والغضب التي سيطرت على مشاعر الناس من حادثة فتاة المعادى مريم وحادثة اغتصاب سيدة متزوجة بالمقابر في المحلة على أيدى أربعة بلطجية امام زوجها هو ما يجعل قطاع عريض من الرأي العام يطالب بعودة عسكرى الدرك بصورة عصرية في الشارع المصرى. فهو العسكري الذي كان يتجول في الشوارع لحفظ الامن، ومنع السرقات ولا يتوانى عن مطاردة اللصوص، مما كان يبعث الطمأنينة في نفوس المصريين، وكان هذا النظام مفعلا في كل ميادين وشوارع مصر في القرن التاسع عشر – كما تذكر مصادر تاريخية- وحتى قيام ثورة 23 يوليو 1952.
 
ومن الصفات التي كان لا بد أن يتمتع بها عسكرى الدرك للقيام بالمهمة هي تمتعه بقدر عال من الذكاء واللياقة البدنية وسرعة البديهة وحسن التصرف حتى يستطيع التصدى للعناصر الإجرامية ومطاردتها وضبطها قبل وقوع الجريمة دون أى خسائر بقدر الإمكان سواء بشرية أو مالية أو عينية. ويسهر الليل من بعد صلاه العشاء وحتى صلاة الفجر يظل يجوب شوارع المنطقة بصيحة شهيرة " يااااه مين هناك" التي كانت تشيع الاطمئنان في نفوس الناس نظرا لثقتهم أن هناك من يحرسهم ويحرس بيوتهم وممتلكاتهم ويسهر على أمنهم وفي نفس الوقت تثير الرعب في نفوس اللصوص والمجرمين.
 
وهذا هو المطلوب الآن ولو بصورة حديثة وعصرية تتمثل في اللجان أو الدوريات الأمنية لكل منطقة تجوب شوارها وحواريها. فهل يعود عسكرى الدرك من جديد؟.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة