الغيرة هي الشعور الفطري الذي خلقه الله سبحانه وتعالى بدرجات متفاوتة بين شخص وآخر، قد ينتج عنها إحساس وتصرفات خارجة عن إرادتنا، ولكننا نجد بعض الأشخاص من نساء ورجال يرون في عدم الغيرة "ميزة" ويتفاخرون فيما بينهم، الشيخ أحمد المالكي الباحث الشرعي بالأزهر الشريف وأحد علمائه أوضح لنا في عدة نقاط حدود الغيرة ودرجاتها، حيث قال إن الإسلام وضع سياجا وحائطا منيعا يسمى الأخلاق، والتي يجب أن يتحلى بها كل مسلم، بالإضافة إلى أنه يعتبر مصدرا حضاريا، الا أنه في بعض المجتمعات المنفتحة قد تعتبر الغيرة حتى بدرجتها المحمودة سمة لا تعبر عنهم.
تابع: "الغيرة في الرجال تظهر بفطرتهم على العرض والمحارم، وتتمثل في غيرته على نسائه من أن يصيبهن أذى، وهي صفة خلقت في قلوبنا بدرجات من المعتدلة للمذمومة"، وأضاف: "علامات ظهور الغيرة دليل على قوة الإيمان مثل غيرة الرجل على أي امرأة يتم التحرش بها، فإن لم يغار عليها ويتصدى لذلك الفعل المشين لا يصنف رجلا فالغيرة تجعل المجتمع طبيعيا نظيفا وتجعله منضبطا لأنه سيسير في مساره الصحيح" .
الغيرة
أما عن لفظ "ديوث" وهل يطلق على الأنثي أيضا أم لا فقال: "الغيرة فطرة خلق الإنسان بها المعتدل منها وهي غيرة الرجل على اهله وعرضه ودينه، إنما المذمومة فهي التي تصل للشك والتجسس التي تؤدي إلى النفور و تصل للكوارث خاصة بين الزوجين".
كما أوضح المالكي أن في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه"، أن الغيرة التي يحبها الله الغيرة في الغيبة، أي شعور المرء بحب واهتمام الشخص المقرب لقلبه حتى وهو بعيد عنه.
غيرة (2)
وأضاف المالكي أن الغيرة صفة أصيلة في المرأة بالرغم من أن الدين لم يفرق الغيرة ودرجاتها بين الرجال والنساء، وحذر من الغيرة التي تؤدي إلى نتائج كارثية، وأنه يجب على المرأة الغيرة على زوجها لو وصل لدرجة المحرمات واستباحتها، اما المرأة التي لا تغار فتجعل زوجها مستسهلا للحرام قائلا: "ان الله حرم الفواحش".
أما عن لقب ديوث وهو المرء الذي يقر الخبث في أهله والذي لا يبالي بما داخل على بيته فالمرأة لا تصف به إنما من تفتخر بعدم غيرتها على زوجها بداعي أنهم على درجة من التحرر فهي آثمة إذا علمت ان زوجها يفعل المحرمات ولم تنهه عنها.
وتابع: "المرأة مأمورة شرعا أن تنكر المنكر كما قال الرسول في حديثه الشريف (من رأى منكم منكرا فليغيره)، فهو إحساس طبيعي إن لم تشعر به تكون ضعيفة الإيمان ويجب ان تعالج نفسيا"، كما أوضح أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تغار على الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة بالرغم من وفاتها قبل زواجها من رسول الله، كما شدد على عدم مؤاخذة المرأة الغيور على ما يصدر منها كما قال صلي الله عليه وسلم"ان الغيور لا تبصر اسفل الوادي من أعلاه".
غيرة
كما أضاف ان مشاهدة الأفلام الإباحية وحب تقليد بعض الثقافات أو المجتمعات أصحاب الانحلال الأخلاقي جعل الأمور المحرمة والمنهية شرعًا امرا عاديا فلابد علينا من توعية المجتمع بمعرفة الأسباب ومعالجتها.