جرائم قتل الزوجات.. الأسباب تقع بين الغيرة وتعاطى المخدرات والحالة المادية.. وقانونيون يؤكدون وصول العقوبة للإعدام وضرورة نشر البرامج التوعوية.. وخبير تربوى يكشف عن ضرورة دراسة الاتزان النفسى قبل الزواج

الجمعة، 02 أكتوبر 2020 04:30 م
جرائم قتل الزوجات.. الأسباب تقع بين الغيرة وتعاطى المخدرات والحالة المادية.. وقانونيون يؤكدون وصول العقوبة للإعدام وضرورة نشر البرامج التوعوية.. وخبير تربوى يكشف عن ضرورة دراسة الاتزان النفسى قبل الزواج صوره أرشيفية
كتب علاء رضوان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"طعن وحرق بالنار وتقطيع جسد وضرب بالنار"، طرق نفذ بها أزواج جرائمهم ضد زوجاتهم، فكما هو متعارف عليه يكون الحب سبباَ في وقوع البلاء والابتلاء في وقوع الجرائم نتيجة الغيرة الشديدة مثلاَ أو بسبب تعاطى المخدرات أو مرض نفسي أو بسبب الإنفاق غيرها من الأسباب ويمكن أن نضيف إليها انعدام التوازن، وجميعها قصص بين حبيبين أدت إلى قتل أحدهما للآخر، جرائم قتل الحبيب لحبيبه تؤكد أن المجتمع المصري يشهد ظواهر جديدة تدل على خلل فى العلاقات الاجتماعية وتناقضات واهتزاز فى القيم، إلا أن العقوبات التشريعية لا يمكنها إعادة القيم التي افتقدها المجتمع، كما أن قانون العقوبات به الكثير من المواد التى تعاقب على ارتكاب أى جريمة، ولا يوجد ما يسمى بالجرائم الأسرية أو العقوبة الخاصة، حيث أن المجتمع يعانى اختلالاً فى علاقات الأسر، فلم تعد علاقة الأب أو الأم بأبنائهما كما اعتدناها، والحل فى هذه الحالة أن ندرس المشكلة اجتماعياً أولاً قبل دراستها قانونياً. 

دم

زوج يطعن زوجته بعد سنوات من الحب

في غضون 26 أبريل 2020، قتل الزوجة زوجته التي كان يحبها داخل إحدى المناطق بمدينة الخصوص بمحافظة القليوبية حيث تعرفت "آية" على أحد الشباب ونشأت بينهما قصة حب وسرعان ما تزوجا وعاشا فى شقه قريبة من منزل اسرتها، الحياة كانت بينهما هادئة كأى زوجين ولكن الحال تبدل وسرعان ما بدأت المشاكل تدب بينهما وتحولت إلى ضرب وإهانة بسبب طلب الزوج من زوجته المال من اسرتها بصفة مستمرة .

حاولت "آية" بكل الطرق أن ترضى زوجها وتنهى أى مشاكل او خلافات تظهر بينهما للحفاظ على أسرتها، خاصة أنها بدأت تشعر بأنها حامل فقررت الاستمرار في حياتها الزوجية مستبعدة فكرة الطلاق بعد أن طلبته منه بالفعل لكن القدر كان له رأى أخر حيث سطر لها نهايتها المأساوية على يد زوجها وحبيب عمرها وأب أولادها بسبب مطالبتها زوجها الإنفاق عليهم، فرفض وقتلها. 

قتل 2

عامل ينهى حياة زوجته بـ"سكين مطبخ"

وبتاريخ 22 مايو 2019، انتهت حياة زوجه عقب "18 سنة زواج" من الحب والمودة، وذلك بعد أن أجهز رجل على زوجته وطعنها بسكين المطبخ حتى الموت، وسلّم نفسه لقسم شرطة المرج حيث يقيم المتهم والمجني عليها، وباشرت نيابة حوادث شرق القاهرة التحقيق مع المتهم، للتعرف على دوافع ارتكاب جريمة القتل.

زوج يقطع جسد زوجته لنصفين أمام أطفالها

في الساعات الأولى من صباح عيد الأضحى الماضى، هزّت حي المريوطية جريمة بشعة، راحت ضحيتها سيدة بعد أن قطع زوجها جسدها لنصفين أمام طفلتيها صباح أول أيام عيد الأضحى لشكه في سلوكها في منطقة أبوالنمرس بالجيزة، وألقى الجثة في ترعة المريوطية بالهرم، وكان الزوج دائم الشجار مع زوجته لشكه الدائم في سلوكها، فضلا عن إدمانه المخدرات. 

بالصور..-الرجل-المحظوظ..-وقف-أمام-«حبل-المشنقة»-3-مرات-ونجا-لسبب-غريب

ضبط ربة منزل قتلت زوجها بسكين في قنا

وفى مايو 2020، قررت نيابة مركز قفط حبس ربة منزل، 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة قتل زوجها بالسكين قبل الإفطار بساعة بسبب خلافات أسرية والتعدى على بعضهما البعض بالضرب، مع انتداب الطبيب الشرعى لتشريح الجثة لبيان أسباب الوفاة والتسريح بالدفن بعد تسليم الجثة لذويها.

وأشارت المتهمة خلال محضر الشرطة إلى أنها كانت منذ فترة في منزل والدها، بعد أن أجهضت في حملها وعقب عودتها لمنزل زوجها بدأ المتهم يعاملها بشكل سيئ بسبب وفاة الجنين مما أثار غضبها فنشبت مشادة كلامية في البداية ببنهما ثم تطورت لاشتباكات بالأيدي قامت على إثرها بطعن زوجها مما أسفر عن مصرعه في الحال.  

قانونيون يؤكدون أن جرائم القتل ليس لها علاقة بالحب

مسألة قتل الأزواج لأزواجهن ليست قانونية فقط لكنها تحتاج إلى برنامج وطنى توعوى بحقوق الطفل باعتباره مستقبل الدولة، ولا بد من حمايته من أى عنف حتى لو كان لفظياً حيث أن قانون العقوبات المصرى يأتى فى ترتيب مرتفع بين الدول التى يكفل القانون بها عقوبات رادعة وكافية للحد من انتشار الجرائم ومنع ارتكابها، إلا أن جرائم الأسرة، بحسب القانون، قد تفلت من عقوبة الإعدام أحياناً.

قتل 1

قانونى: ضرورة تقديم برامج توعوية

وفى هذا الشأن – يقول الخبير القانوني والمحامى بالنقض محمود البدوى، الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان خبير حقوق وتشريعات الطفل عضو الفريق الوطني، إن المسألة ليست قانونية بحتة، ولا تحتاج إلى تغليظ أى عقوبات، فالردع القانونى موجود بالفعل بحسب قانون العقوبات المصرى، كما أن هناك حالات قتل تصل العقوبة فيها إلى الإعدام، وأن قانون العقوبات يجرم التعذيب بالأساس، وشرح أن الحل الأمثل لمواجهة جرائم العنف الأسرى، التى تبدأ بالضرب والإهانة، وتصل إلى التعذيب والقتل، هو أن تتم مواجهتها ببرنامج وطنى لتوعية الناس بحقوق الطفل، لأنه مستقبل الدولة، والعمل على تعزيز فكرة الإرشاد الأسرى.

 

ووفقا لـ"البدوى" في تصريح لـ"اليوم السابع" - يجب أن يكون هناك تفاهم بين الزوجين، وهو الأمر الذى لا بد ألا تغفله الأسر، وظاهرة العنف كانت فى السابق - ظاهرة مجتمعية يمارسها أغراب عن الفرد - لكنها تحولت بشكل مرعب إلى أن الطفل لا يشعر بالأمان داخل أسرته، الأمر الذى يستوجب تبصير الناس بالقانون، وتعريفهم بأسباب التشريع من ناحية، والوقوف على أسباب الجرائم والعمل على اجتثاث جذورها لخلق إطار أوسع للتعاون من ناحية أخرى، سواء مع الإعلام أو المؤسسات العلمية أو دور العبادة. 

 

وبحسب الخبير القانوني - القانون المصرى كفل عقوبات رادعة وكافية للحد من انتشار الجرائم ومنع ارتكابها، واستشهد بالمادة رقم 80 فى الدستور، والتى تتضمن حظراً كاملاً لاستخدام العنف، حتى اللفظى، مشيراً فى الوقت ذاته إلى ضرورة الوعى بأن انتشار الجريمة مؤشر لتدهور الحالة الاقتصادية ونقص التوعية، خاصة الوعظ الدينى وتغافل الدور الرقابى، منوهاً بأن جريمة قتل الزوجة أو الابن أو أحد أعضاء الأسرة شأنها شأن جريمة قتل الغريب، فالفعل واحد والجزاء واحد.

 

وفى سياق آخر- تؤكد الخبير القانوني المتخصص في الشأن الأسرى يارا أحمد سعد إن القانون المصرى يأتى فى ترتيب مرتفع بين الدول التى يكفل القانون بها عقوبات رادعة وكافية للحد من انتشار الجرائم ومنع ارتكابها، وقد تصل فى كثير من الأحيان إلى الإعدام، مستشهدة بالمادة 295 من قانون العقوبات،  كما أن المادة 7 من العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية جاءت لحظر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، فلابد من توحيد جهود المجتمع المدنى والدولة للحد من تلك الجرائم، وتطبيق الردع الكامل، لتحقيق العدالة الاجتماعية بين فئات المجتمع ككل، حتى لا تتكرر مثل هذه الظواهر الإجرامية لحماية المواطنين ومنع ترويعهم.

محكمة-مصرية

وتوضح "سعد" في تصريح خاص - إن المشكلة تكمن فى أن جرائم القتل الأسرى أحياناً تفلت من عقوبة الإعدام، خاصة إذا لم تكن مقترنة بسبق الإصرار والترصد، أو بغرض السرقة وخلافه، وانتشار هذه الجرائم برغم وجود قوانين رادعة تصل للإعدام، إلى غياب التوعية، والتعليم، والثقافة، كما أن أغلب الجرائم التى ارتُكبت جاءت من فئات غير متعلمة، واقتران الجهل بالعوامل السابقة دفع إلى زيادة معدلات تلك الجرائم، مؤكدة أن أحد أخطر أسباب الظاهرة هو انتشار مشاهد العنف والقتل وإخفاء الجريمة فى جميع الأفلام والمسلسلات، دون اهتمام من القائمين على تلك المؤسسات بمدى تغير سلوك الشباب نحو العنف بعد مشاهدتهم لهذا المحتوى العنيف.

أخصائي تربوى: المخدرات والغيرة أهم الأسباب

للتعليق على الجرائم التي ارتكبت مؤخرا في حق زوجات على أيدي أزواجهن رغم الحب الذى يجمع بينهما، تقول الخبير النفسي والتربوي، آية جاد الرب أنّ تعاطي المخدرات والطفولة القاسية، على رأس الأسباب التي تدفع الرجال لقتل زوجاتهم.

وبحسب "جاد الرب" في تصريح صحفي، كما أن الشك بين الزوجين من الأسباب الرئيسية لجرائم القتل، وغيرة الزوج الزائدة حيث تأتى هذه الأسباب على رأس الأسباب التي تدفع الرجال لقتل أزواجهم، فلابد من دراسة الطرفين بعضهما البعض قبل إتمام عملية الزواج وخاصة دراسة الحالة النفسية والتأهيل الاجتماعي كما أن الأمر لا يجب أن يتوقف على الحب فقط حيث أن الاختيارات الخاطئة والتسرع تتسبب في ظهور مثل هذه الجرائم، لذا يجب دراسة تصرفات الشاب والفتاة بعضهما البعض في فترة الخطبة للتأكد من اتزانهما النفسي.  

 

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة