بعد انتشار تقارير عن نقل تركيا لأعداد من المرتزقة السوريين فى ليبيا إلى منطقة الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، أبدت أوروبا مخاوفها من تسرب بعض هؤلاء المرتزقة إلى أوروبا ليتحول بعضهم إلى خلايا إرهابية تهدد أوروبا بمزيد من العمليات الإرهابية، لكن أهم ما يظهر خلال الشهور الأخيرة هو أن تركيا حولت معظم الشباب السورى فى المناطق التى تسيطر عليها إلى مرتزقة تستخدمهم كأدوات لتنفيذ أجندتها فى الدول التى تتدخل فيها، فبعد ليبيا، نقلت تركيا المرتزقة السوريين إلى أذربيجان ليشاركوا بالحرب إلى جانبها ضد أرمينيا.
وأعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، عن تقارير تلقاها حول نقل مرتزقة عبر تركيا إلى منطقة الصراع، وقال «لدينا معلومات مؤكدة أن مقاتلين سوريين غادروا مسرح العمليات عبر غازى عنتاب بتركيا للالتحاق بناجورنى كارباخ وهذا أمر خطير يغير المعطيات، وأشار إلى أنه سوف يبحث مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والروسى فلاديمير بوتين هذا الأمر».
وتحاول تركيا التخلص من عبء المرتزقة الذين عادوا من ليبيا بعد التطورات السياسية الأخيرة، وعدم وجود مهام لهم خاصة بعد إعلان مصر عن خطوطها الحمراء فى ليبيا، وبدا أن الاتجاه إلى التسوية الليبية بعد بيانى طرفى النزاع 22 أغسطس الماضى، أدى إلى فائض فى المرتزقة السوريين.
وبالتالى وجد المرتزقة الذين ذهبوا إلى ليبيا بعقود مغرية من الحكومة التركية أزمة عندما تم تخفيض رواتبهم من 2000 إلى 600 دولار، وتم إعادة بعضهم إلى تركيا أو المناطق السورية التى تحتلها، ثم طلبت منهم أنقرة العمل لخوض الصراع الأذربيجانى الأرمينى، مع رفع رواتبهم.
وتشير تقارير أخرى إلى أن قطر هى التى تمول المرتزقة، ضمن اتفاق مع أردوغان وكشف تقرير نشره موقع «إنفستيجيتف جورنال» ومقره بريطانيا، أن مرتزقة سوريين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا فروا باتجاه أوروبا وآخرون فى طريقهم إلى هناك، لافتا إلى أن الجيش الوطنى الليبى ألقى القبض على بعض المرتزقة واتضح أن بعضهم يتبع تنظيم داعش، تم تهريبهم من سجن تابع لقوات سوريا الديمقراطية، إثر هجوم تركيا على الشمال السورى فى أكتوبر 2019.
وحسب المتحدث باسم الجيش، أحمد المسمارى، نقلت تركيا خلال ديسمبر الماضى حوالى 3 آلاف من المرتزقة السوريين إلى ليبيا من أجل القتال ضد الجيش الليبى، كاشفا أن بعضهم هاجر بشكل غير شرعى إلى أوروبا، منهم 47 اتجهوا لإيطاليا، وأكثر من 100 إلى دول أخرى.
ورصدت تقارير أوروبية مخاوف متعددة من أن يتسرب المرتزقة والدواعش إلى أوروبا ليشكلوا تهديدات إرهابية، وتشير تقارير دولية إلى أن الرئيس التركى أصبح يستعمل المرتزقة للتدخل فى الصراعات الإقليمية والدولية، وآخرها الصراع الأرمينى الأذربيجانى ضمن توجهات أردوغان بالهروب من أزمة إلى أخرى. وأشارت التقارير إلى أن نقل المرتزقة والإرهابيين من سوريا إلى ليبيا، ثم إلى أذربيجان، يضاعف من تعقيد الأزمات، ويطرح تساؤلات عن أهداف الرئيس التركى من التدخل والتحالف مع تنظيمات متطرفة فى سوريا. بل إنه ساهم فى وصول الصراع فى سوريا لطريق مسدود، بينما استفاد من البترول المسروق، وأيضا من القوى البشرية، فى صراع حول ملايين السوريين إلى لاجئين أو مرتزقة لخدمةمغامراته الفاشلة.