تمر اليوم الذكرى الـ451، على اغتيال القائد الأندلسي محمد بن أمية قائد المورسكيين في حرب البشرات، إذ اغتيل القائد المسلم في 20 أكتوبر عام 1569، وهو قائد أندلسي مسلم قاد ثورة مسلمي الأندلس ضد الملك فيليب الثاني، التي عرفت بحرب البشرات.
ولد فرناندو -اسمه قبل اسلامه واتخاذه اسم محمد- سنة 1520 لأسرة مورسكية، وكان المورسكيون يُجبرون على تعميد أبنائهم. وعمل فريناندو قبل حرب البشرات عضوًا ببلدية غرناطة، وقيل إنه وُضع لفترة رهن الإقامة الجبرية لأنه استل خنجرًا ذات يوم في مبنى البلدية.
وبحسب كتاب "الدين والدم إبادة شعب الأندلس" تأليف ماثيو كار، فأن حرب البشرات قامت في الأساس ردا على مرسوم غرناطة، الذى أصدره فيليب في عام 1566، متضمنا حظر استخدام اللغة العربية، والحمامات العامة في الأندلس، واللباس الأندلسى، وبخاصة غطاء الوجه النسائى، ومنع الموسيقى والرقص الأندلسيين، وحرق الكتب والمخطوطات باللغة العربية.
ووصف الكتاب حرب البشرات بأنها كانت أكثر الحروب الأهلية الإسبانية دموية، لدرجة جعلت مندوسه مركيز موندخار يطلق عليها اسم "الحرب القذرة"، لجأ فيها الثوار كالعادة إلى جبال البشرات لوعورتها وكثرة المورسكيين فيها، وكالعادة أيضا صب الثوار جم غضبهم على رجال الدين المحليين، وعلى منوال الحروب والثورات السابقة، تميزت هذه الحرب بدرجة من الدموية من جانب الإسبان أدانها حتى بعض المحاربين والمؤرخين الإسبان، كانت هذه الحرب غير متكافئة بكل المقاييس، فالثوار كانوا في الغالب يقاتلون بحجارة وأسلحة قديمة في مقابل جيش كان من أقوى جيوش أوروبا.
ويوضح الكتاب أن المرأة الموريسكية أثبتت في تلك الحرب قوة وعزيمة فريدتين، إذ قاتلت جنبا إلى جنب مع الرجال، وبعد الهزيمة فضلت كثيرات منهن أن يلقين بأنفسهن وأطفالهن من فوق الجبال رفضا لذل العبودية أو الاغتصاب من جانب الجنود الإسبان.
ودف الخلاف في معسكر الثوار وقتل ابن امية في ظروف غامضة، وعين عبدالله بن عبو خلفا له، وحاول الأخير مواصلة الجهاد، لكن تكالب الجيوش الإسبانية التي استدعت من الخارج أدى إلى تشتت الثوار من حوله، وظل ابن عبو يقاتل إلى ان قتل وأحرقت جثته، وبذلك انتهت آخر الحروب الكبرى للمسلمين في الأندلس.