خلال الموجة الأولى من فيروس كورونا COVID-19 ، التي أصابت العالم بالشلل في الربيع ، كان يُعتقد في البداية أن غسل اليدين بشكل فعال والتباعد الاجتماعي لمسافة مترين من شأنه أن يساعد فى منع انتشار الفيروس شديد العدوى.
ومع ذلك، توصل العلماء الآن إلى أن التهوية الداخلية المناسبة أكثر فعالية، حيث وجد أيضًا أن فيروس -CoV-2 معدى بشكل معتدل وسيحتاج الشخص إلى البقاء فى غرفة سيئة التهوية لفترة طويلة من الوقت لتلقى جرعة معدية من الفيروس.
ومنذ أن ثبت أن أول فيروس كورونا SARS-CoV-1 الذى اندلع فى هونغ كونغ ينتقل عبر مسافات طويلة في الهواء، هناك سبب وجيه للعلماء، بعد سماع نظرية القطيرات الكبيرة، لإثارة مسألة ما إذا كان هناك خطر انتقال لفيروس COV-2 الحالى (الذى يسبب مرض فيروس كورونا COVID-19) على بعد مترين.
التهوية الجيدة فى المكاتب والمنزل
النقطة المهمة هى أن القطرات الصغيرة والكبيرة تعمل بشكل مختلف تمامًا، حيث لا تستقر القطرات الصغيرة التي يقل حجمها عن 5 ميكرومتر على الأسطح ، بل تظل محمولة جواً وتتبع خطوط تدفق الهواء لعشرات الأمتار، بينما تتساقط القطرات الكبيرة التي يزيد قطرها عن 100 ميكرومتر مثل الصخور - فهي لا تسافر لمسافة تزيد عن 1.5 متر حتى عند السعال.
حتى الآن، اكتشف العلماء أن هذا كان مفهومًا خاطئًا أو حتى عقيدة طبية خاطئة طويلة الأمد، حيث تظهر فيزياء الهباء الجوى بشكل مقنع أن القطرات الأكبر من 50 ميكرومترًا تسقط في الواقع على مسافة مترين، بينما تبقى القطرات الأصغر معلقة في الهواء وتنتقل لمسافة أبعد.
ووفقا لتقرير موقع " theconversation" فمن خلال كسر هذه العقيدة الطبية، أعطى الباحثون أيضًا إشارة مهمة فيما يتعلق بالتدابير المطبقة لمنع انتشار COVID-19 الذي أدى إلى الشلل، حيث يجب تطبيق التدابير مع مراعاة طرق الانتقال المعروفة ، ولهذا السبب هو من المهم أن تعرف أن المرض ينتقل عن طريق الهباء الجوي ، أي قطرات صغيرة معلقة في الهواء. وهذا يعني أنه يمكنك الإصابة بالفيروس بطريقتين: في حالة الاتصال الوثيق ، حيث يكون تركيز الهباء الجوي والقطرات الأكبر على مقربة من الشخص المصاب، أو في غرف غير جيدة التهوية ، حيث يظل تركيز الهباء الجوي مرتفعًا لدرجة أن الشخص يمكن أن يصاب بجرعة معدية على سبيل المثال في غضون ساعة يقضيها في نفس الغرفة مع شخص مصاب ".
وأوصت الدراسة بضرورة تطبيق تهوية كافية للهواء الخارجي كعنصر تحكم رئيسي، فإذا كان المبنى لا يحتوي على نظام تهوية فعال، فيجب استخدام منظفات الهواء المحمولة مع مرشحات الجسيمات الدقيقة لتنظيف الهواء الداخلي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن إبطال مفعول التلوث الفيروسي عن طريق استخدام ضوء الأشعة فوق البنفسجية قصير الموجة (UV-C) ، والذي يُستخدم على سبيل المثال في بعض أماكن المستشفيات.
وتشكل أنظمة التهوية ذات الهواء المعاد تدويره والتي تقوم بتدوير جزء من الهواء المستخرج من الغرفة إلى مجرى هواء الإمداد ، مما يترك جزيئات الفيروس تدور في نظام التهوية ، تحديًا خاصًا.