في الأسبوع الماضى قامت الدنيا ولم تقعد في عالم السوشيال ميديا على الدكتور ايمن مختار محافظ الدقهلية بعد انتشار مقطع فيديو أثناء زيارته لمدرسة عمر مكرم الابتدائية بمدينة دكرنس وهو يشرح لمديرة المدرسة السيدة كريمة محمود إبراهيم كيفية خلع شباك الألوميتال بأحد الفصول وكيفية تنظيفه بعد قراراها بنقل تلاميذ الحضانة منه الى فصل آخر في الدور العلوى، وطلب منها خلع احدى ضلف الشباك وتنظيفها بنفسها.
المحافظ كان يؤدى دوره كحاكم للإقليم ومسئول عن مؤسساته وهيئاته وترك مكتبه لتفقد المدينة والاطمئنان على سير العملية التعليمية وانتظام بداية العام الدراسي.. فما العيب في ذلك.
والمحافظ عندما زار المدرسة وفوجئ بنقل أطفال الحضانة من الدور الأرضي الى الدور العلوى بما ينذر بكارثة –لا قدر الله – أثناء صعود أو انصراف الأطفال من الفصل ولهوهم ولعبهم وتعرضهم لإصابات أو لما أكثر من ذلك.. وساعتها ستندفع جحافل وقطيع الفيس بوك لإدانة المحافظ لأنه المسئول عن كل شبر في المحافظة وعن حياه أطفالنا وأبناءنا في المدارس وعمالنا في المصانع وفلاحينا في الحقول...!
وعلى طريقة " نقفل الشباك ولا نفتح الشباك".. لم يعجب رواد السوشيال ميديا تصرف المحافظ واعتبروه "إهانة" للسيدة المديرة والبعض أو الكثير الذي لم يشاهد الفيديو من الأساس ولم يعرف القصة الحقيقية للواقعة، قال انها " معلمة".. فكيف يتم إهانة معلمة.. والتار ولا العار يا صميدة يا ولدى. وثارت ثائرة " ثوار الفيسبوك" ضد المحافظ الذي يقوم بواجباته في حدود مهام وظيفته.
واتخذ القرار الذي يتناسب مع واقعة عدم نظافة المدرسة والتي بررت المديرة بعدم وجود عمال معينين بالمدرسة للقيام بشئون النظافة.
أعرف بعض الأصدقاء الذين هاجموا المحافظ على تصرفه عاشوا- مثلى تماما- زمن المدارس الابتدائية التي كان الجميع حريصا على نظافتها، بداية من مدير المدرسة والمدرسين وحتى الطلبة.
كانت هناك أوقات مخصصة لنظافة الحوش وجمع مخلفات الأوراق والقمامة، وتنظيف الفصول.. وكان يتقدم الجميع ناظر المدرسة القدوة والنموذج والذى كان لا يرى عيبا أو إهانة في المشاركة في أعمال النظافة ومازلت أتذكر اسمه الى الأن المربى الفاضل الأستاذ محمد أبو طاحون. هذا السلوك والقدوة كنت تراها في كافة مدراء أو نظار المدارس من الرجال أو السيدات دون أي اندهاش أو استنكار أو مساس بهيبة الناظر والناظرة والمدير والمديرة.
اذن الواقعة ليست بها اى إهانة للسيدة المديرة وكان يمكن أن تفعل ذلك بنفسها بالمشاركة مع المدرسين بشكل عادى جدا ويعتبر في الوقت ذاته نموذج للطلاب في الاهتمام بنظافة مدرستهم وفصولهم وتعليمهم سلوك حميد كما كنا نتعلم في الماضى في زمن المدارس " اللي كانت بجد" والمدراء اللي كانوا مدراء بحق.
الدكتور ايمن مختار لم يتجاوز في رأيي في حق السيدة المديرة ولم يسعى أو يعمد " اهانتها"- كما حاول فلاسفة ومنظرى السوشيال ميديا ايهام الرأى العام وحشد مشاعره ضد محافظ الدقهلية.
نظافة المدرسة هي مسئولية المدراء كما كان في الماضى . الا اذا كانت التقاليد والعادات والقوانين قد تغيرت لصالح الإهمال وعدم النظافة.. ولا بد من تفعيل حصص الاشغال والتربية الزراعية والأنشطة المدرسية في المدارس وخاصة في التعليم الأساسي لغرس قيم العمل والنظافة والاعتماد على الذات في نفوس الطلبة منذ الصغر.
في الأخير ليس مقبولا ان نهاجم من يقوم بعمله وندافع عن الأوضاع الخاطئة والا فسوف نصل الى مرحلة خطر في التربية.. والتعليم.
وأدعو الدكتور أيمن مختار، محافظة الدقهلية، بالتحدث ولو مرة واحدة لوسائل الاعلام لشرح ملابسات القصة واغلاق الباب على هواه " القيل والقال" ومحترفى اثارة الرأي العام.