أكدت منظمة الصحة العالمية أنه مع استمرار جائحة كوفيد-19 والمخاوف من احتمال أن تزيد عدوى الإنفلونزا من العبء الملقى على عاتق نظم الرعاية الصحية، توصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء الأولوية القصوى للعاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن في الحصول على لقاح الإنفلونزا هذا العام، خاصة في الأماكن التي تتوفر بها كميات محدودة من اللقاح، وقالت منظمة الصحة العالمية : العاملون في الرعاية الصحية معرَّضون بشدة لخطر الإصابة بالمرض من خلال مخالطتهم المنتظمة للمرضى، وسوف يُسهِم لقاح الإنفلونزا في التقليل إلى أدنى حدٍّ من مرات التغيُّب عن العمل بسبب الإصابة بالإنفلونزا، والحدِّ من حدوث اضطراب في صفوف القوى العاملة.
وتابعت منظمة الصحة العالمي: يتعرَّض كبار السن إلى خطر أكبر بكثير للإصابة بأمراض وخيمة والوفاة بسبب الإنفلونزا مقارنة بالشباب، لذا سيساعد اللقاح في تقليل المخاطر التي تتعرض لها هذه الفئة من السكان أما إذا كانت الكميات المتاحة من لقاح الإنفلونزا لا تزال تسمح بحصول الآخرين على اللقاح، فيجب بعد ذلك إعطاء الأولوية للأفراد الذين يعانون من حالات صحية كامنة، والحوامل والأطفال، دون ترتيب معين.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية: يُعَد لقاح الإنفلونزا أفضل أداة نمتلكها للوقاية من الإنفلونزا والحد من خطر المضاعفات الخطيرة وحتى الوفاة وقد تختلف فعالية اللقاح من عام إلى آخر، حسب أنواع فيروسات الإنفلونزا المنتشرة ومدى مطابقتها للقاح.
واستكملت منظمة الصحة العالمية :تعتمد فعالية اللقاح كذلك على الحالة الصحية للشخص الذي حصل على التطعيم وعمره، وكذلك على الوقت منذ التطعيم.
وفي المتوسط، يقي اللقاح من 60% تقريباً من حالات العدوى لدى البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً وتصبح لقاحات الإنفلونزا فعالة بعد حوالي 14 يوماً من التطعيم
وقالت إن فيروسات الإنفلونزا تتغير باستمرار، ويمكن أن تنتشر سلالات مختلفة كل عام وبالإضافة إلى ذلك، تقل مناعة الناس ضد الإنفلونزا مع مرور الوقت لذلك تُحدَّث لقاحات الإنفلونزا الموسمية حتى تتصدى للسلالات المنتشرة الأكثر شيوعاً كل عام من أجل أن يكتسب الأشخاص الذين يحصلون على هذه اللقاحات أعلى مناعة ممكنة ضد هذه السلالات
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن لقاحات الإنفلونزا الموسمية تُستخدَم منذ أكثر من 50 عاماً وكانت، ولا تزال، تُعطى لملايين الأشخاص، ولها سجل أمان جيد وتفحص السلطات الوطنية التنظيمية للأدوية سنوياً كل لقاح من لقاحات الإنفلونزا بعناية قبل الترخيص له كما تُطبَّق أنظمة لرصد أي تقارير عن وقوع أحداث ضارة بعد التمنيع ضد الإنفلونزا والتحقيق في هذه التقارير
وقالت : لا يحمى لقاح الأنفلونزا من الإصابة بكورونا ، لأن الإنفلونزا وكوفيد-19 مرضان مختلفان فالغرض من أي لقاح هو تدريب الجهاز المناعي على كيفية الاستجابة إذا واجه المرض الحقيقي في المستقبل ولا يؤثِّر هذا التدريب على جهاز المناعة ضد الأمراض الأخرى، بل يزيد قوته على مواجهة المرض المستهدَف وقد تستمر هذه المناعة لفترة قصيرة أو لعدة سنوات حسب نوع المرض ونوع اللقاح ويُعتَبر لقاح الإنفلونزا جيداً لمدة عام، بعده تنخفض المناعة ضد المرض.
وتابعت منظمة الصحة العالمية : التطعيم ضد الإنفلونزا يمكن أن يقلل من تأثيره على شخص قد يعاني بالفعل من مرض كوفيد-19. ومن الأفضل للمرضى والنظم الصحية التعامل مع مرض تنفسي واحد بدلاً من التعامل مع مرضين.
وتشير المعلومات المتاحة حالياً إلى أن الفرد الذي يحصل على لقاح الإنفلونزا ينبغي أن يكون قادراً على الحصول على لقاح كوفيد-19 متى أُجيز هذا اللقاح ويوجد حالياً العديد من لقاحات كوفيد-19 في مرحلة التجارب السريرية حول العالم، تهدف إلى إظهار ما إذا كان أي من هذه اللقاحات آمنة وفعالة ضد كوفيد-19 وفي حال اعتماد أي من هذه اللقاحات، فلن يتمكن الجميع من الحصول على اللقاح الجديد ضد كوفيد-19 إلا بعد عدة أشهر.
وفي أثناء ذلك، فإن الحصول على لقاح الإنفلونزا المتاح بالفعل هو أفضل طريقة لتقليل احتمال الإصابة بالأمراض التنفسية الوخيمة خلال الفترة التي ينتشر فيها في وقت واحد فيروس كوفيد-19 وفيروسات الإنفلونزا وتنصح المنظمة بإعطاء الأولوية للعاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن في الحصول على لقاح الإنفلونزا عندما يكون عدد الجرعات المتوفرة منه محدوداً.
وقالت المنظمة: لا توجد موانع طبية معروفة لتطعيم الأشخاص المصابين بمرض كوفيد-19 ومع ذلك، يجب عزل الأفراد الذين يُشتَبه في إصابتهم أو تأكَّدت إصابتهم بمرض كوفيد-19 ورعايتهم حتى لا يعودوا قادرين على نقل العدوى، بهدف الحد من خطر انتقال كوفيد-19 عند أخذ اللقاح، لأن السعي إلى الحصول على التمنيع قد يزيد من انتشار العدوى إلى الآخرين.