يحتوى المتحف المصرى الكبير على كم هائل من القطع الأثرية المقرر عرضها وقت افتتاح المتحف فى 2021، تتجاوز الـ 50 ألف قطعة، إلى جانب عرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون، بالكامل لأول مرة أمام الجمهور، ولكن قبل أن يرى الجمهور تلك الكنوز الأثرية، تمر القطع بعدة مراحل لترميمها، ومن ضمن تلك القطع تابوت الملك الفرعونى توت عنخ آمون، وهو ما تحدثنا عنه مع الدكتور الطيب عباس، مدير الشئون الثرية بالمتحف المثصرى الكبير.
قال الدكتور الطيب عباس، مدير الشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، إن سلامة الآثار هي هدفنا الأول عند استلام القطع الأثرية من المواقع والمتاحف الأثرية، وهذا هو ما جعلنا ننجح في التعامل مع تابوت الملك توت عنخ آمون، وترميمه على أكمل وجه بطرق العلمية الحديثة المعترف بها دوليًا.
وأوضح الدكتور الطيب عباس، في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن تابوت الملك توت عنخ آمون كان من القطع الأثرية المفقود فيها الأمل ، نظرًا لسوء حالتها التي كانت عليها قبل استلامها ودخولها معامل الترميم بالمتحف المصرى الكبير، وصعوبة التابوت كانت منذ وقت إخراجه من مقبرته ونقله من الأقصر إلى المتحف الكبير، وأخذ مننا وقت للتخطيط وقت طويل للغاية.
وأشار الدكتور الطيب عباس، إلى أن أعمال نقل التابوت كانت البداية في شهر أغسطس 2019، لنقل التابوت، ووقت ما دخلنا لوادى الملوك، كان لدينا خطة عمل، ولكن العمل على أرض الواقع يختلف كثيرًا، فالتابوت له "عدد 2 سور"، والسلالم منحدرة انحدار شديد، والتابوت يوجد بغرفة الدفن داخل تابوت حجرى، ودرجة الحرارة مرتفعة جدا، وحتى نقوم بسحب التابوت كانت مسألة صعبة للغاية، وخطرة، لأن سلامة الأثر مهم للغاية، وكل همنا ألا يحدث لأثر أي ضرر.
ولفت مدير الشئون الأثرية بالمتحف المصرى الكبير، إن التابوت ظل 97 سنة داخل المقبرة بدون ترميم، وحتى وإن كان تم الترميم عندما عمل كارتر على القطع الخاصة بالملك توت عنخ آمون، استخدموا طبقات شمع كثيرة جدًا على القطع، وهى الطريقة التي كانت معروفة في ذلك الوقت، ولكن نحن بدأنا نزيل تلك الطبقات، وبرغم كثرة طبقات الشمع إلا أنه حفظته إلى حد ما، ولكن مع ارتفاع درجة الحرارة ووجود تلك الطبقات من الشمع أصبح لها أثر ذلك.
وتابع الدكتور الطيب عباس، إن الطبقات أحدثت أثر سئ مع ارتفاع درجة الحرارة، لأنه بدأ التبطين المذهب حول التابوت الموجود حول وخلف التابوت الملامس للحجر، أدت إلى زيادة نسبة الرطوبة بها، ومع ارتفاع درجة الحرارة منذ سنوات طويلة، أثرت على حالة التابوت، ووقت تدخلنا لترميمه كان هو الوقت المناسب جدًا، فوجود التابوت داخل المقبرة أكثر من ذلك داخل المقبرة يعرضه لخطر التدمير، وفى الأول والأخر ما يهمنا هو سلامة القطعة الأثرية، وكانت خطوة تحسب للمتحف المصرى الكبير وللجنة الدائمة التي وافقت على نقل التابوت.