بالطبع هناك عناصر متعددة تحسم الانتخابات الأمريكية، وحركة التصويت لاختيار الرئيس الأمريكى، فبجانب الأصوات الطبيعية للناخبين، يلعب المال دورا كبيرا، واللوبيهات وجماعات الضغط والأقليات والمهاجرين، وهذه المرة هناك تقارير تتوقع أن تكون مشاركة الشباب أكثر من المرات السابقة، وغالبا ما تتراجع مشاركة الشباب، خاصة أن فيروس كورونا يفرض المزيد من الإجراءات، لكن السماح بالتصويت من خلال البريد يسهل الأمر، ويعالج جزءا من أزمة التصويت.
هناك تقارير تشير إلى أن غالبية الشباب أقل من الثلاثين يبتعدون عن الإدلاء بأصواتهم، لكن أعدادا أكبر منهم يتوقع أن تصوت هذه المرة، ما قد يساعد الديمقراطيين على الفوز فى ولايات مثل بنسلفانيا وميشيجان وأريزونا، لكن الجمهوريين يفضلون التصويت المباشر، حسبما دعاهم الحزب، حيث يعارض التصويت بالبريد.
الأصوات عموما جزء من عملية معقدة، تتضمن الكثير من العوامل، وتظل استطلاعات الرأى والتقارير محل شك لكونها قد تحمل قدرا من الانحياز، وبشكل عام، فإن الشباب لا يصوتون بكثافة، وفى انتخابات 2016، بين دونالد ترامب وهيلارى كلينتون، شارك أقل من نصف الشباب بين سن 18-29 عاما فى الانتخابات الرئاسية.
وبعد أربع سنوات، هناك حملات على وسائل التواصل الاجتماعى تحاول تعبئة الشباب للمشاركة، وهى حملات يمولها رجال المال الديمقراطيون، حيث يشكل الشباب 20% من الناخبين، وهناك اعتقاد بين فئات الشباب، بأن أصواتهم ليس لها تأثير، ولهذا تقوم حملات لتعبئة الشباب الجامعى للتصويت، وفى استطلاع بين طلاب هارفارد ظهر أن 63% من الشباب ينوون التصويت، و60 % منهم يدعمون الديمقراطيين وهؤلاء يؤيدون ويدعمون قضايا «اليسار» مثل التغير المناخى أو قانون ضبط الأسلحة النارية، والرعاية الصحية، وهى قضايا لم تحظ باهتمام من قبل ترامب الرئيس الجمهورى.
وبينما يراهن الديمقراطيون على القضايا الاجتماعية، فإن دونالد ترامب يراهن على الرأسماليين، وأيضا على اللوبى اليهودى صاحب التأثير الكبير فى الولايات المتحدة، خاصة أن ترامب دفع بقدر كبير لعقد اتفاقات سلام بين إسرائيل وكل من الإمارات والسودان، وقدم دعما كبيرا لإسرائيل بشكل غير مسبوق، منه قرار نقل العاصمة الإسرائيلية إلى القدس، وهى قضية ظلت معلقة مع عدد من الرؤساء السابقين لترامب.
بالطبع كل رئيس، ديمقراطيا كان أو جمهوريا، يساند إسرائيل، ويسعى لكسب ود اللوبى اليهودى، خاصة الصهيونى، لكن ترامب قدم جهدا ومساندة مضاعفين، وربما يكون أحد رهاناته، بجانب حربه التجارية مع الصين، وقراراته بسحب قوات أمريكية من العراق ودول الشرق الأوسط، وتوجيه اتهامات إلى الديمقراطيين بالإسهام فى إشعال الصراعات وخلخلة الاستقرار، بينما واجه اتهامات بأنه سمح بالتدخل الروسى، وأنه تقارب مع كيم جونج أون وكوريا الشمالية، بل وأسهم فى تقارب بين الكوريتين، ومهد لاتفاق خفض السلاح النووى من بيونج يانج قبل أن تصل المفاوضات إلى طريق مسدود، وهى النقطة التى استغلها بايدن، متهما ترامب بمنح كيم جونج فرصة للتنفس، بعد حصار، بينما يرى ترامب أنه أسهم فى خفض التوتر فى منطقة شبه الجزيرة الكورية.
وبالرغم من أن السياسة الخارجية تأتى فى مرحلة تالية للناخب الأمريكى، بعد السياسات الداخلية والاقتصادية، فإن ترامب يراهن على ما حققه من مكاسب اقتصادية وتجارية، وفرص عمل قبل أن تطيح كورونا ببعض هذه المكاسب.
وربما لهذا يصف ترامب، منافسه جو بايدن، بأنه «كئيب»، يريد إلغاء الصناعات البترولية فى بنسلفانيا وتكساس، وهو ما يقلل من فرص العمل ويضاعف البطالة، ترامب يلعب على قضية التوظيف كواحدة من أهم ما يشغل الناخبين، ومنها الوظائف والضرائب، فى محاولة لتخفيف تأثيرات أزمة كورونا، لكن يظل السباق أكثر سخونة، لتصعب التوقعات حول فرص المتنافسيْن فى الفوز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة