ملحمة جديدة سطرها أبناء الشعب المصرى من مختلف فئاته العمرية من الجنسين، حيث أثبت المصريون فى مختلف المحافظات أنهم على قدر كبير من الوعى بعد مشاركة واسعة فى الجولة الأولى من انتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب التى شهدت توافد الناخبين على مقار لجان الاقتراع.
وشهدت الـ48 ساعة السابقة زحام وإقبال كبير من الناخبين على التصويت فى معظم اللجان، وبالأخص اللجان الانتخابية بالقرى والصعيد، وكالعادة تصدر المشهد الانتخابى السيدات وكبار السن، كما استقبلت اللجان الانتخابية المواطنين من كافة الأعمار فى الدقائق الأولى من فتح الأبواب فى تمام الساعة التاسعة صباحا، وسط إجراءات أمنية مشددة مع اتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية واتسمت الأجواء بالانضباط والتنظيم الجيد.
مشاركة المصريين هى تعبير حقيقى، عن حالة الاصطفاف الوطنى بين الشعب والقيادة السياسية لمواجهة التحديات السياسية والانتصار عليها، تقدمت النساء صفوف الناخبين أمام لجان انتخابات مجلس النواب وتصدرهن المشهد السياسى فى ماراثون 2020، وحرصن على التواجد منذ الصباح الباكر أمام المقرات الانتخابية للإدلاء بأصواتهن.
ولا يجب هنا إغفال دور الهيئة الوطنية للانتخابات ورجال وأفراد الشرطة والجيش الذين بذلوا مجهودات ضخمة من أجل تنظيم وتأمين العملية الانتخابية والحفاظ على توافر الأمن وعدم وقوع أية مخالفات أو خروقات قد تؤثر على سير العملية الانتخابية ونتائجها، فضلا عن توفير كافة سبل الراحة والمساعدة للناخبين من كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة.
وعن أسباب ارتفاع المشاركة فى الجولة الأولى من المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب أكد الحقوقى سعيد عبد الحافظ، رئيس مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، أن ارتفاع نسب المشاركة يعود إلى العديد من الأسباب أولها هى التنوع السياسى والقبلى بين المرشحين.
كما لفت عبد الحافظ، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إلى أن حدة المنافسة بين المرشحين كان سببا رئيسيا فى مشاركة العديد من المواطنين، لافتا إلى أن محافظات الصعيد بالأخص شهدت حضورا مكثفا من الناخبين، ومنها على سبيل المثال محافظات بنى سويف والمنيا وأسيوط وأسواط والأقصر وقنا، متوقعا أن يكون هناك جولة إعادة فى العديد من الدوائر الفردية حيث كانت المنافسة شرسة، بمتوسط 20 مرشح على المقعد الواحد.
وأشار سعيد عبد الحافظ أيضا إلى أن السيدات كعادتهن تصدرن المشهد الانتخابى، مضيفا أن المرشحين فى محافظات الصعيد كانوا انعكاسا لقبائل وعصبيات، ما جعل هناك زخما واسعا على المشاركة.
وأوضح رئيس مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان أن دائرة الجيزة والدقى والعجوزة شهدت هى الأخرى إقبالا شديدا على اللجان الانتخابية من جانب المواطنين حيث كان هناك منافسة شرسة، وأيضا دائرة أوسيم بمحافظة الجيزة شهدت إقبالا كبيرا من الناخبين على لجان الاقتراع، مرجعا هذا الإقبال للتنوع والتعددية بين المرشحين.