الإسلام دين حياة، ينظم معيشة الناس وأيامهم، لذا عندما استقر النبى عليه الصلاة والسلام فى المدينة المنورة بعد الهجرة وضع دستورا للمدينة.. فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "دستور المدينة"
قال محمد ابن إسحاق: كتب رسول الله ﷺ كتابا بين المهاجرين والأنصار، وادع فيه يهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم، واشترط عليهم وشرط لهم.
"بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبى الأمى بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم.
1- أنهم أمة واحدة من دون الناس.
2 - المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم، وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
3- وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
ثم ذكر كل بطن من بطون الأنصار وأهل كل دار:
4- وبنو الحارث على ربعتهم حسب المقطع الثالث.
5- وبنو ساعدة على ربعتهم حسب المقطع الثالث.
6- وبنو جشم على ربعتهم حسب المقطع الثالث.
7- وبنو النجار على ربعتهم حسب المقطع الثالث.
8- وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم حسب المقطع الثالث.
9- وبنو النبيت على ربعتهم حسب المقطع الثالث.
10- وبنو أوس على ربعتهم حسب المقطع الثالث.
إلى أن قال:
11- وإن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم أن يعطوه بالمعروف فى فداء أوعقل.
12- ولا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه.
13- وإن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى، دسيسة ظلم أو أثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين وأن أيديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم.
14- ولا يقتل مؤمن مؤمنا فى كافر ولا ينصر كافر على مؤمن.
15- وأن ذمة الله واحدة: يجير عليهم أدناهم، وإن المؤمنين بعضهم موالى بعض دون الناس.
16- وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا تناصر عليهم.
17- وإن سلم المؤمنين واحدة: لا يسالم مؤمن دون مؤمن فى قتال فى سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.
18- -وأن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا.
19- وإن المؤمنين يبيء بعضهم بعضا بما نال دماءهم فى سبيل الله وإن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه.
20- وأنه لا يجبر مشرك مالا لقريش ولا نفسا ولا يحول دونه على مؤمن.
21- وأنه من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولى المقتول، وأن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه.
22- وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما فى هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثنا ولا يؤويه وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
23- وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد ﷺ.
24- وأن اليهود يتفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
25- وأن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين: لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ومواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
26- وأن ليهود بنى النجار مثل ما ليهود بنى عوف.
27- وأن ليهود بنى الحرث مثل ما ليهود بنى عوف.
28- وأن ليهود بنى ساعدة مثل ما ليهود بنى عوف.
29- وأن ليهود بنى جشم مثل ما ليهود بنى عوف.
30- وأن ليهود بنى الأوس مثل ما ليهود بنى عوف.
31- وأن ليهود بنى ثعلبة مثل ما ليهود بنى عوف إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
32- وإن جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم.
33- وإن لبنى الشطيبة مثل ما ليهود بنى عوف وأن البر دون الإثم.
34- وأن موالى ثعلبة كأنفسهم.
35- وأن بطانة يهود كأنفسهم.
36- وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد وأنه لا ينحجر على ثأر جرح وأنه من فتك نفسه فتك وأهل بيته إلا من ظلم وأن الله على أبر من هذا.
37- وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم، وأنه لم يأثم امرؤ بحليفه وأن النصر للمظلوم.
38- وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
39- وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
40--وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.
41- وأنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها.
42- وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله، وأن الله على اتقى ما فى هذه الصحيفة وأبره.
43- وأنه لا تجار قريش ولا من نصرها.
44--وأن بينهم النصر على من دهم يثرب.
45- وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وأنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب فى الدين، على كل أناس حصتهم من جانبهم الذى قبلهم.
46- وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البر الحسن من أهل هذه الصحيفة، وأن البر دون الإثم.
47- لا يكسب كاسب إلا على نفسه، وأن الله على أصدق ما فى هذه الصحيفة وأبره، وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم و أثم وأن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله ﷺ».
كذا أورده ابن إسحاق بنحوه.
وقد تكلم عليه أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله فى كتاب (الغريب) وغيره بما يطول.