حياة زوجية مليئة بالخلافات، وثقافة "العند" انتهت بوفاة طفل جوعًا لتصعد روحه لبارئها، تلعن قسوة الوالدين وإهمالها، والعند الذي تسبب في فقد فلذات الأكباد ودخولهما السجن، تمهيدًا للقاء "عشماوي".
في شقة بسيطة بمنطقة طوخ بمحافظة القليوبية، جمعت زوجين بعد عدة أشهر من الخطوبة، لكن منذ أن وطات قدم الاثنين "عش الزوجية" والخلافات لا تهدأ، فقد تحولت "الشقة" إلى "حلبة صراع" و"عراك" مستمر، وأصوات مرتفعة وضجيج هنا وهناك.
تدخل الأقارب والوسطاء لاحتواء الأمر، وتقريب وجهات النظر، لتهدأ الخلافات تارة، وتعود تارة أخرى، ما بين زوج يتهم زوجته بمطالبها الكثيرة ومشاكلها المتكررة، وزوجة تتهمه بعدم الاهتمام والانفاق عليهم.
ورغم وجود طفلين بمثابة القاسم المشترك بين الزوجين، إلا أن ذلك لم يوقف "نيران الخلاف"، التي أحرقت أقرب الناس لقلوبهما "فلذات الأكباد"، بعدما أخذت الزوجة طفلها الكبير وترك الصغير "الرضيع" في شقة الزوجية متعللة بنزولها للشارع لشراء بعض المستلزمات، فيما ترك الأب أيضاً الشقة وتوجه لعمله تاركًا الباب مفتوح للزوجة لدى عودتها من "السوبر"، إلا أنها لم تعود، ولم يعود الأب أيضًا متوجهًا لعمله لمدة 9 أيام.
صرخات الطفل الصغير جوعًا، انطلقت في جنبات المنزل، تلعن "العند" و"قسوة الأبوين"، حتى فارقت روح الطفل الجسد، وصعدت في هدوء إلى السماء، ولم يدري أحد به، حتى عادت الزوج بعد 9 أيام من عمله ليكتشف الأمر، ويتم القبض عليه وزوجته.
لا أدري، كيف طوعت لهما أنفسهما قتل البراءة!!، وكيف وصل العند والخلاف لهذه الدرجة!! ولماذا قرر الاثنين الاستمرار في حياة زوجية مليئة بالخلاف، كان في الإمكان أن يتفرقا بـ"إحسان" أو يمسكا بمعروف، لكن يبدو أنها قلوب كالحجارة بل هي أشد قسوة.