اكتشفت ناسا المياه على سطح القمر المضاء بنور الشمس لأول مرة، واقترح الباحثون أنه فى بعض الحالات قد توجد بقع صغيرة من الجليد فى ظلال دائمة لا يزيد حجمها عن عملة معدنية صغيرة، واستكشف الباحثون أيضا ظواهر على القمر تسمى "المصائد الباردة"، وهى مناطق مظللة من السطح توجد فى حالة من الظلام الأبدى، ويُعتقد أن الكثيرين أن هذه المناطق ظلت بدون شعاع واحد من ضوء الشمس لمليارات السنين.
ما هى الآثار المترتبة على اكتشافات وكالة ناسا؟ وماذا تعنى بالنسبة لمستقبل استكشاف القمر؟ وهل توجد برك من الماء على القمر؟
ووفقا لموقع "مترو" البريطانى، باختصار الإجابة هى لا، إذ تم اكتشاف جزيئات الماء فى نصف الكرة الجنوبى للقمر فى فوهة كلافيوس، والفوهة والمنطقة المحيطة بها هى واحدة من أكبر الفوهات التى يمكن رؤيتها من الأرض، كما أن الجزيئات، التى يُعتقد أنها محاصرة فى حبيبات شبيهة بالزجاج، منتشرة جدًا بحيث لا تشكل جليد أو ماء سائل.
ماذا يعنى هذا الاكتشاف لمستقبل السفر إلى الفضاء؟
الماء مهم للغاية لاستكشاف الفضاء السحيق، إذ يمكن تحويله إلى أكسجين لرواد الفضاء للتنفس والشرب، ويمكن أن يكون مصدر وقود، لكن الماء ثقيل، وبالتالي فإن إطلاقه من سطح الأرض مكلف، وأوضح جاكوب بليشر، كبير علماء الاستكشاف في مديرية عمليات الاستكشاف البشري والعمليات في ناسا: "في أي وقت لا نحتاج فيه إلى تعبئة المياه لرحلتنا، لدينا فرصة لأخذ عناصر مفيدة أخرى معنا، وستكون القدرة على استخدام المياه الموجودة بالفعل على سطح القمر مساعدة كبيرة لنا في استكشاف القمر، وومع ذلك ، لم يُعرف بعد ما إذا كان يمكن الوصول إلى المياه المكتشفة على السطح المضاء بنور الشمس لاستخدامها كمورد"
لكن كيف وجد العلماء الماء؟
وجد مرصد الستراتوسفير التابع لوكالة ناسا لعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء (صوفيا) هذه الجزيئات تحلق على ارتفاعات تصل إلى 45000 قدم، وباستخدام الكاميرا ذات الأجسام الخافتة بالأشعة تحت الحمراء لتلسكوب صوفيا (فوركاست) ، تمكنت صوفيا من التقاط الطول الموجى المحدد لجزيئات الماء.
هل هناك ما يكفى من الماء لاستمرار رواد الفضاء إذا تمكنوا من الوصول إليه؟
تكشف البيانات عن وجود مياه بتركيزات من 100 إلى 412 جزءًا فى المليون - أى ما يعادل تقريبًا زجاجة مياه سعة 12 أونصة - محصورة فى متر مكعب من التربة منتشرة على سطح القمر، ويقول الخبراء إنه اكتشاف مهم لأنهم يعرفون الآن أن الماء موجود خارج بعض الحفر المظلمة التى يصعب حقًا الوصول إليها أو العمل بها.
إذا كان الماء فى ضوء الشمس فلماذا لا يتبخر؟
تصل درجات الحرارة فى النهار بالقرب من خط الاستواء القمرى إلى 120 درجة مئوية، فى حين أن درجات الحرارة ليلا قد تنخفض إلى 130 درجة مئوية تحت الصفر، كما أن قطبى القمر أكثر برودة، لكن كيسى هونيبال، الكاتبة الرئيسية التى نشرت نتائج أطروحة التخرج فى جامعة هاواى فى مانوا بهونولولو، أوضحت أن المياه محمية بالخرز المحبوس فيها، وقالت: "نعتقد أنه يتم تخزين المياه داخل حبات ذات تأثير النيزك الصغير، والتى ستحمى المياه من الضياع فى الفضاء أو الهجرة إلى القطب القمرى، وهذا يعنى أنه بدون الغلاف الجوى للقمر، يمكن للماء أن يبقى على سطح القمر، فالماء محبوس، لذلك فهو قادر على تحمل ظروف القمر القاسية.
ماذا سيحدث بعد ذلك؟
ستبحث رحلات المتابعة فى صوفيا عن المياه فى مواقع إضافية مضاءة بنور الشمس وخلال مراحل القمر المختلفة لمعرفة المزيد حول كيفية إنتاج المياه وتخزينها ونقلها عبر القمر، وستضيف البيانات إلى عمل بعثات القمر المستقبلية، مثل مركبة ناسا لاستكشاف القطبية المتطايرة (Viper) ، لإنشاء خرائط الموارد المائية الأولى للقمر لاستكشاف الفضاء البشرى فى المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة