الإمام جلال الدين السيوطى، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ575، إذ ولد فى 3 أكتوبر من عام 1445، يعد فضلاً عن كونه فقيهاً ومحدثاً ومتكلماً ومفسراً ولغوياً ونحوياً وأديباً وشاعراً ومؤرخاً وفيلسوفاً، فإنه قد ألف أيضاً وكتب فى الجنس كتب عدة، حتى ليمكن عده أكبر مؤلف إسلامى كتب فى هذا الموضوع بكل تفصيلاته وحكاياته وأوضاعه وأدوائه ونوادره وغير ذلك، بل يمكن القول بالفعل أنه فقيه الجنس والحب.
ويعتبر الجنس عند العرب من أكثر المواضيع التى كتب عنها المؤرخون والعلماء بحرية مطلقة، حيثُ كان يتم تداول الحكايا الجنسية بسرد شفوى مصحوبًا بروح الدعابة، حتى أن أغلب الشعراء فى العصرين العباسى والأموي، كانت تُروى عن ألسنتهم قصص جنسية كانت تتقبلها العامة بروح الطرفة، وعلى رأسهم الشاعر الذى اشتهر بالمجون أبو النواس، كذلك كتب الفقهاء والمؤرخون العرب فى فن النكاح، ولعل أشهرهم على الإطلاق شيخ الإسلام جلال الدين السيوطى، وكانت من أبرز كتبه:
"نواضر الأيك"
نسب كتاب "نواضر الأيك " للإمام السيوطى، وهو عبارة عن ملخص لكتاب "الوشاح فى فوائد النكاح"، يدور موضوعه حول العملية الجنسية وقام المؤلف فى تسمية الأعضاء الجنسية للذكر والأنثى والأوضاع الجنسية بأسمائها اللفيظة كما تنطق فى الكلام العام.
كما أنه يتلفظ بشكل صريح بأسماء العملية الجنسية ووصفها وصفا كاملا، ورغم أن عمر الكتاب يتجاوز أكثر من 500 سنة إلا أنه يتكلم عن الرجال والنساء بطريقة متكافئة ويصور المتعة الجنسية على أنها حاجة متبادلة بين الطرفين وليس من طرف على حساب آخر.
"شقائق الأترج فى رقائق الغنج"
الكتاب يتحدث عن آداب الجماع وبلغة لم تخف صراحة عن الكاتب السابق، حيث قام المؤلف بترتيب الكتاب على 4 مباحث فى آداب الجماع، عبارة عن نقولات وأشعار وعبارات الدلال ودقائق العلاقة الجسدية بين المحبين والأزواج فى الجماع والغنج وبعض طرق الجماع.
"نزهة العمر فى التفضيل بين البيض والسمر"
يبدأ الكتاب بمقدمة قصيرة تحدث فهيا السيوطى عمن سبقه فى معالجة هذا الموضوع، ثم ذكر وضعه لهذا الكتاب، وفى القسم الأول يورد السيوطى مختارات شعرية لما قيل فى البيض،أما القسم الثانى فهو ذكر ما قيل فى فضل السمر، وهو فى هذا القسم لم يعتمد ما اعتمده فى القسم الأول إلا بعدد قليل من المقطوعات، بل نجده يذكر من ذكر السمر فى شعره ولم يفضلها على سواها، وفى هذا القسم نجد أبياتاً فى مدح السود، وعدّه من السمر.
أما القسم الثالث فهو ذكر ما قيل فى السود، وفى هذا القسم يختار السيوطى ما قيل فى السود وفى بعضها فقط نجد أبياتاً فى تفضيلهن على البيض.
"كتاب الوشاح فى فوائد النكاح"
ينقسم إلى بابين، خصص الباب الأول للأحاديث والآثار الجنسية المروية عن فوائد الجماع شفهيًا بين العرب، بينما ضم الباب الثانى أربعة أقسام، الأول لأسماء الجماع المرتبة لغويًا، والمنقولة من كتاب "فقه اللغة" للثعالبى، والثانى ضم "ألف اسم، وثلاثة وثمانين اسمًا"، منقولًا من كتاب ابن القطاع، والثالث أسماء الذكر، والرابع أسماء الفرج، أما الباب الأخير فخصص للنوادر والأخبار.
وتمثل عشرات القصص التى يقدّمها فى "كتاب الوشاح فى فوائد النكاح" استكشافاً لتعدّد شركاء الجنس فى ظل القيود المجتمعية فى العالم العربي-الإسلامي، باستخدام سيناريوهات فاجرة وشهوانية لتحفيز وإثارة التخيلات فى عقل القارئ. كما تستكشف قصصٌ صريحة ومبتذلة فى بعض الأجزاء -مثل "التحول الغريب الذى حلّ بشوكة مؤمن"- المحرّماتِ الجنسية فى الثقافة الإسلامية.
رشف الزلال من السحر الحلال
يضم فى أوراقه عشرين قصة مروية على لسان علماء، كل منهم يتحدث عن ليلته الأولى بعد الزواج، بين الهزل والضحك، يرويها السيوطى عن لسانهم بأسلوب لغوى رصين، ما يجعل لكل واحد من أصحاب القصص سيرة ذاتية تؤرخ لليلته الجنسية الأولى.
ثلاث نصوص فى الجنس
الكتاب ملىء بالمواقف المختلفة التى تصاحب المغامرة، تمتزج مشاعر الحب مع الأحداث المأساوية فى حياة الشخصيات، المترتبطة بالجنس، وتساعد تأملات المؤلف حول مصير الشخصيات فى فهم الأحداث التى تحدث، يمكن للجميع فى هذا الكتاب العثور على شيء خاص بهم بالنسبة لحياتهم الجنسية وتجاربهم فى النكاح، وثلاث نصوص فى الجنس ليس كتابا للتسلية، بل هو وسيلة لمعرفة فنون النكاح، كما أنه يقدم نصائح ودليل لعمل فى العملية الجنسية.