النبى محمد يذهب إلى الطائف.. ما يقوله التراث الإسلامى

السبت، 03 أكتوبر 2020 05:00 م
النبى محمد يذهب إلى الطائف.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عانى النبى محمد عليه الصلاة والسلام، من الكفار والجهلاء، ومن ذلك ما حدث له عندما ذهب إلى الطائف، وقد قابله السفاء بالإيذاء، فما الذى يقوله التراث الإسلامي في ذلك؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "ذهابه صلى الله عليه وسلم إلى أهل الطائف يدعوهم إلى دين الله"
 

قال ابن إسحاق: فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله ﷺ من الأذى ما لم تكن نالته منه فى حياة عمه أبى طالب، فخرج رسول الله ﷺ إلى الطائف، يلتمس من ثقيف النصرة والمنعة بهم من قومه، ورجا أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله تعالى، فخرج إليهم وحده.

قال ابن إسحاق: فحدثنى يزيد بن أبى زياد، عن محمد بن كعب القرظى.

قال: انتهى رسول الله ﷺ إلى الطائف وعمد إلى نفر من ثقيف هم سادة ثقيف وأشرافهم وهم أخوة ثلاثة: عبد ياليل، ومسعود، وحبيب بنو عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف.

وعند أحدهم امرأة من قريش من بنى جمح، فجلس إليهم فدعاهم إلى الله، وكلمهم لما جاءهم له من نصرته على الإسلام والقيام معه على من خالفه من قومه.

فقال أحدهم: هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك.

وقال الآخر: أما وجد الله أحدا أرسله غيرك؟

وقال الثالث: والله لا أكلمك أبدا لئن كنت رسولا من الله كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغى لى أن أكلمك.

فقام رسول الله ﷺ من عندهم وقد يئس من خير ثقيف، وقد قال لهم - فيما ذكر لى -: "إن فعلتم ما فعلتم فاكتموا علي".

وكره رسول الله ﷺ أن يبلغ قومه عنه فيذئرهم ذلك عليه، فلم يفعلوا وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس وألجئوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة وهما فيه.

ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه، فعمد إلى ظل حبلة من عنب، فجلس فيه وابنا ربيعة ينظران إليه، ويريان ما يلقى من سفهاء أهل الطائف.

وقد لقى رسول الله ﷺ - فيما ذكر لى - المرأة التى من بنى جمح، فقال لها: "ماذا لقينا من أحمائك؟".

فلما اطمأن قال - فيما ذكر -: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتى وهوانى على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلنى إلى بعيد يتجهمنى أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى ولكن عافيتك هى أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بى غضبك، أو تحل على سخطك، لك العتبى حتى ترضى لا حول ولا قوة إلا بك".

قال: فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة وما لقي، تحركت له رحمهما فدعوا غلاما نصرانيا يقال له: عداس، وقالا له: خذ قطفا من هذا العنب فضعه فى هذا الطبق، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل، فقل له يأكل منه، ففعل عداس.

ثم ذهب به حتى وضعه بين يدى رسول الله ﷺ، ثم قال له: كل.

فلما وضع رسول الله ﷺ يده فيه قال: "بسم الله"؟.

ثم أكل، ثم نظر عداس فى وجهه ثم قال: والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد.

فقال له رسول الله ﷺ: "ومن أهل أى بلاد أنت يا عداس وما دينك؟".

قال: نصرانى وأنا رجل من أهل نينوى.

فقال رسول الله ﷺ: "من قرية الرجل الصالح يونس بن متى".

فقال له عداس: وما يدريك ما يونس بن متى؟

فقال رسول الله ﷺ: "ذلك أخى كان نبيا وأنا نبي".

فأكب عداس على رسول الله ﷺ يقبل رأسه ويديه وقدميه.

قال: يقول أبناء ربيعة أحدهما لصاحبه أما غلامك فقد أفسده عليك، فلما جاء عداس قالا له: ويلك يا عداس! مالك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه؟

قال: يا سيدى ما فى الأرض شيء خير من هذا لقد أخبرنى بأمر ما يعلمه إلا نبي.

قالا له: ويحك يا عداس لا يصرفنك عن دينك فإن دينك خير من دينه.

وقد ذكر موسى بن عقبة نحوا من هذا السياق إلا أنه لم يذكر الدعاء، وزاد: وقعد له أهل الطائف صفين على طريقه، فلما مرَّ جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموه، فخلص منهم وهما يسيلان الدماء، فعمد إلى ظل نخلة وهو مكروب، وفى ذلك الحائط عتبة وشيبة ابنا ربيعة، فكره مكانهما لعداوتهما الله ورسوله.

ثم ذكر قصة عداس النصرانى كنحو ما تقدم.

وقد روى الإمام أحمد، عن أبى بكر بن أبى شيبة: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عبد الرحمن بن خالد بن أبى جبل العدواني، عن أبيه: أنه أبصر رسول الله ﷺ فى مشرق ثقيف وهو قائم على قوس - أو عصى - حين أتاهم يبتغى عندهم النصر فسمعته يقول: "والسماء والطارق" حتى ختمها.

قال: فوعيتها فى الجاهلية وأنا مشرك ثم قرأتها فى الإسلام.

قال: فدعتنى ثقيف فقالوا: ماذا سمعت من هذا الرجل؟

فقرأتها عليهم.

فقال من معهم من قريش: نحن أعلم بصاحبنا لو كنا نعلم ما يقول حقا لاتبعناه.

وثبت فى (الصحيحين) من طريق عبد الله بن وهب: أخبرنى يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: أخبرنى عروة بن الزبير أن عائشة حدثته: أنها قالت لرسول الله ﷺ: هل أتى عليك يوم أشد عليك من يوم أحد؟

قال: "ما لقيت من قومك كان أشد منه يوم العقبة إذ عرضت نفسى على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبنى إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهى فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسى فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فنادانى فقال:

إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم نادانى ملك الجبال فسلَّم على ثم قال: يا محمد! قد بعثنى الله إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، قد بعثنى إليك ربك لتأمرنى ما شئت، إن شئت تطبق عليهم الأخشبين؟».

فقال رسول الله ﷺ: "أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا"










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة