حملة موسعة تقودها فرنسا منذ أسابيع فى مواجهة الفكر المتطرف والجماعات والكيانات التى يديرها من الباطن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، بتمويل من قطر وتركيا، بهدف نشر استقطاب أبناء الجاليات العربية والمسلمة، واستغلالهم للقيام بأعمال عنف وإرهاب.
التحرك الفرنسى الحاسم، الذى جاء فى أعقاب ذبح أستاذ التاريخ صامويل باتى قبل أسبوعين، وتبعه حادث دامى أكثر وحشية صباح الخميس، بذبح 3 آخرين داخل كنيسة نوتردام بمدينة نيس الفرنسية، قابلته تركيا بحملة مضادة حاول خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان استغلال أزمة الرسوم المسيئة للهجوم على فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون لتصفية حسابات مع باريس، رداً على وقوفها أمام العديد من المؤامرات التي يقودها النظام التركي فى الشرق الأوسط، لاسيما فى ليبيا وملف الاستكشافات النفطية في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأمام الحملة المضادة التي تقودها تركيا ضد باريس، وفيما تواصل السلطات الفرنسية ملاحقة التنظيمات والمساجد التي تنشر التطرف داخل البلاد، أقدمت الدولة الفرنسية على القيام بتحركات دبلوماسية وسياسية مكثفة للتوضيح للرأى العام طبيعة وأهداف الإجراءات التي تقدم عليها، مع التأكيد على أنها لا تستهدف الدين الإسلامى، وإنما هدفها الأول والأخير، مكافحة التطرف والإرهاب.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، فى "رسالة سلام إلى العالم الإسلامى"، بحسب وصفه، إن فرنسا "بلد التسامح لا الازدراء أو النبذ"، وذلك عقب الاعتداء الذى شهدته مدينة نيس.
وقال لودريان فى الجمعية الوطنية (البرلمان) على هامش نقاش حول موازنة وزارته، "لا تستمعوا إلى الأصوات التي تسعى إلى تأجيج عدم الثقة. ينبغى ألا نجعل أنفسنا حبيسة تجاوزات أقلية من المتلاعبين".
واعتبر وزير خارجية فرنسا، أن الإسلام والثقافة الإسلامية "جزء من تاريخنا الفرنسي والأوروبي، نحترمها".
وأضاف أن تركيا ترغب فى تأجيج الكراهية ضد فرنسا ورئيسها، مؤكداً أن السفير الفرنسى لدى أنقرة سيعود إلى باريس للتشاور.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن مسلمى فرنسا جزءا من مجتمع وتاريخ جمهوريتنا، موضحة أن مكافحة التطرف تجرى بالتعاون مع مسلمي فرنسا.
بدوره، قال وزير الداخلية الفرنسى جيرالد درمانين فى كلمة له لإذاعة فرانس إنتر الفرنسية، "إن معركتنا اليوم ضد أيديولوجية قاتلة وراديكالية، وليست ضد دين، والغالبية العظمى من المسلمين تحترم قوانين الجمهورية بشكل كامل، ولكننا نستهدف فئة تفسر النصوص الدينية بشكل متطرف".
وأضاف الوزير الفرنسي، أن معدلات التطرف والهجمات الإرهابية التي تستهدف بلادنا أصبحت في زيادة وهو ما يراه الجميع، مضيفا، "يحزننا جميعا أن نرى دولا أجنبية تتدخل في شئننا، وتعتبر مسلمى الجمهورية تابعين لها، ويجب أن نثبت عكس ذلك".
تفاصيل الحملة التي تقودها باريس، تحدث عنها النائب الفرنسى، والقيادى بحزب التجمع الوطنى، جوردان بارديلا مشيراً إلى الدور المشبوه الذى تلعبه الجماعات المتطرفة داخل بلاده.
وسلط بارديلا الضوء على ما يعرف بـ"اتحاد المنظمات الإسلامية"، قائلاً إنه يشرف ويدير 200 مسجد فى فرنسا وجميعها يعمل بها أئمة تنشر التطرف وخطاب الكراهية فى عقول الشباب، محذرًا من استهداف أبناء الجاليات المسلمة وذات الأصول العربية، وتسميم عقولهم.
وعلق بارديلا فى تصريحات نشرتها صحيفة "ال سى آي" الفرنسية على الملاحقات التى تقودها السلطات فى بلاده ضد الكيانات المتطرفة، قائلا: "يعتبر إغلاق مسجد بانتين الكبير بمثابة قطرة ماء فى مكافحة التعصب".
وتابع: يوجد فى فرنسا 2500 مسجد ومكان عبادة للمسلمين، إلا أن الشكوك تدور حول 200 لنشاطهم المتطرف، وحوالى أربعين مدرسة تابعة لاتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا"UOIF" التابع لتنظيم الإخوان الإرهابى، وأكثر من 150 مسجد سلفي".
وفى وقت سابق، نشرت صحيفة صحيفة لوفيجارو الفرنسية تقريرًا كشفت خلاله قائمة الجمعيات والكيانات الضالعة فى نشر التطرف والإرهاب داخل البلاد، وبمقدمتها اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا، والذى وصفه أحد نواب البرلمان الفرنسى بكونه "الجناح العسكرى لتنظيم الإخوان" فى البلاد، وفق ما أوردته الصحيفة.
وأعلنت العديد من الدول الأوروبية تضامنها مع باريس في الحملة التي تقودها تركيا بهدف تشويه الحقائق والإدعاء بأن فرنسا ضد المسلمين والدين الإسلامي بشكل عام.
وكشفت وسائل إعلام ألمانية مؤامرات أردوغان التى يهاجم من أجلها ماكرون المتصدى الأكبر لانتهاكاته، إذ يدعم النظام التركي للإرهابيين في سوريا، حيث كشف مستشار وزارة الخارجية الألمانية، أن الرئيس التركى، هو من زود جبهة النصرة والإرهابيين بغاز السارين السام والأسلحة.