جدد صراع أرمينيا وأذربيجان وأنباء نقل تركيا لمرتزقة من سوريا وتركيا إلى أذربيجان مخاوف من بؤر جديدة للإرهاب، مثلما حدث فى أفغانستان بعد هزيمة السوفيت، وبشكل جزئى كانت بؤر الصراع فى سوريا والعراق وليبيا مراكز محتملة لإقامة تمركزات خاصة بعد فشل مشروع داعش فى إقامة دولة فى منطقة بين سوريا والعراق، وبذلت تركيا وقطر وبعض الدول الثرية كثيرا لتوطين مشروع داعش قبل أن يتحول إلى سراب، تاركا عشرات الآلاف من المرتزقة جاهزين للحرب لصالح من يدفع.
أغلب المرتزقة سوريون، وبعضهم كانوا أطفالا عند بدء الصراع فى سوريا، لكن هناك آلاف المقاتلين من دول القوقاز والجمهوريات السوفيتية السابقة وأوروبا، تختلف التقديرات حولهم، ويقدر عدد الأوروبيين ما بين 8 إلى 12 ألف أوروبى، بعضهم وقع فى أيدى قوات سوريا الديمقراطية الكردية، ومن بين هؤلاء من تم تهريبه أثناء الهجوم التركى على شمال سوريا، تم نقل بعضهم للقتال فى ليبيا، ومنهم من يتم نقله إلى أذربيجان، بمعرفة الأتراك.
أبدت جهات أوروبية مخاوفها من تسرب المرتزقة إلى أوروبا ليتحولوا إلى خلايا إرهابية تهدد أوروبا، وفى حين وجه رؤساء روسيا وفرنسا والولايات المتحدة نداءًً لوقف القتال بشكل فورى فى منطقة قرة باغ وعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، حذر الرئيس الأرمينى أرمين سيركيسيان من خطر جدى بتكرار «السيناريو السورى» فى منطقة جنوب القوقاز، ولم يكن الرئيس الأرمينى أول من يشير إلى السيناريو السورى بوصفه نموذجا لتحويل الدول إلى بؤر للاجئين والمرتزقة.
موقع «سيكيورتى سنتر» المختص بنشر دراسات الأمن، أطلق تقريرا تضمن تحذيرات من تحول منطقة النزاع جنوب القوقاز إلى مقر جديد لتنظيمات إرهابية، وأشار التقرير إلى أن مقاتلى داعش بعد هزيمتهم فى سوريا والعراق حصلوا على وعد من الرئيس التركى بتوظيفهم فى النزاع الدائر فى ليبيا، لكن تطورات الأحداث والتدخل المصرى والدولى خيبت أمل الميليشيات فى أن تكون ليبيا مقرا وبؤرة لتمركز جديد.
وتمت إعادة بعض المرتزقة إلى تركيا أو مناطق النزاع فى سوريا ليعاد نقلهم إلى أذربيجان للحرب ضد أرمينيا، ويراهن المرتزقة على طول أمد النزاعات ليجدوا مستقرا لهم ومجالا للعمل وضمان الحصول على مقابل، وتكشف شهادات بعض القادة السابقين فى داعش، أن أعدادا كبيرة يعملون من أجل المال وهو ما يجعلهم أدوات لتنفيذ عمليات إرهابية أو اغتيالات، وهو ما يضاعف المخاوف من اتساع نطاق تحركات أعضاء التنظيمات وتسربهم إلى أوروبا ليتحولوا إلى بؤر تنتج خلايا إرهابية.
ولهذا أبدت الدول الأوروبية مخاوفها من ظاهرة استخدام المرتزقة جنوب القوقاز، ورغم وجود ظاهرة التوظيف التركى للمرتزقة طوال حوالى عشر سنوات، فإن أن أوروبيين لم ينتبهوا إلى خطورة الأمر إلا عندما تسرب بعض الأوروبيين من أعضاء داعش للداخل وبدأوا يظهرون تهديدا إرهابيا، فضلا عن مئات المقاتلين من أعضاء داعش الذين رفضت بعض الدول الأوروبية السماح بعودتهم، فضلا عن عودة بعض أعضاء داعش من دون أن تكون لهم ملفات أمنية، مما يجعلهم أكثر خطرا وتهديدا.
ولكل هذا تبدى أوروبا قلقا ورفضا لتحركات الرئيس التركى رجب أردوغان، وتدخله فى النزاع جنوب القوقاز، وعمليات نقل المرتزقة علنا، فى عملية إعادة توزيع للإرهاب بشكل ينقل التهديد من آسيا إلى أوروبا، ويعيد فتح ملفات نتاج الإرهاب فى سوريا والعراق طوال سنوات، ويعد حربا حولت معظم الشباب السورى فى المناطق التى تسيطر عليها تركيا إلى مرتزقة تستخدمهم كأدوات لتنفيذ أجندتها فى الدول التى تتدخل فيها.