بين ليلة وضحاها تحول حسام البدرى إلى ساحات الفضائيات والسوشيال ميديا بعد تصريحاته الأخيرة بأن مصطفى محمد مازال أمامه الكثير للانضمام لمنتخب مصر الأول، وجددت كلمات البدرى الصراع الأزلى بين جماهير القطبين، بعدما اعتبرها الزملكاوية تقليلاً من موهبة اللاعب الشاب وإنجازه مع المنتخب الأولمبى بالتتويج بأمم أفريقيا تحت 23 سنة والصعود إلى أولمبياد طوكيو، فى الوقت الذى أعادت جماهير الأهلى تصريحات أحمد بلال عن مهاجم الزمالك والتى أكد فيها مراراً وتكراراً أنه مجرد "لاعب عادى"، وما بين هذا وذاك يبقى السؤال عن أسباب تلك تصريحات البدرى وتوقيتها، وهل تستحق كل هذه الزوبعة والهجوم الذى تعرض له البدرى من البعض، ومدى تأثيرها على أداء اللاعب فى هذا التوقيت و فرص انضمامه للفراعنة مستقبلا؟.
بداية وبعيداً عن الانتماء، لابد أن نعترف بموهبة وإمكانيات مصطفى محمد، الذى يمتلك الحماس والحس التهديفى ومواصفات المهاجم العنيد الذى لا يكل ولا يمل فى الملعب، وهو ما تثبته أرقام اللاعب الشاب صاحب الـ22 عاماً، الذى شارك الموسم الجارى فى 39 مباراة أحرز خلالها 9 أهداف فى الدورى و6 أخرى فى دورى الأبطال وصنع 3 لزملائه، ويعتبره البعض خليفة لعمرو زكى ويلقبونه بـ"البلدوزر الجديد"، بعد مستوياته المتميزة التى قدمها مع الفراعنة الصغار وفوزه بلقب هداف بطولة أمم أفريقيا للشباب وتحقيق حلم الصعود للأولمبياد.
ليس دفاعاً عن حسام البدرى، المعروف عنه الجدية والالتزام، إلا أنه لا يستحق كل هذا الهجوم الذى يتعرض له على الفضائيات والسوشيال ميديا، وربما تكون تصريحاته عن اللاعب فى توقيتها المناسب، بهدف تحفيزه واستفزازه لاستحضار قدراته لتقديم الأفضل، خاصة أنه تنتظره مواجهات قوية مع الزمالك فى دورى أبطال أفريقيا، وهنا يمنحه البدرى "فرصة ذهبية" لاستحضار موهبته الحقيقية وإثباتها للجميع وهو ما تعود نتائجه على نادى الزمالك والمنتخب أيضاً، بدلاً من نغمة الإشادات التى يحظى بها اللاعب فى الصحف والفضائيات والتى ربما تنعكس سلباً على أدائه إذا أصابه الغرور، والنماذج على ذلك كثيرة.
أما أحمد بلال كواحد من أهم الهدافين فى تاريخ النادى الأهلى ومنتخب مصر، فربما تغلب على تصريحاته عن مصطفى محمد "لغة التعصب"، فالمهاجم الدولى لم يترك مناسبة إلا وحاول التقليل من إمكانيات مهاجم الزمالك الشاب وعدم قدرته على تسجيل الأهداف، وهو ما لم يحقق أى استفادة للاعب سوى الإحباط، كما حولت صاحبها إلى تريندات السوشيال ميديا، وانعكست سلبا على اللاعب، بعكس حسام البدرى الذى ركز على تحفيزه ومحاولة استثمار موهبته وتحقيق أقصى استفادة منها، وهو يعلم جيداً أن منتخب مصر يحتاج للمهاجم الصريح الذى طالما افتقده خلال السنوات الماضية.
حسام البدرى يعى جيداً إمكانيات مصطفى محمد، كما يعى جيداً حاجة المنتخب للمهاجم الصريح الذى طالما افتقده خلال السنوات الماضية، على الرغم من وجود العديد من العناصر _ سواء المحليين أو المحترفين _ إلا أن أياً منهم حقق طموحات الجماهير الفترة الماضية، لذا يتحدث البدرى من واقع مسئوليته كمدرب لمنتخب مصر يسعى للاستفادة من جميع العناصر ويحاول إخراج أفضل مستويات للاعبيه بما يحقق مصلحة الفراعنة، وفى النهاية اختيارات المنتخب مسئولية المدير الفنى وجهازه المعاون.
البدرى حاول تحفيز مصطفى محمد لاستعادة حسه التهديفى لحجز مكان أساسى فى قائمة المنتخب، ولم يغلق الباب فى وجه لاعب الزمالك وإنما منحه فرصة للتألق مع فريقه الفترة المقبلة وانتظار ما سيحدث، ربما تختلف الظروف وتتبدل الحسابات الفترة المقبلة ليجد مصطفى محمد نفسه مهاجماً لمنتخب مصر.
رسالتى لمصطفى محمد، لا تلتفت لمعارك السوشيال ميديا، ركز على الجوانب الإيجابية واترك الانتقادات المحبطة، وحاول إثبات نفسك للجميع وأنك جدير بالانضمام للمنتخب وحجز مكان أساسى فى صفوف الفراعنة، فالفرصة مازالت سانحة والوقت مازال مبكراً، وربما يأتى يوم لتجد نفسك مهاجما للفراعنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة