فى الوقت الذى تحتفل فيه مصر بالذكرى الـ47 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة ، نرصد قصص أبطال شاركوا فى هذا النصر العظيم حيث يقول الحاج أحمد جبريل، أنه من مواليد 1947 من مواليد محافظة سوهاج ولكنه يعيش حاليا فى مدينة الإسكندرية مع أفراد أسرته وقد قضى 7 سنوات فى الجيش منذ حرب الاستنزاف وحتى حرب أكتوبر وهى أصعب وأفضل سنوات عمره كما وصفها لوجود عدد كبير من الأحداث والمحطات الهامة بهم من الهزيمة وحتى النصر، وأضاف: "حرب الاستنزاف كانت هزيمة لعزيمة الجنود من أفراد الجيش ولكن بعد شهرين فقط منها استطاع الجنود استعادة عزيمتهم وبدأوا فى تدريبات قاسية ليلاً ونهاراً لاستعادة قوتهم البدنية وتم تشكيل 23 فرقة هجومية للتدريب والقتال لوجود ترعة مشابهه للقنال ووقف معنا عبدالناصربنفسه فى التدريبات وكانت تدريبات قاسية وتعرفنا على كافة المعلومات لدى العدو وبعد عامين كانت تخرج الفرق بالتناوب للقنال بقوة وعزيمة مرتفعة لكافة الجنود والضباط"
وأضاف: استمرت التدريبات لسنوات حتى جاءت وحاول فيها العدو تقليل هذه الهزيمة بإرسال منشورات وإلقائها على المعسكرات الخاصة بالجنود المصريين لتخويفهم من الأسلحة ولكنها لم تؤثر فى الجنود وأصروا على استكمال هذه التدريبات إلى أن جاءت ساعة النصر وعلمنا بأن الرئيس السادات حدد ساعة الحرب مع العدو قبل ساعة الصفر بساعتين كانت الساعة الثانية عشر ظهراً عندما جاء القائد الخاص بالكتيبة يصيح ويردد" يا وحوش جاءت ساعة النصر"وصاح بعدها الجنود مهللين الله أكبر".
وأشار إلى أنه يوم 6 أكتوبر قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بحركة تمويه للعدو وفوجئنا بأن عدد كبير من المواطنين المدنين متواجدين للصيد ويمارسون حياتهم بشكل طبيعى مما كان يوحى لهم بأنه لا يوجد حرب بالإضافةإلى أنه كان يوم السبت وهو أجازة رسمية لهم ومنهم جنود أصدر لهم قرار أجازات خاصة هذا اليوم لكى يوهم العدو أنه لا يوجد حالة حرب.
وقال إن القائد الخاص بهم أصدر تعليمات بالتقدم قائلا: "لو أن 80 % من الكتيبة استشهد سيكون انتصارا لنا و20 % أحياء وكانت المفاجأة أن الكتيبة بأكملها عبرت للقناه بدون استشهاد أى فرد من الكتيبة ماعدا حالة إصابة واحدة".
واستكمل أن ساعة الصفر كانت الساعة الثانية إلا عشرة وكان محددا للجيش ساعة واحدة للعبور وخرجت المئات من الطيران المصرى فى السماء وتقدمت فرقة المدفعية وكان من المفترض أن يتقدم سلاح المهندسين فى بداية الأمر بسبب وجود ألغام أرضية وأسلاك مكهربة ولكن خرج الجميع فى وقت واحد وعبروا القناة مهللين ومرددين هتافات النصر وعبر الجيش المصرى فى نصف ساعة فقط قبل المدة المحددة.
وأضاف: استمر الجنود بروح النصر فى القتال لأيام متواصلة وهم يشاهدون جنود العدو يتساقطون منهم من يموت من وابل النيران ومنهم من يأخذونه حيا.
وعن إصابته قال أنه أصيب فى تاريخ 17 أكتوبر من دبابة فى قدمه ويده وصدر أمر من القائد الخاص به بأن يتوجه للمستشفى للعلاج ولكنه رفض ليستكمل مسيرته فى استرداد أرض سيناء ويقاتل مع زملائه ولكن صدر قرار وتم نقله إلى أحد المستشفيات الميدانية وتلقى العلاج.
وأضاف أنه بعد أن استكمل الشفاء عاد إلى الكتيبة بعد إصرار منه على استكمال القتال مع زملاءه وفوجىء بأن زملاءه الجرحى منهم من بترت قدميه فى الحرب فعاد مرة أخرى لاستكمال الحرب والقتال قائلا: "دى أرض سيناء احنا شفنا العدو وعرفنا قيمتها دى أرضنا الغالية اللى مش هنفرط فيها أبدا ولسه بندافع عنها وعن ترابها ".