مُنحت جائزة نوبل للفيزياء لعام 2020 لعالم الرياضيات السير روجر بنروز والفلكيين راينهارد جينزل وأندريا جيز، وحصل البروفيسور بنروز، 89 عامًا، من جامعة أكسفورد، على نصف الجائزة المرموقة لاكتشافه أن تشكل الثقوب السوداء هو تنبؤ قوى للنظرية النسبية العامة، وبينما سيشارك جينزل، 68 عامًا، من معهد ماكس بلانك للفيزياء خارج الأرض فى ألمانيا، والبروفيسورة جيز، 55 عامًا، من جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس، نصف الجائزة لاكتشاف جسم مضغوط فائق الكتلة فى مركز مجرتنا.
ومن الشائع للعديد من العلماء الذين عملوا فى المجالات ذات الصلة أن يتقاسموا الجائزة، كما حدث هنا مع البروفيسورة جيز والبروفيسور جينزيل، اللذين قادا بشكل مستقل مشاريع لرسم خريطة مركز مجرة درب التبانة.
وقال ديفيد هافيلاند، رئيس لجنة نوبل للفيزياء: "إن اكتشافات الحائزين على جائزة هذا العام قد فتحت آفاقًا جديدة فى دراسة الأجسام المدمجة وفائقة الكتلة"، لكن هذه الأشياء الغريبة لا تزال تطرح العديد من الأسئلة التى تتطلب إجابات وتحفز البحث فى المستقبل."
لماذا فاز روجر بنروز بجائزة نوبل؟
أثبت عمل السير روجر أن النظرية العامة للنسبية، التى اقترحها ألبرت أينشتاين لأول مرة فى عام 1905 ، تؤدى مباشرة إلى تكوين الثقوب السوداء، وتضمن عمله دراسة عمل أينشتاين الخاص واستخدمه لإثبات خطأه، حيث لم يعتقد أينشتاين أن الثقوب السوداء حقيقية.
لكن السير روجر نشر ورقة بحثية فى عام 1965 تثبت أن الثقوب السوداء يمكن أن تتشكل، وذلك باستخدام نظرية النسبية لأينشتاين كقاعدة.
فى عام 1988، حصل على جائزة وولف الأقل شهرة ولكن المرغوبة للغاية عن عمله فى النسبية العامة والتفردات، والتى عمل عليها جنبًا إلى جنب مع ستيفن هوكينج.
وبينما تتنبأ نظرية النسبية العامة لأينشتاين بوجود الثقوب السوداء، لم يعتقد أينشتاين نفسه بوجودها بالفعل، وكان بنروز أول من أثبت رياضيًا، فى عام 1965، أنها نتيجة طبيعية لنظرية النسبية وليست مجرد خيال علمي.
تحدث أولف دانيلسون، عضو لجنة نوبل، عن الإنجاز الهائل للسير روجر اليوم فى الإعلان، وناقش المأزق الرياضى الذى أربك جميع علماء الفيزياء والرياضيات وعلماء الفلك فى أوائل الستينيات، ففى هذا الوقت، كانت الثقوب السوداء تحظى بالتقدير على أنها أجسام أسطورية تقريبًا، تم التكهن بها وهى موجودة فقط على الورق، مع عدم قدرة أحد على إثبات وجودها أو كيفية تشكلها، وأضاف دانيلسون: "هذا ما فعله روجر بنروز، لقد فهم الرياضيات، وقدم أدوات جديدة وبعد ذلك يمكنه فى الواقع أن يثبت أن هذه عملية يمكنك توقع حدوثها بشكل طبيعى - أن النجم ينهار ويتحول إلى ثقب أسود.
إنجازات راينهارد جينزل وأندريا جيز:
اكتشف الأستاذان جنزل وجيز أن جسمًا ثقيلًا وغير مرئى يتحكم فى مدارات النجوم فى مركز مجرتنا، درب التبانة، وعلى الرغم من أن هذا لا يزال مجهولًا، فإن الثقب الأسود الهائل هو التفسير الوحيد المعروف حاليًا.
,قال البروفيسور توم ماكليش، أستاذ الفلسفة الطبيعية فى جامعة يورك: "أظهر لنا بنروز و جنزل وجيز معًا أن الثقوب السوداء مذهلة ورائعة من الناحية الرياضية ، وهى موجودة بالفعل".
وتعد جيز هى رابع امرأة تفوز بجائزة الفيزياء بعد مارى كورى عام 1903، وماريا جوبرت ماير عام 1963، ودونا ستريكلاند عام 2018.
وقالت فى مؤتمر صحفى افتراضى عقب الإعلان: 'آمل أن أتمكن من إلهام الفتيات الأخريات فى هذا المجال، إنه مجال به الكثير من الملذات، وإذا كنت شغوفًا بالعلوم، فهناك الكثير مما يمكنك القيام به، فليس لدينا أى فكرة عما يوجد داخل الثقب الأسود وهذا ما يجعل هذه الأشياء مثل هذه الأشياء الغريبة".
وقالت لجنة نوبل إن الثقوب السوداء "لا تزال تطرح العديد من الأسئلة التى تتطلب إجابات وتحفز البحث فى المستقبل".
جدير بالذكر منحت جائزة العام الماضى لعالم الكونيات الكندى المولد جيمس بيبلز عن عمله النظرى حول اللحظات الأولى بعد الانفجار العظيم، وعالمى الفلك السويسرى ميشيل مايور وديدييه كويلوز لاكتشافهما كوكبًا خارج نظامنا الشمسي.
تأتى الجائزة الشهيرة بميدالية ذهبية ومبلغ مالى قيمته 10 ملايين كرونة سويدية (أكثر من 1.1 مليون دولار / 864200 جنيه إسترليني)، بفضل وصية تركها منذ 124 عامًا منشئ الجائزة، ألفريد نوبل، وتمت زيادة المبلغ مؤخرًا للتكيف مع التضخم.