أعلنت مؤسسة نوبل، اليوم الاثنين، فوز البريطاني مايكل هيوتون، والأمريكيين هارفي ألتر وتشارلز رايس بجائزة نوبل للطب لعام 2020، وذلك لدورهم في كشف فيروس الكبد الوبائي "سي"، حيث ساهمت أبحاثهم بأن يكون حلم علاج فيروس التهاب الكبد الوبائى سى لأول مرة بالتاريخ ممكنا ، فكشفت اكتشافات الحائزين على جائزة الطب لعام 2020 عن سبب الحالات المتبقية من التهاب الكبد المزمن وجعلت من الممكن إجراء اختبارات الدم والأدوية الجديدة التي أنقذت ملايين الأرواح.
ووفقا لتقرير لشبكة CNN الإخبارية أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تؤكد أن 71 مليون شخص على مستوى العالم يعانون من عدوى مزمنة بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي، وسيصاب عدد كبير من المصابين بالعدوى المزمنة بتليف الكبد أو سرطان الكبد، وقال جيلبرت طومسون ، الأستاذ الفخري لعلم الدهون الإكلينيكي في إمبريال كوليدج لندن إن فيروس سى تسبب في وفيات أكثر من جائحة الفيروس التاجي الحالي، "لقد كانت مشكلة كبيرة وهذه العمل ساعد في أن يكون هناك خطوة هائلة إلى الأمام وعلاج هذا الفيروس".
وكشف سكرتير جمعية نوبل توماس بيرلمان عن كواليس إخبار العلماء الفائزين بالجائزة، مؤكدا أنه اضطر إلى الاتصال بالفائزين عدة مرات قبل أن يصل أخيرًا إلى ألتر ورايس، وقال بعد إعلانه: "لقد أيقظتهم وكانوا مندهشين للغاية، بالتأكيد لم يكونوا جالسين بجانب الهاتف لأنني اتصلت بهم عدة مرات من قبل دون أي رد ولكن بمجرد وصولي إليهم ، كانوا مندهشين للغاية وسعداء حقًا وبلا كلام تقريبًا ، لذلك كان من الممتع حقًا التحدث إليهم."
وولد مايكل هيوتون في المملكة المتحدة عام 1950 وتخرج فى جامعة إيست أنجليا في العلوم البيولوجية في عام 1972 ثم أكمل درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية في جامعة كينجز كوليدج لندن عام 1977.
وشارك عالم الفيروسات البريطاني في اكتشاف التهاب الكبد الفيروسى سي في عام 1989، كما شارك في اكتشاف جينوم التهاب الكبد الوبائي د في عام 1986، أدى اكتشاف التهاب الكبد سى إلى التطور السريع للكواشف التشخيصية للكشف عنه في إمدادات الدم، مما قلل من خطر الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائى سى من خلال نقل الدم من واحد من كل ثلاثة إلى حوالي واحد من كل مليوني شخص.
يشغل هوتون حاليًا منصب رئيس أبحاث التميز الكندي في علم الفيروسات وأستاذ لعلم الفيروسات بجامعة ألبرتا الكندية حيث يشغل أيضًا منصب مدير معهد لي كا شينج للفيروسات التطبيقية، ثم حصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب لعام 2020 عن أبحاثه في علم الفيروسات والمناعة التي ساعدت المرضى بما في ذلك التطعيم ضد التهاب الكبد الفيروسي ، والعلاج المضاد للفيروسات ومضاد السرطان.
أما هارفي جيمس ألتر وهو عالم الفيروسات الثالث الحاصل على جائزة نوبل للطب هذا العام لمشاركته في اكتشاف فيروس سى، فهو من مواليد 12 سبتمبر 1935 بمدينة نيويورك الأمريكية، التحق بجامعة روتشستر في مدينة روتشستر بنيويورك حصل على بكالوريوس الآداب عام 1956 ثم تحول على مجال الطب وحصل عام 1960على شهادة الطب من جامعة روتشستر.
اشتهر بعمله الذي أدى إلى اكتشاف فيروس التهاب الكبد سي، وهو يشغل منصب رئيس قسم الأمراض المعدية والمدير المساعد لأبحاث قسم طب نقل الدم في مركز وارين جرانت ماجنوسون السريري في المعاهد الوطنية للصحة (NIH) في منتصف السبعينيات، حيث أظهر ألتر وفريقه البحثي أن معظم حالات التهاب الكبد بعد نقل الدم لم تكن بسبب فيروسات التهاب الكبد أ والتهاب الكبد ب.
أثبت ألتر وإدوارد تابور ، العالم في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، من خلال دراسات انتقال العدوى في الشمبانزي أن شكلًا جديدًا من التهاب الكبد، يُسمى في البداية التهاب الكبد غير A غير B تسبب في العدوى، وأن ربما كان العامل المسبب فيروسا، أدى هذا العمل في النهاية إلى اكتشاف فيروس التهاب الكبد الوبائي سي في عام 1988.
أما تشارلز م. رايس من مواليد 25 أغسطس 1952 بولاية كاليفورنيا، وتخرج من جامعة كاليفورنيا عام 1974 وحصل على درجة الدكتوراه عام 1981 ، ومجال أبحاثه الرئيسي هو فيروس التهاب الكبد الوبائي سي وهو أستاذ علم الفيروسات بجامعة روكفلر.
تشارلز رايس هو زميل في الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم ، وعضو في الأكاديمية الوطنية للعلوم ، وكان رئيسًا للجمعية الأمريكية لعلم الفيروسات من 2002 إلى 2003 ، أثناء وجوده في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ، شارك في البحث عن جينوم فيروس Sindbis وتأسيس فيروسات flavivirus كعائلة فيروسات خاصة بها، و تم استخدام سلالة فيروس الحمى الصفراء التي استخدمها لهذا العمل في النهاية لتطوير لقاح الحمى الصفراء قاده ذلك إلى عمله في مجال فيروس التهاب الكبد C المرتبط به والذى أهله الآن للحصول على جائزة نوبل لإكتشاف هذا الفيروس بالمشاركه مع عدد من العلماء الآخرين.
