يصل كوكب المريخ مساء اليوم الثلاثاء، إلى أقرب مسافة من كوكبنا وسيظهر بعرض 22.6 ثانية قوسية (أصغر قليلا من عام 2018 )، حيث يبعد 62.07 مليون كيلومتراً قبل أسبوع من حدوث التقابل، ولن يقترب لمثل هذه المسافة مرة أخرى لمدة 15 عامًا قادمة أو حتى سبتمبر 2035.
وبحسب الجمعية الفلكية بجدة، فإن المريخ كان فى اقترابه التاريخى عام 2003 في أقرب مسافة منذ حوالى 60 ألف عام، وهو الآن أبعد قليلاً عن الأرض مما كان عليه فى ذلك الوقت، ففى 27 أغسطس 2003، كان المريخ على مسافة 55.76 مليون كيلومتر، وسوف يتكرر بشكل أفضل فى 28 أغسطس 2287، عندما سيكون الكوكب الأحمر على مسافة 55.69 مليون كيلومتر.
ويمكن ملاحظة أن وصول المريخ إلى أقرب مسافة والتقابل لا يحدثان فى نفس التوقيت، ويرجع السبب إلى أن الكوكبين يدوران حول الشمس في مدارات اهليجية وليست تامة الاستدارة وليسا على نفس المستوى بالضبط، حيث يكون الفاصل الزمني بين تقابل المريخ وأقل مسافة مع الأرض 8,5 يومًا (عام 1969)، أو أقل من 10 دقائق (عامى 2208 و 2232).
ويستغرق كوكب المريخ 687 يومًا للدوران حول الشمس والمرور بتغيراته الموسمية، حيث يمر باعتدالين وانقلابين، ويحدث اعتدال المريخ عندما تبدو الشمس تعبر خط الاستواء السماوى للمريخ، بينما الانقلابات تمثل اللحظة التى تكون فيها الشمس فى أقصى موقع لها فى أقصى الشمال أو الجنوب فى سماء المريخ.
ويعتبر المريخ الكوكب الوحيد الذى يمكن رؤية تفاصيل سطحه من الأرض، أما عطارد فهو صغير جداً، في حين أن الكواكب الأخرى مغطاة بالغيوم، لذلك فهو حدث مثالى للجميع حيث سيكون المريخ مرئياً بشكل واضح ومميز طوال الليل ويسهل تحديده في قبة السماء.
ويمكن رصد المريخ مساء الثلاثاء بسهولة بالعين المجردة حيث سيبدو كنقطة ضوئية مشتعلة بلون برتقالي باتجاه الأفق الشرقي بداية الليل، وفي الافق الغربي الغرب قبل الفجر وعند استخدام المنظار الثنائي سوف يظهر كنقطة ضوئية بدون معالم واضحة تماماً وكأنك تنظر اليه بالعين المجردة، لذلك فان المناظير لا تصلح لرصد المريخ .
ولرؤية قرص المريخ يحتاج الراصد لاستخدام تلسكوب مقاس 8 بوصة واكبر ويفضل استخدام مرشحات لونية لتحسين الرصد، فهناك مجموعة كبيرة من الفلاتر اللونية المناسبة، حيث سيعزز الفلتر الأخضر او الأزرق القبعات القطبية، ويعمل الفلتر الأحمر أو البرتقالي على تحسين التفاصيل الداكنة، إلى جانب استخدام عدسة تكبير (بارلو) التي تربط بالعدسة العينية للتلسكوب لتحسين الرؤية .
ويمكن رؤية النصف الجنوبي للمريخ يميل نحو الأرض، وتشاهد مناطق مظلمة ومناطق فاتحة على قرص الكوكب بسبب الاختلافات في عكس الضوء، حيث تمثل المناطق الفاتحة الصحاري في حين أن المناطق الأكثر قتامة الصخور.
بالإضافة إلى ذلك، تتألق القبة القطبية الجنوبية للكوكب بشكل لامع، ولكن نظرًا لأنها في فصل الصيف الجنوبي، فإن هذه القبة سوف تتقلص إلى جزء صغير من حجمها الكامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة