كنا دائماً نشعر بالغيرة من الدول الكبرى والمتقدمة بسبب عملهم الدائم وفق رؤيتهم المستقبلية، وتحركهم تبعاً لخطط قصيرة وطويلة الأجل، فالمتعارف عليه أن التخطيط المستقبلى هو اللبنة الأولى فى بنيان التطور والتقدم والحداثة فى كافة فروع الحياة، كنا فى السابق نطمح أن نرى بلادنا تسير وفق هذا المنهج العلمى.
وجاء اليوم الذى تحقق فيه طموحنا، ورأينا الدولة المصرية وهى تسير بخطى ثابتة وراسخة وفق مخطط طموح، يشمل كافة مناحى الحياة سواء الاقتصادية أو التعليمية أو الصحية أو الاجتماعية أو الرياضية.
ومن يشاهد بعينيه وتيرة العمل والبناء والإنشاءات فى جميع قطاعات الدولة منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى المسئولية، يدرك تماماً أن الدولة تعمل بجدية على تنفيذ خططها الرامية لبناء مصر الحديثة المتقدمة المتطورة.
وجاء حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاح جامعة الملك سلمان بشرم الشيخ ليرسخ هذا المفهوم، ويعبر عن رؤية الدولة المصرية المستقبلية لخطط التطوير الشاملة ومنها تطوير التعليم الجامعى المهم للغاية، لأن الجامعات لها دور كبير فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والإدارية والعلمية وتنمية الوعى والمهارات فى كافة المجالات مما يعود بالنفع على المجتمع، حيث كشف الرئيس عن جانب من هذا المخطط، حينما أكد أن الدولة تنوى الوصول بعدد الجامعات المصرية إلى 125 جامعة فى عام 2030، لتتناسب مع المعدل العالمى جامعة لكل مليون شخص، وقال الرئيس "كل مليون فرد يحتاج إلى جامعة، بغض النظر عن التصنيف أهلية أو خاصة أو حكومية طبقا للمعايير الموضوعة فى تقديم جودة تعليمية مميزة، وتسعى الدولة المصرية إلى تحسين جودة التعليم وأن يكون لدينا تعليم يناسب آمالنا وأحلامنا فى مصر والجامعات التى نسعى إلى إقامتها ليست مجرد خرسانات ولكن نعمل على إنشاء جامعات مصرية بمختلف المحافظات بمواصفات ومعايير عالمية حتى تحقق الهدف ومستوى التعليم يكون متقدما وحتى يجد الشباب فرص عمل حقيقية بعد التخرج".
الرئيس عبد الفتاح السيسى يدرك أن تطوير وزيادة رقعة التعليم الجامعي، وبناء العديد من الجامعات لتتسع لكافة التخصصات الحديثة، هو رأس الحربة فى تنفيذ خطط الدولة لبناء مصر الحديثة، ولذلك كان دائماً يهتم ويشدد على ضرورة الارتقاء بمنظومة التعليم الجامعى، والتوسع فى إنشاء الجامعات فى المحافظات، بما يسهم فى تخريج طاقات بشرية مؤهلة لتنفيذ خطط الدولة للتنمية المستدامة وإثراء البحث العلمى وزيادة فرص هؤلاء الخريجين فى الحصول على فرص عمل على المستوى المحلى والإقليمى والدولي.
إن الوصول بالجامعات المصرية إلى عدد 125 جامعة فى 2030 حلم كبير، لأن زيادة مؤسسات التعليم العالى، وبصفتها مؤسسات منتجة للمعرفة والعلوم فى كافة التخصصات، سيكون له مردود إيجابى على تكوين قاعدة علمية وبحثية كبيرة تساهم فى تطوير كافة المجالات والتخصصات، كما ستتيح لصانع القرار المعلومات والحلول المناسبة للاستعانة بها فى وضع الخطط الاستراتيجية و المستقبلية، كما أن زيادة عدد الجامعات سيوفر على الطالب المصرى مشقة السفر وتكبد التكاليف الباهظة للالتحاق بجامعات فى الخارج، وأيضا يوفر على الدولة العملة الصعبة التى يدفعها آلاف الطلاب المصريين الذين يدرسون فى جامعات الخارج، فضلا عن وجود هذا العدد من الجامعات فى مصر سيجعلها مركزا وبؤرة تعليمية على مستوى الإقليم وسيأتى إليها طلاب العلم، وهو ما سيشكل رافداً مهماً للعملة الصعبة.
لقد تحقق الكثير من أحلامنا خلال السنوات الست الماضية، حيث عادت مصر لتألقها وبريقها الإقليمى والدولى، وشهدنا طفرات اقتصادية وتنموية اشادت بها مؤسسات مالية عالمية، وتوالت الإنشاءات فى كافة المجالات، ولذلك انتابتنا سعادة غامرة عندما رأينا كيف تخطط الدولة المصرية لنصل بعدد الجامعات إلى المعايير والمقاييس العالمية للتعليم الجامعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة