منذ نحو 28 عامًا وتحديد في عام 1992 أنشأت وزارة الموارد المائية والرى، مركز التنبؤ بالفيضان والأمطار بهدف تقدير كميات المياه القادمة من أعالى النيل وذلك باستخدام أحدث تقنيات للتعامل مع صور الأقمار الاصطناعية، التى يتم تحديثها يوميًا مع استخدام النماذج الرياضية المتخصصة لقياس توقيتات، ومعدﻻت سقوط الأمطار بحوض النيل ومواعيد وصولها للبلاد وتحديد حجم الموارد المائية الواردة من أعالى النيل والمتمثّلة فى مياه الأمطار والسيول لإدارة المنظومة المائية على الوجه الأمثل ومساعدة متخذي القرار عند تشغيل السد العالى والخزانات الكبرى على طول مجرى النيل وكذلك توزيع المياه طبقا للفيضان الوارد واﻻحتياجات المائية للبلاد.
وتم عمل "وحدة الإنذار المبكر" بالسيول تعمل من خلال متابعة الظواهر المناخية وخاصة الأمطار باستخدام نظام الاستشعار عن بعد، وتهدف لمساعدة متخذي القرار لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المائية المتاحة لتلبية الاحتياجات المختلفة، واتخاذ الإجراءات والتدابير المصاحبة لسقوط الأمطار وحدوث السيول، بتشغيل نماذج التنبؤ بالطقس (Eta-MM5-WRF) على مصر وحوض نهر النيل وإصدار النشرات الفنية التي تصف حالة الطقس (خاصة الأمطار) على نهر النيل.
تؤكد الدكتورة إيمان سيد رئيس قطاع التخطيط والمشرف على مركز التنبؤ، أن المركز يحدد شدة وكمية الأمطار المتوقعة على البلاد بهدف اتخاذ إجراءات تخفيض مناسيب الترع والمصارف حتى ﻻ تحدث مشاكل لمستخدمي شبكة المجاري المائية باعتبار أن الوزارة مسئولة عن توفير كل الاحتياجات للبلاد من زراعة وشرب وصناعة وملاحة نهرية وليس من اختصاصات المركز إصدار بيان كامل بحالة الأرصاد الجوية لأنها اختصاص أصيل لهيئة الأرصاد الجوية حيث لا نذكر درجات حرارة ولا حالة البحر.
وتوضح سيد، أن البيانات التي تصدر عن المركز تمثل إشارات لمهندسى الإدارات لاستقبال مياه الأمطار وجمع البيانات ليتمكن مهندسى الوزارة بمحافظات الجمهورية من متابعة أعمالهم بشكل أكثر واقعية، علمًا بأنه يتم متابعة التحديث فى الخرائط والتحقيق والتدقيق بشكل يومى نظرًا للتغيرات السريعة فى العوامل المناخية، مشيرة إلى أهمية التعاون المثمر بين المركز والهيئة لصالح البلاد ومع ضرورة توفير بيانات محطات رصد الأمطار مجانا للجهات التنفيذية والبحثية حتى تستخدم فى دراسات الحماية المستقبلية من السيول، ويستند المركز فى تقاريره على قياس معدلات سقوط الأمطار وتنبؤات هيئات الأرصاد الدولية والإقليمية والعالمية.
وحول التناقضات فى التنبؤات لنفس الأيام أوضحت سيد أنها ليست تناقضات ولكنها تحديث لحالة الطقس فنماذج التنبؤ بالطقس تتعامل مع الغلاف الجوى بمجموعة من المعادلات الفيزيائية الصعبة التى تحكم حركة الهواء تندرج تحتها الحركة الديناميكية وتسمى الفيزياء النظرية. وهذه المعادلات شبيهة بمعادلات ديناميكا السوائل fluid dynamics وهى معدلات صعبة جدًا ومنها من يصعب وضع حل منتهى لها كما أن حالة الجو فى هذه الفترة سريع التغير. وعندما نأتى للنتائج سنجد أن النموذج يتم تشغيله يوميا ويبدأ مدة التنبؤ من يوم تشغيله الى مدة 5 أيام مقبلة ويعتمد النموذج اعتمادًا أساسيًا على حالة الجو الآن لذا فمن الوارد جدا أن تتغير نتائج التنبؤات تغيرات طفيفة لنفس الأيام المتنبأ بها أمس عن اليوم ولكن الأفضل هى النتائج الأقرب ليوم التنبؤ ولذا نؤكد على الثلاث الايام الأولى فى التنبؤ وتشغيل النماذج يوميا وتحديث التنبؤات اولا بأول لضمان نتائج أفضل أما عن تنبؤات الأمطار وكمياتها وشدتها فتعتبر من أصعب العمليات داخل نماذج التنبؤات العددية ومن الصعب مناقشتها مع غير المختصين .
ولفتت سيد إلى أن نماذج التنبؤ بالمناخ الذى يتم الاعتماد عليها بالمركز يتم تدقيقها أوﻻً بأول، كما تتفق مع المعايير العلمية العالمية بالإضافة إلى قاعدة المعلومات والبيانات المتوفرة لديه على مدار 150 عامًا وتتعلق بفيضان النيل، علاوة على مراجعة الخرائط بشكل يومى، وعلى مدار 24 ساعة نظرا لطبيعة التقلبات الجوية وصعوبة ثبات العناصر المناخية، وذلك بفريق من المتخصصين بالمركز في مجال الأرصاد الجوية حاصلين على دراسات عليا من جامعه القاهرة، ﻻفتة إلى أن المركز يتعاون مع مراكز المناخ العالمية بألمانيا وإنجلترا والوﻻيات المتحدة الأمريكية.
وأكدت أن المركز يقوم بإصدار نشرات أمطار تفصيلية لبعض دول حوض النيل مرتين أسبوعيًا، وتحميل بيانات المحطات الأرضية (Synoptic Stations) وإدخال البيانات الهيدرولوجية اللازمة لتشغيل نموذج التنبؤ والمحاكاة لفيضان نهر النيل، والمتابعة الدورية لحالة الفيضان وإصدار النشرات وتحليل المعلومات الخاصة بالأمطار والفيضان، وإعداد سيناريوهات تشغيل السد العالى.