وسط موجة فيروس كورونا الثانية، يجتاح الرعب أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية، مع تصاعد متوالٍ فى الإصابات والوفيات، اقتربت أرقام الإصابات من 52 مليونا، والوفيات 1.3 مليون، فيما تعافى 33 مليون بعد الإصابة، وترتفع أعداد الإصابات بشكل كبير، ما يثير القلق والرعب.
عادت، من جديد، أنباء لقاح مضاد للفيروس، وهى أخبار متواصلة منذ الموجة الأولى، وبعد يوم واحد من إعلان شركة «فايزر» عن قرب طرح لقاح للفيروس، بالاشتراك مع شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية BioNTech بمعدل فعالية 90%، أعلن وزير الصحة الروسى ميخائيل موراشكو، عن إطلاق الإنتاج الصناعى للقاح «سبوتنيك V» المضاد لفيروس كورونا، وبدء توزيعه عبر الأقاليم الروسية، حسب موقع «روسيا اليوم»، وأكد وزير الصحة الروسى، أن اللقاح بعد المرحلة الثالثة، لتجاربه، حقق فاعلية بنسبة 92%.
فى الوقت ذاته، تخوض 4 لقاحات صينية تجارب المرحلة الثالثة، لتأكيد ضمان «السلامة والفاعلية» قبل الموافقة على الاستخدام، ووعدت الصين بتوصيل لقاحها ضد كورونا إلى بلدان فى مختلف أنحاء آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وبالفعل بدأت بعض الدول فى العالم تجريب اللقاح الصينى، فى انتظار النتائج الحاسمة.
وبينما يقترب عام 2020 من نهايته، ترتفع المنافسة بين الدول والشركات المختلفة حول السبق فى طرح لقاح فعال، وسط محاولات تشكيك متعددة، تأتى من الأطراف المتنافسة، فى سباق لا يخلو من ظلال المنافسات التجارية والسياسية بل والعلمية، حيث يستمر الغموض والأسئلة العلمية والطبية، حول الفيروس، ومدى فاعلية اللقاحات المختلفة، فقد واجهت الجهات العلمية والطبية أنباء اللقاح الروسى بالصمت، والأمر ذاته تقريبا مع اللقاح الصينى، بينما خفتت الأنباء حول لقاح أكسفورد البريطانى، لتنطلق أخبار لقاح فايزر، والذى حظى بحملة دعائية كبيرة، خاصة وقد تزامنت موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عليه، مع نهاية الانتخابات الأمريكية.
وهاجم الرئيس الأمريكى، المنتهية ولايته دونالد ترامب، هيئة الغذاء والدواء «FDA» واتهمها بالتواطؤ مع الديموقراطيين، وتعمد تأخير الموافقة، وقال: « إن البيروقراطية دمرت حياة الملايين»، إشارة ترامب تأتى ضمن صراع سياسى، هو الأكبر فى الولايات المتحدة، لكنه يعيد التذكير بأن السياسة والاقتصاد ليسا بعيدين عن أمور الطب والعلم، وهو ما ينعكس على مدى التفاعل مع أنباء اللقاح الروسى والصينى أوروبيا، والعكس.
وكل هذا، وما تزال آراء بعض الأطباء والعلماء المختصين بالفيروسات واللقاحات، تشير إلى أن اللقاحات الحاسمة ربما لا تكون متوافرة قبل منتصف العام المقبل 2021، وربما بعد ذلك، خاصة مع وجود مشكلات فيما يتعلق باختبارات الأعراض الجانبية للقاحات، مع ظهور بعض أنواع الحساسية لدى من يتلقون اللقاحات، فضلا عن بعض المشكلات المتعلقة بتخزين وحفظ اللقاحات، تحت درجات حرارة شديدة الانخفاض، ما يجعلها عرضة للتلف السريع.
يضاف لذلك، أن ظهور ظلال السياسة، والمنافسة التجارية، فيما يتعلق بسباقات إنتاج اللقاحات، دفع أعدادا من المواطنين لإعلان عدم تلقيهم للقاح، ما لم تثبت كفاءته بشكل تام، بل إن بعض استطلاعات الرأى كشفت عن نسبة معتبرة ترفض تلقى اللقاحات، بناء على آراء أصحاب نظريات تحذر من اللقاحات، وتحمل أنواعا من المخاوف.
وتستمر المنافسات بين أطراف متعددة، تسعى للحصول على السبق، وسط ترقب ورعب مستمريْن.