متابعة ما جرى في انتخابات مجلس النواب المقبل في الجولتين الأولى والثانية يمكن من خلاله رصد عدة ظواهر وملاحظات. الأولى ان الانتخابات بالنظام الفردى في كافة الدوائر مازالت تستحوذ على اهتمام الناخبين وشهدت منافسات ساخنة بما يعنى أن انتخابات القوائم مازالت تحتاج الى شرح وتفسير وتقديم وجوه معروفة تتمكن من جذب أكبر عدد من الناخبين لصناديق الانتخابات. ويبدو أن الموروث السياسى والاجتماعى هو المتحكم في سلوك الناخبين أمام صناديق الانتخابات وخارجها.
الملحوظة الثانية ان المرآة مازالت تجد صعوبة في الفوز بالمقاعد الفردية ومن هنا فيمكن القول ان القائمة المطلقة حفظت للمرآة نسبة التمثيل السياسى داخل البرلمان -25 % - إضافة الى التمثيل العادل لكافة فئات المجتمع على الرغم من معارض البعض بان القائمة المطلقة تهدر حوالي 49% من الأصوات.
الملحوظة الثالثة ان الدولة بكافة أجهزتها اثبتت كفاءة عالية واحترافية في إدارة العملية الانتخابية حتى في أسوا الظروف السياسية والأمنية كما حدث في الاستحقاقات السابقة أو الظروف الصحية كما في الاستحقاق الحالي في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد...لم يعد هناك ذلك التزوير المكشوف داخل اللجان بعد أن أصبح الاشراف التام للقضاء مع وجود هيئة مشرفة مستقلة على الانتخابات والالتزام بالمعايير العالمية في التصويت وتوفير الصناديق الشفافة واقتصر دور الأمن على تأمين اللجان واتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لتأمين العملية الانتخابية دون التأثير على نزاهتها وشفافيتها.
الملحوظة الرابعة وهى ما يحدث خارج اللجان والتأثير على إرادة الناخبين. وما ردده البعض عن وجود تأثير للمال السياسي في الانتخابات الحالية وخاصة في الانتخابات الفردية وهو ما يعنى ان مازال لدى البعض موروثات راسخة بتوظيف الحصانة بعد الفوز بالانتخابات لتحقيق المصلحة الشخصية وتعويض خسائر المنافسة وهو ما يتطلب دور كبير لأجهزة الرقابة بالدولة على سلوك النواب في البرلمان القادم بالتنسيق والتعاون مع إدارة المجلس الذى عليه ان يوضح ويعلن ان شرف الحصول على عضوية المجلس هو لخدمة الشعب تطوعا وليس لمصالح شخصية أو استغلال الحصانة وانه لن يتوانى في الكشف عن المخالفات التي قد يرتكبها عدد من النواب الذين توهموا وظنوا ان الحصانة هي الباب الملكى للثراء.
الملحوظة الخامسة التوقعات بزيادة نسبة الاقبال في الجولة الثانية ربما لارتباطها بمحافظات الوجه البحرى وارتفاع نسبة التعليم بها وتقارب العائلات ولذلك زاد عدد المرشحين في الجولة الحالية عن السابقة ..فعلى سبيل المثال في دائرة واحدة ضمت دسوق وفوة ومطوبس تنافس 48 مرشحا على 3 مقاعد.
السادسة انها هذه الانتخابات وخاصة الجولة الحالية شهدت مفاجات مدوية بخروج شخصيات مشهورة ومعروفة من السباق مبكرا وكان ابرز الخاسرين شخصيات معروفة مثل مرتضى منصور وعبد الرحيم على واحمد مرتضى منصور وصلاح حسب الله علاوة على عدد كبير لم يترشح.. والتوقعات أن يشهد مجلس النواب المقبل تغيير بنسبة تتجاوز ال60% في الوجوه وهو ما قد نحسبه مؤشرا مهما لصالح جموع الجماهير الناخبة التي اختارت بارادتها هؤلاء المرشحين ورفعت الكارت الأحمر في وجوه الاخرين بما يعنى اننا أمام برلمان مختلف نسبة الشباب فيه كبيرة ونسبة المرآة أيضا .والكل في انتظار ما هو الجديد في البرلمان المقبل ولمدة 4 سنوات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة