لم يكن سفيرا عاديا أو دبلوماسيا تقليديا، إنما هو واحد من أهم الدبلوماسين المنتمين لواحدة من أعرق المدارس الدبلوماسية فى العالم، مدرسة الأمير سعود الفيصل -طيب الله ثراه- هو السفير أسامة نقلى (أبو عبد العزيز) سفير خادم الحرمين الشريفين فى مصر ومندوب المملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية، فهو دبلوماسى واسع الثقافة يجيد أدبيات اللغة العربية إجادة تامة، ويتمتع بحس إعلامى عالى كونه كان مديرًا لمكتب وزير الخارجية السعودى للشؤون الإعلامية، والذى بقى فيه لأكثر من 20 عامًا.
الحديث عن السفير أسامة نقلى لا ينصفه مقال أو اثنين أو أكثر، لكن ما أود إيضاحه هنا، أن هذا الرجل دبلوماسى من طراز رفيع، تتمتع وأنت تتعامل معه وتستفيد من كل كلمه يتفوه بها، وحديثه قادر على توسيع مدارك العقل ووضع الأمور فى نصابها الصحيح. وهذا ليس غريبا على "أبو عبد العزيز" كونه أحد تلامذة الأمير الراحل سعود الفيصل، هذا الرجل الذى شهد له القاصى والدانى بحنكته وبراعة مدرسته الدبلوماسية، التى جعلت منه محط أنظار رجال السياسية والدبلوماسية فى كل دول العالم، وأجبر قادة كثيرين على الوقوف له احتراما وإجلالا.
عمل السفير أسامة نقلى على استكمال مسيرة توطيد العلاقات السعودية المصرية بعد أن حظى بثقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولى عهده الأمير محمد بن سلمان، فى السابع عشر من أبريل 2018 بتعيينه سفيراً للمقام السامى بجمهورية مصر العربية، ومندوباً دائما للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية. وكان أول تصريح للسفير نقلى بعد هذا التشريف الملكى أن "مصر دولة عربية شقيقة، وذات موروث حضارى وثقافى كبير، وثقل إقليمى ودولى، كما أن العلاقات بين المملكة ومصر تحظى بزخم كبير على المستويين الحكومي والشعبي في آن واحد.. وتعييني سفيرا لخادم الحرمين الشريفين في جمهورية مصر العربية الشقيقة، ما هو ألا تشريف وتكليف ومسؤولية تتطلب مضاعفة الجهود للحفاظ على ما وصلت إليه هذه العلاقة، والدفع بها نحو مزيد من التطور في خدمة المصالح المشتركة، وتعزيز الأواصر والروابط القائمة بين البلدين الشقيقين".
وللحق أقول، أن القسم الإعلامى بسفارة خادم الحرمين الشريفين فى مصر، شهد تطورا متميزا بعد تولى (أبو عبد العزيز) رئاسة البعثة الدبلوماسية السعودية بالقاهرة، حيث يعمل القسم على مدار اليوم وكل يوم بإرسال قدر كبير ومادة دسمة من الموضوعات الصحفية والبيانات والأخبار التى تخص المملكة وتهم قطاع عريض من الصحفيين واللذين بدورهم ينقلون هذه المواد للشعب المصرى ما يسهم بشكل كبير فى توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين.
لم تكن الحنكة التى يتحدث بها السفير أسامة نقلى فى مناسبات مختلفة سواء فى كلماته العلنية أو تغريداته على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة من فراغ، فهو رجل نجدى (الموطن الأصلى لآل سعود) والمعروفة بتاريخها العريق، وانضم للعمل في وزارة الخارجية ملحقاً دبلوماسياً عام 1981م، وتمرس في مختلف مجالات العمل الدبلوماسي من خلال عمله في كل من وكالات الوزارة للعلاقات الاقتصادية الدولیة، السياسية، المنظمات الدولیة، القنصلیة. وذلك قبل أن ينضم إلى مكتب الوزير للشئون الإعلامية عام 1406هـ / 1986م. انتقل بعدها إلى سفارة المملكة في واشنطن في عام 1408 هـ / 1988م، نائباً لمدير المكتب الإعلامي بالسفارة، ثم مديراً للمكتب الإعلامي.
وبعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1997م، تم تعيينه مديراً لمكتب وزير الخارجية للشئون الإعلامية حتى العام 2018، حيث تم تعيينه أول وكيل لوزارة الخارجية للشئون الدبلوماسية العامة بعد إنشائها.
خلال عمله في وزارة الخارجية، شارك السفير أسامة نقلي في العديد من الوفود الرسمية لوزیر الخارجیة في الاجتماعات على المستویات الثنائیة والمتعددة لمجلس التعاون لدول الخلیج العربیة، والجامعة العربیة، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة، وحركة عدم الانحیاز، واجتماعات الاتحاد الأوروبي، والاجتماعات الإقليمية والدولية منذ العام 1401هـ.
كما شارك عضواً فى الوفد المرافق لوزیر الخارجیة فى الزیارات الرسمیة لخادم الحرمین الشریفین وسمو ولي العھد على المستویات الثنائیة، وفي القمم الإسلامیة والخلیجیة والعربیة، وفى الاجتماعات عالیة المستوى للجمعیة العامة للأمم المتحدة.
كل هذه المناصب الدبلوماسية التى تدرج فيها السفير أسامة نقلى تحت قيادة الراحل الأمير سعود الفيصل، جعلت منه شخصية تخطف القلب والعقل بحديثه المتوازن عن قضايا المنطقة، كما أن عمله عن قرب من المجال الإعلامى جعل منه سفيرا استثنائيا يجيد فنون الدبلوماسية والعمل الإعلامى بشكل جيد ما يؤهله للوصول إلى أرفع المناصب فى الدولة السعودية الشقيقة التى نكن لها ولقادتها وشعبها كل الاحترام والتقدير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة