شهدت منطقة تيجراى شمال اثيوبيا تصاعد في الصراع العنيف الدائر بين القوات الحكومية وقوات تحرير تيجراى مما أسفر عن وقوع قتلى وأجبرت الظروف ونقص الخدمات الآلاف على الهروب من منازلهم للمناطق الحدودية بالإضافة الى عمليات قصف جوى تحدثت عنها تقارير أممية، ميشيل باشيليت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان أفادت ورود تقارير عن وقوع أعمال قتل جماعي في بلدة ماي - كادرا بإقليم تيجراي ، وأعربت مفوضة الأمم المتحدة عن القلق المتنامي من التدهور السريع للوضع في الإقليم.
وحذرت المفوضة السامية من أن استمرار القوات الإقليمية في تيجراي والقوات الحكومية الإثيوبية على المسار الحالي، يهدد بخروج الوضع عن نطاق السيطرة بما سيسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا والدمار والنزوح الجماعي داخل إثيوبيا وعبر الحدود.
وشددت باشيليت على ضرورة أن تتمثل الأولوية الأولى الآن في وقف القتال ومنع وقوع أي مذابح أخرى، وقالت المسؤولة الأممية إن قطع الاتصالات مع تيجراي يُـصعـّب توثيق حجم الدمار، مضيفة أنها تلقت تقارير من مصادر مختلفة تشير إلى تكثيف القصف الجوي من قبل القوات الحكومية وحدوث قتال بري عنيف بين القوات المتقاتلة.
ودعت المفوضة الأممية إلى إجراء تحقيق شامل في هذه التقارير لافته الى انه إذا ثبت ارتكاب هذه الأعمال عمدا من قبل طرف في القتال الدائر الآن، فإن أعمال قتل المدنيين هذه ستكون بالطبع جرائم حرب ويتعين إجراء تحقيق مستقل حولها وضمان المساءلة الكاملة بشأنها.
وأبدت مفوضة حقوق الإنسان القلق البالغ بشأن التقارير حول قطع إمدادات المياه والكهرباء الأساسية، بالإضافة إلى وسائل التواصل والعبور عبر البر أو الجو. وذكرت أن ذلك يخلف آثارا كبيرة على السكان المدنيين بالإضافة إلى مخاطر القتل والإصابات نتيجة القتال.
وكررت مفوضة حقوق الإنسان نداءها، للطرفين لبدء المحادثات للوقف الفوري للأعمال العدائية، وحثت الجانبين بشدة على إدراك حقيقة عدم وجود منتصر في مثل هذا الوضع، والبدء في حوار حقيقي لحل خلافاتهما بدون تأخير.
وقالت إن الصراع الداخلي طويل الأمد سيخلف آثارا مدمرة على تيجراي وإثيوبيا ككل، وسيدمر سنوات طويلة من التقدم على مسار التنمية، ويمكن أن يمتد بكل سهولة عبر الحدود ليزعزع استقرار المنطقة.
ومن جانبه اعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة عن قلق المنظمة بشأن تعطل وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني شخص في تيجراي وعدم القدرة على تقييم الاحتياجات الإضافية التي يُرجح أنها ستزداد بسبب القتال في المنطقة.
ولفت دوجاريك إلى أن العاملين في المجال الإنساني يشعرون بالقلق المتزايد إزاء الوضع المتعلق بحماية المدنيين في تيجراي، مضيفا أن التقارير تشير إلى أن المدنيين يتنقلون داخل الإقليم وكذلك إلى إقليم أمهارا المجاور بحثا عن الحماية، ولكنه أشار إلى عدم توفر تفاصيل لدى الأمم المتحدة عن ذلك.
كما أبدى المتحدث القلق بشأن العدد الكبير من طالبي اللجوء الإثيوبيين الذين عبروا الحدود إلى السودان فرارا من الأعمال القتالية أو خوفا من تعرضهم للهجمات.
وقال ستيفان دوجاريك إن الغذاء والمواد الصحية والإمدادات الأخرى موجودة في المخازن بانتظار تحميلها للتوصيل الفوري إلى تيجراي.
وأضاف أن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في إثيوبيا كاثرين سوزي تتواصل مع الحكومة الإثيوبية وآخرين لتيسير الوصول الإنساني الفوري بدون عوائق، وجددت الأمم المتحدة وشركاؤها الدعوة لتأمين الوصول إلى المحتاجين للمساعدة ولإجراء تقييم للاحتياجات، وإقامة ممر آمن للمدنيين الباحثين عن السلامة والمساعدة، وضمان أمن جميع عمال الإغاثة.
ودعا المتحدث باسم الأمم المتحدة السلطات الوطنية والإقليمية في إثيوبيا إلى السماح بالوصول الإنساني للمحتاجين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مؤكدا التزام الأمم المتحدة بالبقاء في المنطقة وتوصيل المساعدات الإنسانية.
وقالت بابار بالوش المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن الاشتباكات في إثيوبيا دفعت أكثر من 14 ألف و500 شخص إلى الفرار إلى السودان المجاور خلال أيام قليله .
وذكرت بالوش إن أكثر من 4000 عبروا الحدود في غضون 24 ساعة، مضيفة: ثمة مخاوف بشأن نزوح جماعي لآلاف اللاجئين الإريتريين في مخيمات إثيوبيا.