لأول مرة تدريبات عسكرية ضخمة تعكس قوة مصر الإقليمية.. "نسور النيل 1" مع السودان تتضمن قيام مقاتلات متعددة المهام بتنفيذ عدد من الطلعات الهجومية.. وتدريب برمائى مع بريطانيا.. وتدريبات عابرة مع فرنسا والبحرين

أجرت القوات المسلحة المصرية عدة أنشطة تدريبية في عدة اتجاهات استراتيجية في وقت واحد، خلال شهر نوفمبر، فى إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة، حيث شاركت أفرع القوات المسلحة الرئيسية والعديد من الأسلحة في المناورات، ما يبرز الدور الإقليمي لمصر وأهمية التدريبات في صقل الخبرات والعمل على تطوير كفاءة القوات، وأظهر التدريبات مدى قدرة الوحدات المشتركة على اتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية والتنفيذ المتميز للتدريبات مما يعكس مدى التناغم والكفاءة القتالية العالية التى يتمتع بها كافة العناصر المشاركة فى التدريب، ما يعكس الدور المتنامى لمصر إقليميا وعربيا وفى منطقة الشرق الأوسط، فيما أجرى وزير الدفاع خلال شهر نوفمبر زيارة رسمية للبرتغال، بحث فيها علاقات التعاون على الصعيد العسكرى وسبل دعمها بما يحقق صالح البلدين.

وزير الدفاع خلال زيارته الرسمية للبرتغال

وشاركت مصر مع السودان في التدريب الجوى المصرى السودانى "نسور النيل 1"، ووصلت إلى قاعدة "مروى" الجوية بجمهورية السودان الشقيقة وحدات من القوات الجوية وعناصر من قوات الصاعقة المصرية للمشاركة فى تنفيذ التدريب الجوى المصرى السودانى المشترك "نسور النيل – 1"، والذى يتم لأول مرة بين البلدين الشقيقين ويستمر حتى السادس والعشرين من شهر نوفمبر الجارى، ويأتى فى إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة.

تدريبات مشتركة 

وشهد التدريب تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات من بينها تخطيط وإدارة أعمال قتال مشتركة بين القوات الجوية المصرية والسودانية، وقيام المقاتلات متعددة المهام من الجانبين بالتدريب على تنفيذ عدد من الطلعات الجوية الهجومية والدفاعية على الأهداف موضوع التدريب، وتدريب قوات الصاعقة على أعمال البحث والإنقاذ القتالى.

ويأتى التدريب فى إطار دعم علاقات التعاون العسكرى المشترك بين القوات المسلحة لكلا البلدين، وتعزيز القدرة على إدارة أعمال جوية مشتركة باستخدام أسلحة الجو المختلفة.

وفيما يخص التعاون مع الجانب السودانى خلال الفترة الماضية، فقد التقى الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة وفدا من الجانب السودانى الشقيق، وأسفرت المباحثات عن إعداد إطار توافقى تناول سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين مصر والسودان والعمل المشترك فى مجالات التأهيل والتدريب وتبادل الخبرات وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والتأمين الفنى والصناعات العسكرية .

الفريق محمد فريد خلال زيارته للسودان

 وأكد وزير الدفاع السودانى على عمق العلاقات التى تربط بين مصر والسودان وتطابق وجهات النظر تجاه التحديات الأمنية التى تواجهها المنطقة، كما أشار رئيس هيئة الأركان  للقوات المسلحة السودانية إلى أن ما جرى الإتفاق عليه خلال الاجتماعات يعتبر نقلة حقيقية  فى مسيرة تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين .

‫في سياق متصل، أجرى الفريق الركن عبد الخير عبد الله ناصر، قائد قوات الدفاع الجوى السودانى، يرافقه وفد عسكرى رفيع المستوى زيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية استغرقت عدة أيام، التقى خلالها الفريق على فهمى، قائد قوات الدفاع الجوى وتناول اللقاء سبل دعم آفاق التعاون العسكرى بين قوات الدفاع الجوى لكلا الجانبين وتبادل الرؤى حول أحدث المستجدات العسكرية فى مجال الدفاع الجوى.

وتضمنت الزيارة حضور قائد قوات الدفاع الجوى السودانى يرافقه قائد قوات الدفاع الجوى المصرى، تنفيذ عدد  من الرمايات للمدفعية المضادة للطائرات التى نفذتها وحدات دفاع جوى الجيش الثانى الميدانى بالذخيرة الحية، كما شاهد بيان لرماية وحدات فرعية الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات بأحد مراكز التدريب المتطورة لقوات الدفاع الجوى، والتى تعد من أرقى وسائل التدريب التى تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على تنفيذها دورياً خلال معسكرات التدريب، وعكست الأنشطة التدريبية مدى الاحترافية التى وصل إليها مقاتلو الدفاع الجوى فى إصابتهم للأهداف بدقة وكفاءة عالية .

كما شملت الزيارة تفقد عدد من المنشآت التعليمية لقوات الدفاع الجوى شاهد خلالها قائد قوات الدفاع الجوى السودانى مراحل سير العملية التعليمية التى تتم بأحدث الأنظمة التكنولوجية والعلمية الحديثة لإعداد فرد مقاتل قادر على تنفيذ كافة المهام التى توكل إليه بالشكل الأمثل، فضلاً عن تفقده عدد من المنشآت الفنية والإدارية لقوات الدفاع الجوى التى روعى فى تصميمها أن تنفذ على أحدث الطرازات العالمية بأعلى المواصفات الفنية القياسية التى ترتقى بالحالة المعيشية والإدارية لمقاتلى الدفاع الجوى، وتوفر أفضل مناخ للحفاظ على أقصى درجات الكفاءة الفنية والقتالية للأسلحة والمعدات .

وعلى الجانب الآخر جرت فعاليات التدريب البرمائى المشترك المصرى البريطانى (T-1) وذلك بمشاركة حاملة المروحيات المصرية "أنور السادات" من طراز الميسترال ومجموعتها القتالية، والفرقاطة "شرم الشيخ" طراز بيرى، ولنش الصواريخ "على جاد" من طراز سليمان عزت، وسفينة الإبرار ALBION" HMS" البريطانية ومجموعاتها القتالية المصاحبة، وعدد من الفرقاطات واللنشات.

وتضمن التدريب العديد من الأنشطة التدريبية المختلفة ذات الطابع الاحترافى، منها التدريب على تنفيذ تشكيلات الإبحار المختلفة، والتى أظهرت مدى قدرة الوحدات المشتركة على اتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية وكذا تنفيذ تدريباً متميزاً لتبادل وسائط الإبرار البحرى بين الجانبين عكس مدى التناغم والكفاءة القتالية العالية التى يتمتع بها كافة العناصر المشاركة فى التدريب .

كما اشتمل التدريب أيضًا على تنفيذ تدريب لحماية السفن التى تحمل شحنات هامة وتأمينها مع التدريب على عمليات الاعتراض البحرى طبقاً للمواثيق والقوانين الدولية، وكذا تنفيذ تدريباً للدفاع الجوى لمواجهة التهديدات الجوية وتأمين الوحدات البحرية فى نطاق عملها.

وشهدت المرحلة الختامية للتدريب تنفيذ عملية برمائية ناجحة لإبرار مجموعات من القوات المحمولة بحراً أو المحملة على وسائط الإبرار والقوات الخاصة البحرية  وتأمينها حتى وصولها للساحل وتنفيذ عملية إقتحام ناجحة للشاطئ تمهيداً لإبرار القوة الرئيسية .

 هذا فيما نفذت القوات البحرية المصرية والفرنسية تدريبًا بحريًا عابرًا بنطاق الأسطول الشمالى بالبحر المتوسط وذلك باشتراك الفرقاطة المصرية (طابا) والفرقاطة الفرنسية JEAN BART)).

وتضمن التدريب العديد من الأنشطة التدريبية المختلفة منها التدريب على تنفيذ تشكيلات الإبحار المختلفة والتى أظهرت مدى قدرة الوحدات البحرية المشتركة على اتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية وكذا التدريب على تقييم التهديدات السطحية والجوية وتحت السطح وسيناريوهات التعامل معها، بالإضافة إلى التدريب على التعامل مع تهديدات جوية معينة متمثلة فى صد هجوم جوى نفذته مقاتلات (F-16) المصرية، عكس التدريب مدى ما يتمتع به الجانبان من خبرات قتالية عالية.

كما نفذت القوات البحرية المصـرية والبحرينية تدريباً بحرياً عابراً بنطاق الأسطول الشمالى بالبحر المتوسط وذلك باشتراك إحدى لنشات الصواريخ من طراز (سليمان عزت) مع سفينة للمملكة البحرينية، وذلك عقب انتهاء زيارة ناجحة للسفينة البحرينية لقاعدة الإسكندرية البحرية.