"قلب الريشات" تكوينات صخرية ساحرة تخفى الكنوز ويحرسها الجن فى أساطير موريتانيا

الإثنين، 16 نوفمبر 2020 07:00 ص
"قلب الريشات" تكوينات صخرية ساحرة تخفى الكنوز ويحرسها الجن فى أساطير موريتانيا قلب الريشات - موريتانيا
كتب إيهاب محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في ثلاثينيات القرن الـ20 كان عالم طبيعة أوروبي شاب يدعى تيودور مونو، يجوب منطقة آدرار في الشمال الموريتاني، مع مرافقين من سكان مدينة وادان التاريخية لاستكشاف الطبيعة هناك، ولم يكن الصحراويان يفهمان ما يبحث عنه الأجنبي غير أن أحدهما أخبره عن "قلب الريشات" ذي التكوين المختلف عن كل ما حوله.

قلب ريشات
قلب ريشات

 

وكان الاعتقاد السائد لدى الوادانيين - نسبة لمدينة وادان الموريتانية - أن تلك الدوائر الصخرية التي يحيط ببعضها ليست سوى مملكة للجن تخفي كنوزهم منذ عهد سليمان عليه السلام، وتحكي الأساطير أن ملك الجن نفسه يتجول ليلا على حصانه فيسمع وقع حوافره ولا يتمكن أحد من رؤيته، بحسب ما نقلته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية عن الصحفي بدر موسى مدير المحطة الإذاعية في ولاية آدرار شمال موريتانيا.

يبلغ قطر قلب الريشات 35 كيلومتر
يبلغ قطر قلب الريشات 35 كيلومتر

 

ويضيف موسى: "تروي الحكاية الشعبية أن رجالا شجعانا حاولوا الحصول على بعض الكنوز المخفية هناك، لكنهم اختفوا فلم يعثر لهم على أثر، واعتقد السكان أن الجن اختطفوهم فلم يجرؤ أحد على إعادة المحاولة"، عندما وصل عالم الطبيعة ومرافقاه إلى الموقع أصابه الذهول، حيث وجد نفسه وسط حفرة تحيط بها دوائر لا يدركها إلا باحث مهووس مثله، لا تشبه أي شئ سبقت له رؤيته، وأقام مونو أياما جمع خلالها بعض العينات من الصخور؛ وعند فحصها اعتقد أنه عثر على بركان جاثم منذ تسعين مليون سنة.

1-1391979

 

وعاد بعد ذلك على رأس مجموعة من الباحثين لدراسة الجيولوجيا الطبيعية لموريتانيا، وظل يتردد على الموقع رفقة الباحثين الجيولوجيين حتى وفاته في فرساي في 22 من نوفمبر عام 2000، وعلى الجانب الاخر، وفى مقابل الأسطورة المحلية حاول بعض الباحثين الغربيين ربط هذه الظاهرة الجيولوجية بمدينة أتلانتس التى وصفها أفلاطون بأنها جزيرة تحيط بها أبنية دائرية، بعضها من الطين والبعض الأخر من الماء، اعتقدوا أن ما تظهره صور عين الصحراء هو نفس ما وصفه أفلاطون.

عندما اكتشف تيودور مونو قلب الريشات اعتبره بركانا نائما منذ ملايين السنين، ثم جاء الجيولوجي الفرنسي آندري كايي سنة 1946، ليقدم الأطروحة القائلة بأن أصل الظاهرة جاء نتيجة سقوطٍ نيزك اصطدم بالأرض، وقد فند عالم الجيولوجيا الأميركي روبرت دييتز في العام 1969 هذه الأطروحة، مثبتًا أنه لا توجد أيّ مكوناتٍ جيولوجيّة مغايرة للمكونات السائدة والمعروفة في المحيط الجغرافي لعين مكان الظاهرة.

في العام 2008، قام الباحث الكندي غيوم ماتون من جامعة كبك الكندية، بدراسة معمقة لأكثر من 100 عينة صخرية، واستنتج أن الريشات عبارة عن قبة جيولوجية حصلت نتيجة انصهار عظيم تحت الارض وقع قبل 90 مليون سنة نتج عنه تشكل صخور نارية من كاربوناتايت، وكابرو وكيمبرلايت واتخذت شكل حفر دائرية على سطح الارض .

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة