نحو 25 نبيًا ذكروا في القرآن الكريم، وهناك مئات الأنبياء الآخرين الذين لم ترد أسماؤهم في الذكر الحكيم، وذلك حسبما جاء في النص القرآنى: "وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ"، ولعل تلك الآية الكريمة تفسر وجود بعض الحكماء والاتقياء الذين لم يذكروا في القرآن أو السنة أو الكتاب المقدس، والإصحاحات.
وفى الحضارات القديمة، كان هناك الكثير من الرجال الحكماء الذين يمكن وضعهم في مكانة الأنبياء، دعوا الناس إلى التوحيد وعبادة الله، وتركوا سيرة عظيمة لا يزال بعضها قائما إلى اليوم، ومنهم":
أنبياء سومريون
بحسب كتاب "أنبياء سومريون: كيف تحوّل عشرة ملوك سومريين إلى عشرة أنبياء توراتيين؟" للدكتور خزعل الماجدي، الباحث المتخصص في علوم وتاريخ الأديان والحضارات والأساطير، يعتمد الباحث على ثبت الملوك السومريين ليبرهن لنا أنّ الملوك العشرة السومريين الذين تحولوا إلى عشرة أنبياء توراتيين بفعل الرؤية التوراتية، وهؤلاء الملوك أو الآباء هم: «آدم، شيث، إنوش، قينان، مهلالئيل، يارد، أخنوخ (إدريس)، متوشالح، لامك، نوح» الذين ينتمون جميعهم إلى مرحلة ما قبل الطوفان.
يُعدّ النبى شيث أول من نطق بالحكمة، وأول من استخرج المعادن، ومن أبرز إنجازاته هو تنظيم الرى، وبناء السدود، أما الملك الثالث فهو إنوش الذى نزلت عليه الرؤية النبوية وأصبح نبيا، فيما تميز الملك قينان بالحكمة، ونالها مبكراً فى حياته، وقد علّم الناس، ونقل إليهم معارفه وعلومه، تنسب إلى الأب الخامس مهلالئيل تأسيس مدينتى بابل وسوسة، ومحاربته لجيش الشيطان، كما أنه أول منْ قطع الأشجار. لم تُسجل الوثائق شيئاً إلى الأب السادس يارد الذى يعنى اسمه حرفياً «سيفقد مكانته أو سيسقط» ولعله كان منشغلاً فى الحفاظ على عرشه. أما الأب السابع فهو أخنوخ أو النبى إدريس عند المسلمين، ويقابله فى التراث السومرى والرافدينى هرمس الذى علّم الناس نواميس الحضارة، واخترع الكتابة. لم يمت إدريس، بل صعد إلى السماء وتحوّل إلى رئيس للملائكة باسم ميتاترون.
أنبياء الفرس
أما فى فارس فيأتى ذكر لبعض الحكماء مثل زرداشت، وهو رجل دين فارسي، يعد مؤسس الديانة الزرادشتية، وقد عاش فى مناطق أذربيجان وكردستان وإيران الحالية، وظلت تعاليمه وديانته هى المنتشرة فى مناطق واسعة من وسط آسيا إلى موطنه الأصلى إيران حتى ظهور الإسلام.
وكذلك هناك مزدك، الذى ولد مزدك بن موبذان فى بلاد فارس واختلف فى عام ولادته فقيل 467 وقيل 487 م، وقادَ حَركةً اشتراكيّة مناهضة للزَّرادشتية السائدة فى عهده، فضلا عن النبى "مانى" الذى ظهر فى القرن الثالث الميلادى، وأسس للديانة المانيشية، نشأت هذه الديانة في الشرق الأوسط وانتشرت غربا حتى المحيط الأطلسي وشرقا حتى المحيط الهادي وظل هذا الدين منتشرا أكثر من ألف سنة كانت هذه الديانة خليطا من البوذية والمسيحية والزرادشتية لكن هذه الديانة أعلنت أنها تلقت وحيا بمعان أخرى لم تعرفها الديانات الأخرى.
العرب قبل الإسلام
من أنبياء العرب فى الجاهلية، حنظلة بن صفوان، وكان فى الفترة التى بين الميلاد وظهور الإسلام، وهو من أصحاب "الرس" الوارد ذكرهم فى القرآن، بعث لهدايتهم فكذبوه وقتلوه، واختلف الرواة فى "الرس" والأكثر أنها بئر، وفى رواية ابن حبيب أنها كانت فى بلدة حضور ( من أعمال زبيد باليمن) وفى خبر أورده الهمدانى أن جماعة قبل الإسلام عثروا بقبر حنظلة صاحب الرس ورأوا فى يده خاتما كتب عليه أن حنظلة رسول الله، ورأواه مكتوبا عند رأسه: "بعثنى الله إلى حمير والعرب من أهل اليمن فكذبونى وقتلونى"، حسبما جاء فى كتاب "الأعلام" لـ خير الدين الزركلي.
وكذلك خالد بن سنان الجوزى، جاء فى كتاب "المنتظم فى تاريخ الملوك والأمم 1-17 ج2" لابن الجوزى: "ظهرت نار بالبادية بين مكة والمدينة، وكانت طوائف من العرب يعبدونها، فقام رجل من عبس، يقال له خالد بن سنان العبسى، فأطفأها ورفع، وقال لأخوته: إنى ميت، فإذا مت فادفنونى فى موضعى هذا، فإذا حال الحول فارصدوا قبرى، وإذا رأيتهم عيرا أبتر مقطوع الذنب عند قبرى وابنشوا فبرى، فإنى أحدثكم بكل شىء هو كائن.
فمات ودفنوه، ثم رصدوا قبره عند الحول، فجاء العير قتلوه وأرادوا أن ينبشوه، فقال اخوته إن نبشناه كانت سبة علينا فى العرب فتركوه.
شرق آسيا