كلما قرأت فتوى "غريبة" فإننى لا أتهم المفتى ولا أقلل منه، لكننى عادة أفكر فى طبيعة طالب الفتوى، الذى راح يضيق الدنيا على نفسه، فيسأل فيما يهم وفيما لا يهم، فيما يفيد وفيما لا يفيد، يسأل والسلام.
فى ظنى أن هذا الإنسان ينطلق من مبدأ أن المنع هو الأصل وليست الإباحة، مع أن الفكر الإسلامي، يقوم على أساس أن "الإباحة" هى أصل الحياة، هذا الإنسان هو واحد من اثنين، إما أن لديه شعورا كبيرا بخشية الوقوع فى الخطأ، لذا يسعىى دائما إلى الابتعاد من هذا الخطأ، فيلجأ لحماية نفسه، لكنه يبالغ فى ذلك، فيسأل فى كل شيء.
والنوع الآخر، هو إنسان لديه رغبة عارمة أن يكون موجودا، فو يفعل أى شىء، فيتصل بدار الإفتاء ويسأل عن أشياء لا تعنيه حقا، وربما لا يأخذ بها، لكن رغبته فى الحديث، هى التى تقوده.
نتذكر جميعا أنه فى عام 2018 أصدرت دار الإفتاء بيانا تقول فيه، إنها تلقت خلال هذه السنة نحو مليون فتوى، تخيلوا مليون سؤال فى سنة واحدة، هذا يجعلنا نفكر: هل حقا لدينا مليون "مسألة" غير واضحة فى علاقتنا بالدين؟
نأتى إلى نقطة مهمة، هى أن الكثيرين وأنا منهم، نتعجب أن تشغل دار الإفتاء نفسها بالإجابة عن كل شىء حتى لو كان تافها، لكن بعد قليل من التفكير اكتشفت أن ذلك هو دورها، وأن إجابتها أفضل من تجاهلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة