اتخذت أزمة محمود كهربا لاعب الأهلى ومحمد فضل عضو اللجنة الخماسية منحنى آخر، وتصاعدت الأحداث سريعاً، تصريحات من هنا وأخرى من هناك، نبرات تهديد كل طرف للآخر، وما بين تصريحات المسئولين وخناقات الجماهير على السوشيال ميديا بين مؤيد ومعارض، يبقى السؤال مطروحاً حول أسباب اشتعال الأزمة، وهل كان يمكن تجاوزها باعتذار الطرفين وتوضيح الموقف، وهل تستحق كل هذه "الزوبعة" فى أجواء احتفالية سعيدة بعد انتهاء موسم شاق انتهى بالتتويج بلقب الدورى؟!.
لابد أن نتفق أولاً أن كهربا لاعب مشاغب ومثير للأزمات، وهو ما يعرضه لكثير من الانتقادات والعقوبات، وآخرها التى وقعت أحداثها فى مباراة السوبر المحلى الأخيرة بالإمارات، وما ترتب عليها من إيقافه لنهاية الموسم قبل تخفيف العقوبة لـ10 مباريات فقط، والتى ألقت بظلالها فى الواقعة الأخيرة وعدم مصافحته لفضل فى احتفالية الدرع، وأرجعها البعض لتأثره بالعقوبة القاسية التى تعرض لها بعد سوبر الإمارات ولعب فضل دوراً كبيراً فيها، وكان من الأولى تجاوز هذه المرحلة خاصة بعد مرور أكثر من 8 أشهر.
"أزمة ملهاش أى لازمة".. هذه العبارة تلخص واقعة كهربا وفضل، بعد اتفاق الجميع على أنها مجرد سوء فهم تعامل معه طرفاه بطريقة خاطئة، ولكن ربما يكون فضل هو المخطئ الأكبر، باعتباره الأكبر سناً، فضلاً عن منصبه كمسئول فى اللجنة الخماسية التى تدير اتحاد الكرة.
محمد فضل يستند على اختراق كهربا البروتوكولات الرسمية وعدم التزامه بالتواجد فى المنطقة المخصصة للاعبين قبل تسليم درع الدروى، لذا كان من الأولى تعامله بطريقة رسمية والتصرف كمسئول بدلاً من استخدام الأيدى لجذب أو دفع لاعب الأهلى أو تبادل الألفاظ، لأنه بذلك أبعد نفسه عن جميع الرسميات وتعامل بطريقة غلبت عليها الأهواء وسيطرت عليها الخلافات الشخصية، بعيداً عن المناصب، فما كان من لاعب الأهلى إلا التعامل بالمثل والدفاع عن نفسه تطبيقاً للمثل الشعبى "إذا رفعت الأيدى تساوت الرتب"، وهو ما أظهرته كاميرات التليفزيون فى مشهد لا يليق بحجم الاحتفالية، كما لا يليق بمبادئ النادى الأهلى التى تربى عليها أبناؤه.
محمد فضل لم يقف عن هذا الحد، والذى كان من الممكن تجاوزه بتصرف بسيط أو اعتذار الأطراف، وإنما قرر تصعيد الواقعة للجنة الانضباط، مطالباً بعقاب اللاعب، سواء بالغرامة أو الإيقاف أو كلاهما، وهو ما رفضه الأهلى وتمسك بحق لاعبه وقدم شكويين ضد عضو اللجنة الخماسية أمام نفس اللجنة، فى مشهد لا يليق باسم ومبادئ القلعة الحمراء على مدار تاريخها، في حين أن الأمور لم تستدع كل هذه الأزمات، ولا تليق بحجم الحدث وكان من الممكن تجاوزها بعقلانية وحكمة.
رسالتى لمسئولى اللجنة الخماسية والذين يستعدون لإنهاء مهمتهم قبل إجراء انتخابات اتحاد الكرة الفترة المقبلة، بغض النظر عن عقاب كهربا أم لا، حاولوا مساعدة المجلس القادم على النجاح والتفرغ لتطوير المنظومة بدلاً من إشغالهم فى معارك وخلافات ليس لهم دخل فيها، فى حين أن الأمور بسيطة ويمكن تجاوزها، فليس عيباً مراجعة المسئول والاعتراف بأخطائه، فالمسئول ليس دائماً على حق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة