أعتقد أن عيد الهالوين شىء جديد على الثقافة العربية، ربما له أصول أو غير ذلك فى الماضى وتراثه، لكن تخصيص يوم لمواجهة الرعب بأن نكون أكثر منه رعبا، هى ثقافة غربية يقولون إنها جاءت تطويرا لمهرجان قديم فى أيرلندا، فقد كان الناس هناك يظنون أنه فى ليلة ما سوف تنزل الأرواح الشريرة إلى الأرض، لذا وجب ارتداء أزياء مخيفة لساحرات وأشباح حتى يختلط الأمر على هذه الأرواح الشريرة فتضل الطريق ولا تصل إلينا، بل تشعر هي بالخوف والفزع.
وأعتقد أن عام 2020 لم يكن فى حاجة لأن نرتدى أى شىء مخيف لأن ملامحنا وحدها كافية لإثارة الفزع، وفى ظنى أن الأرواح الشريرة بجلالة قدرها كانت تخشى أن تنزل إلى الأرض فى هذه السنة "الغريبة" الحافلة بالأزمات والهموم والفقد، وغياب الطيبين والأحباب ما بين سفر وموت، كما أن الأرواح الشريرة فى العالم اكتفت هذه المرة بالمراقبة فقط، بعدما أطلت علينا من مخابئها ولم تجد فى نفسها رغبة فى "تخويف" أحد أو "أخذ روحه" أو "تلبس جسده" أو غير ذلك من الأفكار التى يمكن أن تخطر على بالنا بأى صورة من الصور، ورأت أنها لو فكرت ونزلت إلى الأرض إما ان تتعاطف معنا وتبكى علينا، أو أنها لن تجد بهجتها فى أى شىء.
وفى ظنى أننا جميعا نتمنى أن نمحو من ذاكرتنا عام 2020 بكل أحزانه ومخاوفه وأن يذهب إلى غير رجعة وأن ينتهى سريعا آملين فى العام الجديد أن تكون الأوجاع "محتملة" والأحلام ممكنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة