ستون يومًا لم تكن تكفى جامعة ميريت بسوهاج، لتحديد قبولها من عدمه للطالب "أحمد" و 72 من زملائه الآخرين خريجي الثانوية العامة في العام الجامعي الجديد 2020/2021، قبل أن تصيبهم بما يشبه "الصدمة"، كما يقول "الطالب" وتستبعدهم من حساباتها هذا العام منذ أيام قليلة، بعد قرار المجلس الأعلى للجامعات باقتصار طلاب الطب البشرى في الجامعة الجديدة على 200 طالب فقط، وليس 273 طالبًا قبلت الجامعة ترشيحاتهم ومبلغ جدية الحجز.
البداية كانت منذ ما يقارب الشهرين من إعلان جامعة ميريت عن قبول دفعة جديدة في عامها الدراسى الأول، حيث أكدت يوم 11 سبتمبر الماضى أن الحد الادني للقبول بكلية الطب البشري 95%، وبناء عليه تقدم 273 طالب، وبناء عليه تم قبول ترشيحاتهم ومبلغ جدية الحجز، ليتوقف الطلاب، عن رحلة البحث على كلية طب جديدة، في أي جامعة خاصة أخرى، وبالفعل قدموا أوراقهم ومستندات القبول الأصلية، انتظارًا للقبول الرسمي وبدء الدراسة في 17 أكتوبر الماضي، لكن الجامعة أبلغتهم بالتأجيل لأكثر من مرة حتى اليوم، مع قرار مفاجئ بإعلان الدكتور جمال قرشى، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة ميريت، أن الحد الأدنى للقبول 96%.
وحتى يوم 28 أكتوبر الماضي، لم تكن الجامعة تقلت بعد، أي موافقة من لجان القطاع المختصة بالمجلس الأعلى للجامعة على اللائحة الداخلية لكلب الطب البشرى، أو إخطار رسمي يصرح لها ببدء الدراسة بمرحلة البكالوريوس بكلية الطب بالبشري، ورغم ذلك قبلت 273 طالبًا في الطب البشرى.
الجامعة بدورها، وعلى لسان الدكتور جمال قرشى، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة ميريت، أكدت :"لجان القطاع المشكلة قررت قبول 375 طالب في كليات الطب عمومًا، ثم يصدر قرار المجلس الأعلى بـ 70% في أول عام وهذا هو المتبع، وبناء عليه كان المفترض أن تكون النسبة 273، وهؤلاء الذين تم تسجيلهم وترشيحهم في الطب البشرى 273 .. وما حدث لم يكن غير مقصود.. والوزارة قالت إن العدد المصرح به 200 طالب فقط".
وواصل: "اللجنة كانت تقولنا إن شاء الله تاخدوا قوتكم، قبل صدور قرار وزير التعليم العالي بـ 200 طالب فقط.. والآن نصارح الطلاب.. وهذا الأمر أزعجهم.. وبالتالي سيتم استبعاد الباقيين.. وهم الأقل في المجموع والأقل من 96%.. والأولوية بالحجز والتنسيق الداخلى".
مصدر بالمجلس الأعلى للجامعات الخاصة، طرح سؤالًا: "ماذا لم لم نصرح للجامعة ببدء الدراسة هذا العام؟.. ما أعلمه، أنه لا يمكن لأى جامعة أن تقبل طالب أو تأخذ أبلكيشن طالب إلا بعد صدور قرار وزاري ببدء الدراسة".
وقال المصدر، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، إنه تم تشكيل لجنة على أعلى مستوى لتحديد مدى إمكانيات الجامعة المادية والبشرية التي تسمح لها باستقبال الدارسين هذا العام، وعلى أساسها تم تحديد النسبة المقررة، وموعد الدراسة مضيفًا: "المفروض مكنوش خدوا أي طالب إلا بعد صدور قرار وزاري ببدء الدراسة ، فقد كان من الوارد أن لا يصدر هذا القرار، فماذا سيكون موقف هؤلاء الطلاب؟.. لسنا مسئولين".
وذكر أن اللجنة كانت مشكلة من عضو من الرقابة وثلاثة متخصصين أحدهم رئيس جامعة بخلفية طبية، وأى أعداد لدراسة يتم احتسابها بمعدلات معينة، وهذا هو المتبع مع ميريت أو غيرها.
وفى هذا الصدد، تحدث عدد من الطلاب لـ"اليوم السابع"، حيث أكد الطالب "على"، أنه تقدم لمكاتب القبول بالجامعة، حيث حصل على مجموع 95.5%، وبالفعل أكدت الجامعة قبوله، موضحًا:" قالوا مبروك يا دكتور.. وتقدمت بالأوراق الرسمية، ولكن الآن تم استبعادى وضاعت فرصى في التقدم لأى جامعة أخرى"، وقال آخر، منتقدًا قرارات التأجيل: "النهارده الخميس .. والاسبوع التانى يوم السبت .. ومفيش اى وضوح يقولوا.. الدراسة يوم ١٧ .. لا السبت الجاى .. لا الاثنين .. ابعتوا للوزير .. الوزير لسه ممضاش .. الرقابة الإدارية .. ايه اخر الاخبار .. اغيثونا"، كما تضرر آخرون من عدم تحديد بند المصروفات الدراسية ونسب الذيادة السنوية من عدمه.
فيما كتبت إحدى أولياء الأمور على الفيس بوك: "لو سمحت عايزه مسئول يرد عليا ضروري انتوا ليه كلامكم مش واحد ازاي دلوقتي بعد ما الدراسه بدأت تيجوا تقولوا هناخد من 96 والطلبه تروح فين اللي واخده اقل من كدا واختو جديه الحجز وبعد كدا تقولوا مفيش مكان ليهم حرااااااااااام عليكم اتقوا الله ف أولياء الأمور".
بدوره قال عطية السيد ولي أمر أحد الطلاب بكلية الطب بجامعة ميريت، إن نجله تقدم لعدد من الجامعات الخاصة، وتم قبوله في جامعة ميريت، بعد خصومات للمتفوقين، وتم دفع مبلغ 52 ألف جنيه جدية حجز، لكنه فوجئ بعد صدور قرار التشغيل للجامعة واقتصار طلاب الطب البشرى على 200 طالب فقط، بدلًا من 273 طالبًا.
وواصل: "المشكلة عند الجامعة ولا الوزارة ولا فين.. لا يوجد مكان آخر، فالحكومى والخاص انتهى من القبول".
وذكر الطالب "أمين"، أنه تقدم بالأوراق والمستندات الأصلية إلى مكتب الجامعة في المعادى، وبناء عليه تم دفع مبلغ 50 ألف جدية حجز طب بشرى، بجانب 1500 أبليكشن، و ألف جنيه اختبار إنجليزي، مستطردًا: "قالوا لى مبروك يا دكتور انت معانا في الكلية وأطمئن"، مضيفًا: "بناء على ذلك لم أتقدم لأى جامعة أخرى".
وأمام غضب الطلاب، رد الدكتور جمال قرشى، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة ميريت، في رسالة على الواتس آب، في جروب الطلاب:" لا تنجرفوا في التلفظ لأنه هناك إجراءات قانونية وتأديبية لكل من تجاوز، وهناك قائمة انتظار طلاب ملتزمين بدل غير الملتزمين"، ليعلق أحد الطلاب متسائلًا: "هل الاختيار والقبول في الجامعة بناء على القدرات والمجموع أم على السمع والطاعة؟
وعلق دكتور جمال قرشي نائب رئيس مجلس امناء جامعة ميريت بسوهاج، قائلًا إن الجامعة تملك كل الإمكانيات للبدء الدراسة في كليتي الطب و العلاج الطبيعي، واللجنة المشكلة من قبل الوزارة استقرت على قبول 200 طالب فقط، رغم أن إمكانيات الجامعة تسمح بأكثر من ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة