كشفت استقالة بيرات البيرق، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المسئول عن المالية، الوجه الحقيقى للحالة الاقتصادية المزيفة التي دائما ما يعلن النظام التركى أنها منافسة لأعلى اقتصادات العالم، وجاءت الاستقالة بعد أشهر من التعتيم على موجات الاحتجاجات المتزايدة، وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز إن شرارة الانهيار السياسى والعائلى كانت بمثابة إدراك مفاجئ للرئيس التركى بشأن الحالة الحقيقية لاقتصاد البلاد، وفى الأسابيع الأخيرة، واجه أردوغان ضغوطا متزايدة من داخل حزب العدالة والتنمية، الذى عانى فى استطلاعات الرأى مع تداعيات جائحة كورونا، وارتفاع تكاليف المعيشة وارتفاع معدلات البطالة، وتدهور قيمة الليرة التركية.
وكان البيرق قد أصر على مدار أشهر على أن تركيا تتفوق على الاقتصادات المنافسة وأنها فى خضم تحول اقتصادى كبير، وكرر ما قاله عندما التقى نواب الحزب الحاكم الأسبوع الماضى، بحسب تقارير إعلامية.
ومن ناحية أخرى أكدت صحيفة أحوال تركية المعارضة، أن استقالة بيرات البيرق، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من وزارة الخزانة والمالية قبل أيام، قد أثارت جدلاً في أوساط حزب العدالة والتنمية الحاكم المتحالف مع حزب الحركة القومية اليميني المتشدد، وما إذا كانت ستعكس التراجع في أصوات التحالف الحاكم، أو ستكون فعالة في حل المشكلات الاقتصادية.
ولفت مراقبون إلى أن حزب العدالة والتنمية يحتاج إلى القيام بخطوات أكثر في مجالات متعدّدة من الاقتصاد، والقضاء، والحريات، من أجل التغلب على الأزمة البنيوية التي يعاني منها.
وعاد عدد من الشخصيات السابقة في حزب العدالة والتنمية إلى الواجهة في الأيّام الأخيرة، فبالإضافة إلى ناجي إقبال، فإن الوزراء السابقين لطفي علوان وجودت يلماز ووزير الداخلية السابق إيفكان علاء، هم من بين أولئك الذين ظهروا في نطاق التغيير الجذري الذي حدث في نهاية الأسبوع.
وبحسب مصادر مقربة من حزب العدالة والتنمية، بعد رحيل البيرق، يفترض أن تتسم عودة الحزب لبعض الأسماء السابقة، وفي هذا السياق، من المتوقع أن يكون لبولنت أرينج، وكذلك بن علي يلدريم، حضور أكبر.
وكان أرينج، عضو المجلس الاستشاري الأعلى لرئاسة الجمهورية، أعلن في بيان قبيل عملية الاستقالة، عن وجود أزمات في الاقتصاد وأن البيرق اعترض على بعض مقترحات الحلّ لهذه المشكلة.
وبحسب الصحيفة فإنه يشار إلى أن البيرق له تأثير ليس فقط في الاقتصاد ولكن أيضًا في العديد من المجالات مثل القضاء والإعلام، وذلك بفضل موقعه الفعال وقربه الأسري من أردوغان، وبعد غيابه عن الواجهة من المتوقع أن يتصرف بعض الوزراء براحة أكبر.
وعلق مدير البحوث بمعهد أنقرة، عثمان سرت، على عودة الأسماء ذات الخبرة بعبارة "من يذهب هنا أهم ممّن يأتي".
وأضاف سرت إن الأمر يستغرق وقتًا لفهم ما إذا كان رحيل البيرق يعني أنه سيفقد تأثيره تمامًا في كل هذه المجالات، ولاسيما أنّ من المعروف في الكواليس السياسية في أنقرة أن البيرق جلب أسماء مقرّبة منه إلى المناصب العليا في كل وزارة تقريبًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة