ومجدداً نعود للحديث عن هذا الرهان علي وعي المصريين بمدي خطورة المرحلة الحالية لجائحة كورونا، و التي تتحسب لها الدولة جيداً و تدعو الجميع للحذر و عودة الإلتزام بتعليمات قد عرفوها و ألفوها عندما اشتدت الأزمة بالأشهر الماضية خشية الإغلاق من جديد حال اشتداد الخطر لا قدر الله
هذا الذي لم تعد تحتمله الحالة الإقتصادية للجميع علي كل المستويات ، فقد تضررت البلاد و تحملت ما يفوق قدراتها المادية بتوقيت حرج إقتصادياً و لم تدخر أي جهد لمواجهة الأزمة و التضحية بالغالي و النفيس لتتصدي للوباء بكافة الطرق و الوسائل.
ومما لا شك فيه أن استهتار البعض و تهاون البعض الآخر في الإلتزام بالإجراءات المعلن عنها و مسافات الأمان و التباعد الإجتماعي قد يدخلنا بدوامة جديدة من انعدام السيطرة و إنهاك الدولة بما لم تعد تحتمل من جديد،
فضلاً عن وقف الحال الذي نال من الجميع و الذي ما زلنا نتعافي من آثارة السلبية التي لا أول لها من آخر .
فعدم تقبل معظم الناس فكرة التنازل عن بعض عاداتهم الإجتماعية و الترفيهية قد تصبح القشة التي تقصم ظهر البعير .
هل تصل قدسية تلك التقاليد للمقارنة بحدود الله التي تم إيقاف العمل بإحداها لظروف قهرية ، عندما ألغي عمر بن الخطاب عقوبة قطع يد السارق بعام المجاعة .
هل سيستمر هذا العبث الذي نسمع عنه يومياً من خلال عشرات الحالات التي لا يعنيها أكثر من الهروب من المسائلة القانونية و الغرامة ، إذ يتم تبادل الكمامات بين الناس لقضاء المصلحة و زوال الخطر الخاص بالعقوبة دون أي اهتمام بالعدوي و نشر الوباء الذي هو أشد و أقسي من تلك العقوبة ؟
وها نحن نسمع و نري بالأرقام معدلات الإصابة و الوفيات التي عادت تتصدر أهم و أكبر دول العالم و التي اضطرتها للإغلاق و التقوقع مرة أخري.
ولكن:
هل نعود لنراهن من جديد علي وعي المصريين لعلها تربح هذه المرة بعدما تأكد للجميع أن الإستهتار و التخاذل كانت نتائجه أسرع و أسوء مما يتوقعون.
و أن الموضوع جد خطير و ما تنادي به الدولة علي رأسها وزارة الصحة ووسائل الإعلام بمختلف منابرها ليس مجرد تخويف مبالغ فيه كما زعم البعض و روج ؟.
و أن الأطباء الذين يجازفون بأرواحهم و بالفعل قد فقد بعضهم حياته أثناء القيام بواجبه النبيل تجاه مرضي الوباء يستحقون الدعم بالإلتزام كي لا نثقل كاهلهم بالمزيد و هذا أضعف الإيمان .
منذ أسابيع قليلة كنا نسمع عن مصابين بالكورونا و كأنهم بعيدين كل البعد عنا و كانت أعدادهم ما زالت غير مخيفة،
أما الآن فقد أصبح كل منا يفاجأ بالمحيطين به و بمن يعرفهم بالفعل و ربما أصدقائه و جيرانه ليتأكد تمام التأكد أنه ليس بمأمن عن العدوي التي باتت تحاوطه من كل الإتجاهات .
عزيزي المواطن المصري الذي لم يخسر رهاناً مصيرياً حقيقياً عندما تشتد الأزمات و تتفاقم الملمات :
هل ستسطر من جديد ملحمة انتصار علي هذا الفيروس اللعين مصنوعاً كان أو غير ذلك بمعركة الحياة مقابل الموت ؟
فإن حقاً استفاق المصريون بمختلف طبقاتهم و أدركوا حجم الكارثة التي نواجهها ، و أخذوا الموضوع مأخذ الجد ، سننتصر عما قريب بإذن الله و نتجاوز حدود الخطر و ننجو من فخ انعدام السيطرة الذي سقط به من هم أكثر منا تقدماً و أقوي إقتصاداً ، و نخرج من الأزمة بأقل الخسائر سالمين منتصرين بمعركة شرسة مع
لعل الله يجعل لنا من بعد عسر يسر