فيديو.. حكاية قرية بقنا تطعم الفقراء منذ 80 عاما احتفالا بنجاتها من الطاعون.. الأهالى يجتمعون بعد صلاة آخر جمعة فى شهر نوفمبر من كل عام.. ويقدمون وجبات للفقراء ويرددون التهانى.. ويحتفلون بنصر الله ونهاية الوباء

السبت، 21 نوفمبر 2020 06:00 م
فيديو.. حكاية قرية بقنا تطعم الفقراء منذ 80 عاما احتفالا بنجاتها من الطاعون.. الأهالى يجتمعون بعد صلاة آخر جمعة فى شهر نوفمبر من كل عام.. ويقدمون وجبات للفقراء ويرددون التهانى.. ويحتفلون بنصر الله ونهاية الوباء اللواء أشرف الداودى محافظ قنا
قنا_ صابر سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن عامًا عابرًا في حياة أهالي قرية النزلة بالشرقي بهجورة التابعة لمدينة نجع حمادي، حينما أصابهم الكوليرا والطاعون في ثلاثينيات القرض الماضي بحسب الأهالي، حيث خلت القري وقتها من وسائل الطب والتمريض وتعرض العشرات للموت متأثرين بمرضهم، مما جعلهم يرفعون أيديهم للدعاء طلبا لرفع الوباء والشفاء، ونذر أهالي القرية وقتها تقديم الطعام للفقراء بعد نهاية الوباء وهو ما كان حيث استجاب الله للدعاء، فتحول آخر أسبوع من شهر نوفمبر إلى احتفال بهذه الذكرى ولإطعام المحتاجين من أهالي القرية.

 

النساء-تساعد-في-إعداد-المائدة

النساء-تساعد-في-إعداد-المائدة

 

وفي منظر لربط أوصال المحبة والألفة واستغلالًا لذكري تمسك بها الأبناء عبر تاريخ ممتد من القدم رسمه الأجداد ليسير علي دربه أهالي النجع ويحيونه في كل عام عقب صلاة الجمعة، هنا في النجع الهادئ خرجت الأسر والأهالي مجتمعة علي مائدة واحدة لا فرق بين غني وفقير، الجميع متساو يأكل من طعام واحد، وبشكل متناسق أمام فناء الجامع الكبير بالقرية.

أطفال-من-القرية-يأكلون-علي-المائدة
أطفال-من-القرية-يأكلون-علي-المائدة
 

ويجتمع الصغار والكبار لتناول الغداء المكون من اللحوم البيضاء والحمراء والفتة الصعيدية، يرددون التهنئة ويحتفلون بنصر الله وخروج الوباء والمرض من قريتهم، وكأن سنوات الماضي كانت بالأمس، رافضين دعوات البعض باندثار تلك النذر وتوفير نفقاته لأمور أخري.

وقال محمد علي، من أهالي القرية، إن منذ 80 عاما ويحتفل أهالي القرية باليوم الأول من آخر أسبوع في شهر نوفمبر بنجاة القرية من الكوليرا والطاعون، مقدمين الطعام إلي الفقراء والمحتاجين من أهالي القرية، ومجتمعين علي مائدة واحدة أمام فناء المسجد بالقرية صغارًا وكبارا.

أهالي-القرية-مجتمعين
أهالي-القرية-مجتمعين

 

وأكد مدحت عباس من الأهالي، أن بداية القرية مع النذر والوباء كانت منذ سنوات عديدة تزيد عن مائة عام، حيث أصيب معظم أهالي القرية بالطاعون والكوليرا وقتها والتي كانت منتشرة علي مستوي مصر، ولم يكن يمتلك الأهالي إلا الدعاء والتضرع إلي الله أملًا في تخلصهم من تلك المنحة وهزيمة المرض، وظل أهالي القرية يتضرعون بالدعاء إلي أن استجاب الله لدعواتهم وكتب للمرضي الشفاء وانتهي المرض.

وتابع عباس، لافتًا أن أهالي القرية كتبوا على أنفسهم عندها نذرا بأن يكون ذلك اليوم احتفالا بالقرية وتقديم الولائم والنذر إلي الله لنجاتهم وعدم هلاكهم ومنها كانت البداية، حيث أوصى الآباء للأبناء بتنفيذ النذر مع توصيتهم بالمحافظة عليه وإقامته في كل عام.

وأوضح مدحت عباس، من الأهالي، أن الجميع في الجمعة الأخيرة بشهر نوفمبر من العام يخرجون وكل منزل يحمل صينية للطعام أمام المسجد الكبير ويأكل المارة والمساكين والأيتام، مشيرًا إلي تكليف كبار البلدة من يقوم بجمع الخبز واللحوم والأطعمة وتوزيعها على فقراء القرية والنجوع في فرح وسرور ومشاركة ومحبة، ثم يقوم الجميع بالتصافح والتهنئة مثل يوم العيد.

وأشار عدد من أهالي القرية، إلى أنهم سيحافظون علي ذلك النذر وأصالته والعادات التي تقام في كل عام، ورغم محاولة البعض بإلغاء الاحتفال وتوفير نفقاته لمساعدة الأسر أو الفتيات في الزواج إلا أن أهالي القرية متمسكون بالاحتفال مع المساعدة.

وصول-الموائد-إلي-فناء-الجامع
وصول-الموائد-إلي-فناء-الجامع

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة