على ما يبدو أن البيت الأبيض ملىء بالأسرار والحكايات والمواقف التى ينجذب لها العالم بأسره، فوقتما يعلن رئيس أسبق عن نيته فى كتابة مذكراته، يبدأ القراء فى البحث عن الكتاب وشرائه لمعرفة ما كان يدور داخل البيت الأبيض وكيف تم اتخاذ القرارات السياسية والمصيرية، وهذا ما قام بفعله كل من بيل كلينتون وزوجته، وأيضا بارك اوباما وزوجته ومن هنا سوف نستعرض مذكراتهم.
مذكرات "أرض الميعاد" بارك أوباما
اوباما
يتضمن الكتاب فصولا مهمة لرئيس شكلت إدارته علامة فارقة فى التاريخ الأمريكى الحديث فترتى ولايته وأربع سنوات خارج البيت الأبيض، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، بدأ أوباما فى بعض الأحيان وكأنه بعيد عن الساحة حيث تصدر عناوين الصحف بشكل متقطع عندما وجه له الرئيس ترامب اللوم على سوء الأحوال فى بعض القطاعات الامريكية.
وتأتى المذكرات الجديدة التى تضم مجلدين فى وقت مثالى حيث تعكس حياته المهنية، بما في ذلك السنوات الأولى من رئاسته، لكن الأهم من ذلك أن أرض الميعاد هى تذكير بالرواية التي أمضى أوباما حياته المهنية فى إعلانها.
والمجلد الأول من "أرض الميعاد" يعترف فيه أوباما بأنه كان شابًا صالحًا لكنه كان مستعبدًا لـ "وعد أمريكا" كأرض الفرص. فى مواجهة قوة حملة ترشيح كلينتون، أبدى تعاطفاً مع نضالها لتصبح أول رئيسة، وعندما سئل فى أحد المناظرات عن سبب قيامها بتقديم المشورة له من قبل العديد من موظفيها السابقين ردت على هيلارى قائلاً: "إننى أتطلع إلى نصحه لى أيضًا".
وبحسب المذكرات، عارض أوباما حرب العراق بحذر ولكن بحلول الوقت الذى غرق فيه جورج دبليو بوش فى مستنقع العراق وكان يكافح مع "الحرب على الإرهاب" فى الداخل، لم يكن قراره حينها مفاجئًا، وقد أصبحت أفغانستان نسخته من العراق - صراع مع جنرالاته حول متى وكيف يتم "الاندفاع" ضد طالبان. إنه على خلاف مع جناح حزبه الذى يلوم الولايات المتحدة على مشاكل العالم.
وبالنسبة للقضايا العرقية فى أمريكا، فعند وصوله عثر اوباما على عدد كبير من الموظفين السود واللاتينيين فى البيت الأبيض، وورد فى كتابه: "كان من الصعب أن نفوت فى تركيبتهم العرقية بقايا وقت سابق عندما كانت الرتبة الاجتماعية بها ترسيم واضح وأولئك الذين سبقوني... كان الأمر كما لو أن وجودى فى البيت الأبيض قد أثار، كذعر عميق الجذور، شعورًا بأن النظام الطبيعى قد تعطل".
كانت علاقة أوباما بنائبه جو بايدن تتسم بالغرابة بعض الشىء وفقا لما ورد فى مذكرات الرئيس السابق كما يقول، حيث قال أن العلاقة كانت وظيفية ولا تقترب من الصداقة حيث كان دور بايدن الرئيسى هو التحذير والتحدى كما تم تقليص قاعدة بايدن إلى وضع تفكير جماعى فى معسكر أوباما والجدل حول مجلس الشيوخ الذى يغلب عليه الحزب الجزب الجمهورى.
مذكرات أصبحت لـ ميشيل أوباما
مشيل اوباما
تناولت مذكرات ميشيل اوباما، العديد من الأمور التى تتعلق بزوجها وبالحياة فى البيت الأبيض، كذلك ما يتعلق ببدايات معرفتها بـ أوباما فبعد سنوات من زواجهما، بيّنت ميشيل أن زواجهما كان قد نجا من العديد من ضغوط العمل غير العادية، حيث أنهما في مرحلة ما من حياتهما، اضطرا للجوء إلى استشارة مختصين في الزواج حتى يحافظا عليه، وبعد خسارتها لحملها، خضعا لعلاج أطفال الأنابيب في المختبر لينجبا ابنتيهما.
وفي مذكراتها اعترفت ميشيل أوباما، بأنها كانت مترددة للغاية في بادئ الأمر، من فكرة ترشح زوجها للرئاسة الأمريكية خلال العام 2008، وأحد أهم أسباب هذا التردد كان معرفتها المسبقة بالتوترات التي سوف تحل بالعائلة حينها.
ووصفت ميشيل أوباما في مذكراتها، أوقات زوجها عندما كان رئيساً للبلاد، وذلك حين قتل مسلحٌ عشرين طالباً وستة مدرسين في مدرسة "ساندي هوك" الابتدائية في نيوتاون في ولاية كونيتيكت في العام 2012، قائلة: "لقد كان زوجي يحتاجني، كانت هذه المرة الوحيدة، في سنين رئاسته التي يطلب فيها حضوري في منتصف يوم عمل".
مذكرات حياتى بيل كلينتون
حياتى
غطى كلينتون في كتابه "حياتي" كل جوانب حياته تقريباً بدايةً من المراحل الأولى من حياته في مدينة هوب بولاية أركنساس جنوبي الولايات المتحدة، وانتقاله مع عائلته إلى هت سبرينجز في أركنساس حيث التحق بالمدرسة وتعلم العزف على الساكسفون، ثم يذكر بدايته في العمل العام واهتمامه بالسياسة في المرحلة الجامعية التي بدأها بترشحة لمنصب محافظ أركنساس ليكون هو أصغر محافظ في تاريخ الولايات المتحدة (علَّق كلينتون بعد خسارته الفترة الثانية لمنصب المحافظ بأنه أصبح الآن أصغر محافظ سابق في تاريخ الولايات المتحدة) ليصل سريعا إلى أعلى منصب سياسي ليصبح ثالث أصغر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.
لم يغفل كلينتون عن الجانب الاجتماعي في حياته فيذكر أيضاً نوادره مع أصدقائه والمؤثرين في كل فترة من فترات حياته. فيبدأ بسرد أهم القصص التي سمعها من عائلته حينما كان طفلا.
وقد اذهل كلينتون معاونيه بقدرته على التركيز على اداء مهامه كرئيس، حيث بدا متجاهلاً للفضيحة التي كانت اصداؤها تتردد حوله، وقال كلينتون في الكتاب "ان احد الدروس التي تعلمتها انه في مرحلة من المراحل يحرم الرئيس من ان تكون لديه مشاعر شخصية خاصة".
مذكرات الخيارات صعبة لـ هيلارى كلينتون
هيلارى
يتناول الكتاب الذي يقع في 632 صفحة، وموزعة على 6 أقسام، تجربة الأعوام الأربعة التي أمضتها في منصب وزيرة الخارجية، ذكرت فيه الكثير من القضايا الداخلية والخارجية، ولكنها لم تكشف أسرارًا أو تكتب آراءً قد تخلق عداوات مع سياسي أو دولة إذا وصلت للرئاسة.
عندما تعاونت مع باراك أوباما على الانسحاب من حربين، وإصلاح التحالف الذي تعرض للتصدع أثناء فترة رئاسة بوش، إلى جانب التعامل مع التهديدات القادمة من إيران وكوريا الشمالية، والثورات التي اجتاحت الشرق الأوسط.
تحدث عن لقائها مع أوباما بعد خسارتها التصويت الداخلي للحزب الديمقراطي على بطاقة الترشح للانتخابات الرئاسية، وشغلها منصب وزيرة الخارجية في فريق أوباما بعد فوزه بالانتخابات، و تحدثت عن آسيا والقضايا التي واجهتها أمريكا في الصين وبورما، عن الحرب في أفغانستان وباكستان، والعمليات العسكرية ومحاولات إنهاء الوجود الأمريكي في بلد "طالبان"، عن علاقات أمريكا مع دول أوروبا وروسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، وأبرز أحداث أوكرانيا والقرم.