أثارت مذكرات الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، أول رئيس أمريكى "أسمر" يصل إلى البيت الأبيض، جدلا واسعا، بسبب ما تضمنه الكتاب عن تفاصيل وكواليس الأحداث التى شهدها العالم، وذلك بعد مرور 9 سنوات على الثورة المصرية، حيث يسترجع أوباما ذكريات تلك الأحداث فى مذكراته "أرض الميعاد"، التى نشرت مؤخرًا، ووثق فيها حياة الرئيس 44 للولايات المتحدة خلال توليه الرئاسة فى الفترة من (2009 - 2017).
ولعل المبيعات العالية التى حققها الكتاب فى ساعته الأولى، حيث باع أكثر من 800 ألف نسخة فى يومه الأول، توضح حجم الإقبال عليه، والسبب وراء كل هذا الجدل بعد ما رواه أوباما عن فترة رئاسته، وهو الرئيس الرابع والأربعين بين حكام الولايات المتحدة الأمريكية.
وفى مصر، هناك العديد من الحكام ورؤساء الوزراء السابقين الذين كتبوا مذكراتهم، وسيرتهم الذاتية سواء أثناء وجودهم فى الحكم مثل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أو بعدما تركوا السلطة مثل الخديوى عباس حلمى الثانى أو الرئيس الأسبق محمد نجيب، ومن أشهر تلك المذكرات الرئاسية التى نشرت فى مصر:
مذكرات نوبار باشا
كتب "نوبار باشا" هذه المذكرات عندما بلغ الخامسة والستين وتناول فيها الفترة من عام 1842 وحتى عام 1879، وهى الفترة منذ قدومه إلى مصر وحتى أن عزله «الخديو إسماعيل»، وتكشف المذكرات، عن الوجه الآخر لنوبار باشا الذى كثيرًا ما تعرض للاتهام بموالاته للأجانب على حساب المصريين، وهو يقدم هنا ما يؤكد ضيقه بسيطرة الأجانب على الوضع العام فى مصر، وسعيه لتأسيس المحاكم المختلطة للحد من هذه السيطرة ثم يتناول علاقته بكل من العضوين الإنجليزى والفرنسى فى مجلس النظار الأول، ويفسر الكتاب قرار نوبار باشا الذى أحدث زلزالاً فى التاريخ المصرى الحديث، وهو تسريح 2500 ضابط من قوات الجيش، مما أدى إلى مظاهرة الضباط الشهيرة فى 18 فبراير 1879.
عهدى "عباس حلمى الثانى"
نشرت مذكرات أو ذكريات الخديوى عباس الثانى الذى حكم مصر فيما بين عامى 1892 و1914. ويمثل هذا النشر إضافة هامة إلى تاريخ مصر الحديث، خاصة وأن كاتبها له وزنه فى الحياة السياسية المصرية، فلقد كان جريئاً واسع الأمل "مصرياً بحتاً" كما حكم عليه اللورد كرومر منذ لقائهما الأول، وقد نفخ الخديوى عباس فى مصر روحاً جديدة أذكت نار الوطنية الكامنة وجرأت المصريين على مناهضة الاحتلال البريطاني. وتنبه كرومر إلى خطورة الموقف وحاول إفهامه أين يكون مصدر السلطة. واستفحل العداء بين الرجلين وامتد إلى فروع الادارة، وخاصة وأن الخديوى حظى بعطف الرأى العام عليه، وسعى إلى الاحتماء بالدولة العثمانية صاحبة السيادة الاسمية على مصر، وبفرنسا التى لم تكن راضية بانفراد بريطانيا بالعمل وحدها فى مصر واحتلالها.
مذكراتى "إسماعيل صدقى"
فضلًا عن كونها تؤرِّخ لمرحلة هامة من تاريخ مصر الحديث تحت الاحتلال الأجنبي، فإن مذكِّرات إسماعيل صدقى تكشف عن جوانب جوهرية لهذه الشخصية السياسية الفاعلة التى خاضت غمار العمل العام، واجتذبت النقمة الشعبية فى وقت ما حتى لُقِّب صدقى ﺑ «عدوِّ الشعب» على إثر مشاركته فى وضع دستور ١٩٣٣م الذى عُدَّ انقلابًا على دستور ١٩٢٣م المقيِّد لصلاحيات الملك. فى مذكراته لا يكتفى صدقى بسرد الوقائع والأحداث فقط بل يبسط رؤيته وتحليله لها، ويقدِّم تفسيرات لمواقفه السياسية وقراراته التى اتخذها إبَّان توليه المسئولية وزيرًا أو رئيس وزراء، يشرح فكره الحزبى وعقيدته الوطنية، ويستعرض فى الأثناء طائفة من إنجازاته لا سيما فى المجالين الاقتصادى والتشريعي.
كنت رئيسا لمصر "محمد نجيب"
كنت رئيسا لمصر أو مذكرات محمد نجيب هو أحد أهم الكتب التاريخية فى التاريخ المصرى لفترة ما بعد الملك الفاروق وحتى نفى محمد نجيب كتبه محمد نجيب بعد خروجه من المنفى عام 1984 وكان للكتاب أثر كبير وقتها، ويعد الكتاب أول محاكمة حقيقية لثورة 23 يوليو 1952 تصدر من أحد أهم قادتها العسكريين بعد سنوات طوال قضاها خلف أسوار الإقامة الجبرية.
البحث عن الذات "محمد أنور السادات"
كتاب الذى ألفه محمد أنور السادات، وكتب فيه مذكراته وقصة حياته، الكتاب تمت طباعته أول مرة فى أبريل 1978، روى فيها السادات قصة حياته لا كرئيس لجمهورية مصر العربية، بل كمصرى ارتبطت حياته بحياة مصر ارتباطاً عضوياً منذ بداياته إلى نهاياتها.