دعا المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، المجتمع الدولي إلى الاستمرار في التزامه تجاه أفغانستان في هذا المنعطف الحرج وتقديم المزيد من الدعم للاجئين الأفغان والمشردين داخليا والسكان الأصليين، محذرا من عواقب وخيمة إذا نظر العالم بعيدا عنها.
وقال جراندي -في بيان اليوم /الاثنين/ بعد أن أنهى زيارة إلى أفغانستان استمرت خمسة أيام، إن: "الاتجاه التصاعدي الحالي للعنف من القتل والتشويه والإرهاب وتشريد المدنيين الأفغان كل يوم يجب أن يتوقف على الفور.. مشددا على أن اتفاقية السلام - شريطة أن تصون أمن ورفاهية وحقوق جميع النساء والرجال في أفغانستان - كانت النتيجة الضرورية العاجلة للمحادثات الأفغانية الحالية .. مؤكدا أن مثل هذا الاتفاق لا غنى عنه لإنهاء الصراع الذي لا يدمر الأرواح فحسب بل يستمر أيضا في كونه السبب الرئيسي للنزوح القسري في البلاد".
وأضاف المفوض السامي في بيانه الصادر تزامنا مع انعقاد مؤتمر التبرعات لأفغانستان بمقر الأمم المتحدة في جنيف على مدى يومين، أن مستقبل ملايين الأفغان يعتمد على نتيجة ناجحة لمحادثات السلام وكذلك على التزام المجتمع الدولي بتنمية البلاد، معربا عن أمله في أن يكون مؤتمر جنيف فرصة للتعبير عن هذا الالتزام بشكل ملموس، محذرا من أن الفشل في أي من الحالتين سيشهد انزلاق أفغانستان إلى الوراء مع عواقب وخيمة بما في ذلك مزيد من النزوح ربما على نطاق واسع، ومنوها إلى أن هذا السيناريو الكارثي يتطلب تعبئة مساعدات إنسانية كبيرة في ظل أصعب الظروف الأمنية واللوجستية.
وأشار جراندي إلى أن ما يقرب من 300 ألف أفغاني نزحوا داخليا بسبب الصراع في عام 2020 وحده حيث لا يزالون في حاجة ماسة للدعم الإنساني مثلهم مثل ما يقرب من ثلاثة ملايين نازح سابقا وتسعة ملايين شخص فقدوا سبل عيشهم بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.
وقال المفوض الأممي إنه بعد أكثر من 40 عاما لا يزال اللاجئون الأفغان يشكلون واحدة من أكبر حالات النزوح التي طال أمدها بموجب ولاية المفوضية، ودعا إلى تكثيف الجهود لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة، مشددا على إلتزام المفوضية المستمر تجاه 2.4 مليون لاجئ أفغاني في بلدان اللجوء بالمنطقة.