أكد على بن محمد الرميحى وزير الإعلام بمملكة البحرين أهمية توطيد الشراكة في نشر ثقافة التسامح وإرساء قيم الحوار والتفاهم بين الحضارتين العربية والصينية، جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الرابعة لندوة التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام، اليوم الثلاثاء، والتي نظمتها الجامعة العربية عبر تقنية الفيديو كونفرنس.
وأشار إلى حرص بلاده على تعميق علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية مع جمهورية الصين، استنادًا إلى تاريخ عريق من علاقات التعاون والصداقة والاحترام المتبادل.
وأكد اعتزاز المنامة باستضافة فعاليات الدورة الثالثة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني في مايو 2008، والندوة الثانية للتعاون الإعلامي في مايو 2010.
واستعرض الرميحي تجربة بلاده في التنمية وتعزيز التضامن الإنساني في مواجهة الجائحة واتخاذ الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الفعالة.
وأكد الرميحي أهمية اجتماع اليوم في ظل التحديات المشتركة لتفشي جائحة فيروس كورونا، ليؤكد أن هناك إدراكا جماعيا لأهمية الارتقاء بالدور الحيوي لوسائل الإعلام والاتصال في توحيد الجهود والتعاون لتعميق الحوار الحضاري والشراكة الاستراتيجية وتبادل الخبرات والإمكانيات المادية والبشرية، ورفع الوعي المجتمعي في مواجهة هذه الجائحة بالحقائق وتبادل المعلومات الصحيحة، بما يدعم المصالح المشتركة والتنمية المستدامة كنهج راسخ في الدبلوماسية العربية والصينية.
وقال الرميحي إن تعزيز التعاون الإعلامي العربي الصيني يتطلب مزيدًا من الجهود المشتركة وخروج هذه الندوة بمرئيات وخطة عمل إعلامية لتوثيق جسور الصداقة والشراكة العربية الصينية التاريخية والمتنامية بما يدعم أهداف مبادرة "الحزام والطريق".
وشدد على ضرورة تفعيل مشروعات وبرامج التعاون في مجالات الإذاعة والتليفزيون والإنتاج البرامجي المشترك، وتبادل الأخبار.. كما أكد أهمية تعزيز الحضور في الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأعرب الوزير البحريني عن أمله في أن تسهم هذه الندوة في تعزيز الشراكة التنموية والإعلامية العربية الصينية في ترسيخ قيم المحبة والسلام والتعايش الإنساني والتقارب الحضاري.
من جهته قال وزير الإعلام الأردني السيد علي العايد إن الإعلام يلعب الدور الأكبر في تعزيز التعاون العربي الصيني متعدّد الأوجه، من خلال توظيف أدوات الإعلام التقليدية والحديثة لتعميق التواصل المتبادل ولنقل المعارف والخبرات والتجارب التي تنعكس على التنمية البشرية.
جاء ذلك في كلمة الوزير خلال افتتاح أعمال الدورة الرابعة لندوة التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام، التي نظمتها الجامعة العربية اليوم عبر تقنية "التّحاضر عن بُعد"، بالتعاون مع مكتب الإعلام لمجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية.
وأضاف أن "هذا الاجتماع يجسّد روح التعاون الحقيقي، والرغبة بالعمل الصادق لتعزيز الشراكة بيننا، ونقلها إلى ميادين عمليّة تطبيقيّة".
وتابع وزير الإعلام الأردني: "عندما نتحدّث عن العرب والصين، فإنّنا نتحدّث عن حضارتين عالميّتين، جذورهما تضربان عمق التاريخ، فكلاهما لهما إسهامات حضاريّة محورية، وهذه الإسهامات امتدّت إلى مختلف المعارف والعلوم، وخدمت البشريّة بأسرها؛ وما زالت الكثير من الأمم تستند إلى هذه الإسهامات لتطوير مجتمعاتها، اعتماداً على ما أرسته الحضارتان العربيّة والصينيّة قبل آلاف السنين".
وألمح إلى أنه "لا شكّ أن علاقة التأثّر والتأثير، والتعاون المشترك، وتبادل الخبرات والعلوم بين الحضارتين العربيّة والصينية تعود إلى آلاف السنين أيضاً؛ فالصّينَ كانتْ وما زالت حضارة عظيمة يسافر إليها الناسُ طلباً للعلم والمعرفة، بموازاة الحضارة العربيّة التي كانت محجّاً لاستقاء العلوم الحياتيّة والمعارف الإنسانيّة منذ فجر التاريخ".
وأشار وزير الإعلام الأردني إلى أنّ طريق الحرير، ما زال شاهداً على عمق التبادل التجاري والعلاقات الإنسانيّة العميقة والأزليّة بين العرب والصّين، وما زالت آثاره حاضرة حتى اليوم.
وأعرب عن تطلّعه لأن يكون التعاون في مجال الإعلام والاتصال واحداً من مجال التعاون الفعالة بين الجانبين، خصوصاً في ظلّ التطوّر الهائل الذي أصاب الإعلام وأدوات الاتصال، لا سيما في المجال التقني الذي تعتبر الصّين رائدة فيه.
وقال: "ندرك جميعاً، صنّاع قرارٍ وأفراد ومجتمعات، أهميّة الإعلام ودوره الرئيسي في تنمية المجتمعات، خصوصاً ما تضطلع به وسائل الإعلام من دور توعوي يسهم في تكريس ثقافة المجتمع وهويّته وسلوكيّات أفراده، والتي يسهم الإعلام على الجانب الآخر بنقلها بين المجتمعات والدول والشعوب. كما ندرك جميعاً أنّ الثابت الوحيد في الإعلام هو أهميّته، التي تتزايد وتتعاظم بتطوّر أدواته.
وأضاف: "إنّ اعتمادنا اليوم على التفاعل الافتراضي عبر نوافذ الإعلام الحديث، بفعل تداعيات جائحة كورونا، يؤسّس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة، نختصر فيها المسافات، ويعزّز من تواصلنا الإنساني والمعرفي؛ ليصبح الإعلام الحديث فاعلا أساسياً في نقل الصورة، والآلية الأكثر استخداماً في تجسير الفجوة التواصليّة والجغرافيّة، والأداة الرئيسة في تعزيز التعاون وتسليط الضوء على القواسم المشتركة".
ودعا الوزير الأردني إلى زيادة دور الإعلام تنمويا، عبر تحفيز المحتوى والمنصات النوعية والمبتكِرة، ليقوم الإعلام بدوره في التوعية الصحية بسبل الوقاية من كورونا، وتكريس العادات الصحية التي تزيد المناعة في مرحلة ما بعد الجائحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة