كشف تقرير حقوقى، صادر عن مركز دراسات الديمقراطية الحرة، أن المنهج المثير للقلق الذى تتبناه تركيا فى عهد رئيسها السلطوى موثق جيدًا، مضيفا أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان انتهك التزامات الناتو بشراء صواريخ روسية، وسجن مئات الصحفيين والمعارضين السياسيين، وأنه مهووس بالإسلاموية.
وجاء فى التقرير أن الرئيس أردوغان أوقع تركيا فى حالة من الخراب الاقتصادى من جراء سعيه لإقامة إمبراطورية عثمانية مشوهة فى القرن الحادى والعشرين، متابعا:"فى البداية، أعاد أردوغان توصيف حزبه "حزب العدالة والتنمية" باعتباره مؤيدًا لاقتصاد السوق الحر ومؤيدًا للقيم الغربية، لكن سرعان ما سيطرت الأيديولوجية الإسلاموية الراسخة داخل الحزب على المشهد، وأصبح أردوغان أكثر اهتمامًا بعمل دمج بين السياسة الخارجية المعتمدة على مبادئ الكمالية العلمانية والتى تبناها الرئيس السابق توركوت أوزال، مع نظرة أكثر إسلامية تجاه علاقات تركيا مع العالم. واليوم، تشهد أوروبا ثمار هذا النهج، حيث تُصدر أنقرة مقاتلين جهاديين إلى ليبيا، مما قد يؤدى إلى أزمة مهاجرين أخرى، ويزيد من حدة التوترات فى شرق البحر المتوسط".
وأشار التقرير إلى أنه لو كان ذلك مزعجًا، فهو ليس مفاجأة بالنسبة للمراقبين، إذ تريد الدولة العثمانية الجديدة بقيادة أردوغان أن يتصالح العالم مع القوة الإسلاموية التركية خارج حدودها، بما يعيد تمكين الإمبريالية العثمانية فى الشرق الأوسط وفى البحر المتوسط، اعتماداً على أجندة مستوحاة من منهاج جماعة الإخوان المسلمين، تتجلى عبر استعراض القوة العسكرية التركية فى نقاط الصراعات الساخنة فى سوريا وليبيا والمياه اليونانية، وقد ساهمت الحروب بالوكالة التى تشنها إيران فى السماح بالإنكار والتعتيم على طبيعة النشاط التركى فى المنطقة.
وتابع التقرير: "جهل أوروبا بتركيا وطموحاتها الإسلاموية المتطرفة له أصداء فى الماضى القريب للمنطقة. فمع انطلاق ثورات الربيع العربى فى أواخر عام 2010، احتضن أوباما جماعة الإخوان المسلمين ضمنياً، وفشل بشكل واضح فى فهم حقيقة منهجهم المزعزع للاستقرار والمناهض للديمقراطية. وبالمثل، فإن أوروبا لم تفشل فقط فى التصدى لأنشطة تركيا التوسعية المستوحاة من الفكر الإسلامى الجهادي، ولكنها فشلت أيضاً فى فهم الإيديولوجية التى تتحرك على أساسها، تعود علاقات أردوغان بجماعة الإخوان المسلمين إلى حقبة السبعينيات، عندما كان تلميذ لـ "نجم الدين أربكان"، الأب المؤسس للإسلاموية التركية، وقد ساعدت فروع الإخوان المسلمين المنتشرة فى دول الخليج العربى فى دعم أربكان والإسلاميين الأتراك فى أثناء فترة الهيمنة العلمانية على البلاد ومن ثم، عندما وصل أردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية إلى سدة السلطة، قرر على ما يبدو الوفاء بالدين للجماعة التى تولته فى فترة التعليم المبكر عبر توفير الدعم المالى والموارد لهم، وساعده على ذلك دعم إدارة أوباما الظاهر للمثل الديمقراطية، والاعتقاد الخاطئ بأن جماعة الإخوان المسلمين قادرة على ممارستها وتجسيدها، مما أعطى تركيا أردوغان مساحة حرة لتنطلق.